إدريس وباقان.. الامتحان الصعب!! تقرير: محمد المختار سيجد كل من رئيس وفد الحكومة بمفاوضات القضايا العالقة بين السودان ودولة جنوب السودان (ادريس عبد القادر وباقان اموم)، سيجدان أيديهما تمتد بشكل تلقائي نحو ربطة العنق لإرخاء (عقدة الربطة) الأنيقة التى تلتف حول عنقي كل منهما بعد الجلوس على طاولة الاجتماعات بقاعات فندق شيراتون أديس أببا اليوم. سحب فرق لكن العقدة الكبرى التى تواجه كلا الطرفين قطعاً ليست عقدة ربطات العنق، بحسبان أن أولويات التفاوض التى يتمسك بها كل طرف تمثل المحك الحقيقي في اجتماعات اليوم، وربما تجاوز تلك العقد من شأنها أن تساعد فى تسهيل تحديد موعد استئناف المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة حال استطاع كل من (ادريس وباقان) من تجاوزها وفك عقدتها. الحكومة السودانية تنظر إلى أن القضايا الأمنية تشكل الأهمية القصوى بالنسبة لها، والتي من بينها أن تسحب دولة الجنوب قواتها الى جنوب حدود الأول من يناير للعام 1956م، وفك ارتباطها بالفرقتين التاسعة والعاشرة اللتين تقاتلانها في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بقيادة عبد العزير الحلو ومالك عقار، وأن تلتزم بعدم إيواء الحركات المتمردة (حركات دارفور)، وعدم التعدي على المناطق الأربعة المختلف حولها، بالإضافة الى التزام الحركة الشعبية بكل الاتفاقيات التى تم التوقيع عليها من قبل، بينما تنظر جوبا لقضية النفط، وأبيي، والحريات الأربع كأولوية لها يجب التفاوض حولها أولاً. نقطة التقاء ترتيب الأولويات ومساحات التنازلات التى يمكن أن يقدمها كل طرف تعتبر ضيقة جداً بالنظر الى تشدد كل من الخرطوموجوبا على موقفهما، ففى أكثر ممن مرة قطع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بعدم التفاوض على أي ملف مالم تحسم القضايا الأمنية، وهو ما ظل يؤكده طوال (مارثون)، رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الافريقي ثامبو امبيكي، بين جوباوالخرطوم، وهو ما ذهب إليه رئيس اللجنة التنفيذية لقدامى السفراء، السفير فضل عبيد، الذى قال فى حديثه ل(السوداني) إن أولويات التفاوض ليست بالأمر السهل، مؤكدا صعوبة الأولويات التى تطرحها كل من جوباوالخرطوم، فيما توقع عبيد بإمكانية إيجاد نقطة يمكن أن يتلاقيا حولها. لا شك أن الوساطة ستجد نفسها محرجة من خلال أولويات التفاوض التي يضعها كل طرف، ولتجاوز تلك العقبة يرى السفير فضل عبيد أن الأمر يتوقف على مهارة الوسطاء التى من شأنها أن تلعب دورا محوريا فى إيجاد الحلول، بالإضافة الى قوة المتفاوضين التى تشكل ركيزة أساسية فى عملية التفاوض لتجاوز كافة العقبات، إلا أن عبيد أبدى تخوفه من ذلك وقال: "بكل أسف منذ نيفاشا نتنازل ونخسر"، مؤكداً صعوبة التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه الاجتماعات، وأضاف: "نحن ما ورانا زول، وهم وراهم الكثير، وبملتكوا وسائل ضغط كثيرة"، مستدلاً بما خرج به رئيس لجنة الحكماء الرئيس الأمريكي الأسبق جيمى كارتر، بموافقة الحكومة بإخلاء منطقة أبيي، وقال "لماذا فرحوا عندما قبلنا بذلك؟، لأن لديهم مصلحة فى هذا الموضوع". عدم الاتفاق وبالنظرالى التباعد حول مواقف الطرفين فإنه ليس من المستبعد أن يحدث اختراق اليوم سيما في ظل الضغط الماثل على الطرفين من خلال التقرير الذي يقدمه إمبيكي غدا الاربعاء لمجلس الأمن الدولي لإطلاعه على مواقف الطرفين. في حال عدم الوصول لاتفاق بين الطرفين من خلال لقاء (ادريس – باقان) اليوم، يقول السفير فضل عبيد ل(السوداني) إنه ستكون هناك محاولات أخرى بين الطرفين من خلال الوساطة من خلال الدور الذى يمكن أن يلعبه امبيكي وغيره فى إيجاد مساحة بين أولويات الطرفين. وحول خطاب امبيكى الذى سيقدمه فى مجلس الأمن غدا، يرى عبيد أنه لن يخرج من التطمينات وما توصلت إليه الوساطة، وأشار الى أن مجلس الأمن الدولي متابع لكل ما يحدث.