قلت لوزير مالية سابق لقد فشل الاقتصاديون في جميع الأنظمة السودانية في إدارة الاقتصاد وتقديم البدائل السليمة لاقتصاد ناهض في بلد يتمتع بموارد وثروات هائلة وفي أغلب الأحيان ينساقوا وراء القيادة السياسية ولا يقدمون لهم النصح اللهم إلا بعض المخلصين للوطن وليس لمصالحهم ومصالح النظام . الأمر المؤسف لايزال المجتمع السوداني خاصة أصحاب العمل وأهل الصنائع والمصارف الآن يتعجبون من السياسة النقدية التى أعلنت مؤخراً بالتخفيض الهائل في سعر صرف الجنيه في الصرافات بسعر والبنوك بسعر آخر حتى وصل 80% ولأول مرة تعلن سياسة نقدية من دون صدور منشور من بنك السودان يوضح بجلاء الهدف من تلك السياسة وضوابطها وحدودها لدرجة تضارب السعر الذي يتم بموجبه استيراد سلع رئيسية كالسكر والقمح والأدوية وربما سلع بترولية أخرى إذ يتحدث البعض عن سعر يتجاوز السعر الرسمي القديم (2700 ج) للدولار ونسمع حديثاً هامساً نرجو ألا يكون صحيحاً عن سعر آخر يقول به البعض قوامه 4200 ج للدولار بل توحيد السعر الرسمي إلى 4900ج مما يرفع الأسعار بدرجة مخيفة لا يطيقها الشعب. معنى ذلك سيكون هناك نصف دستة أسعار للدولار مقابل الجنيه وربما سعر خاص للجمارك لا نعلمه هل هو 2700ج أم سيرفع بدوره الأمر الذى رفضه أصحاب العمل. هذا يعني عدم استقرار اقتصادي وضربة قوية أخرى للمستثمرين ومناخ الاستثمار وفوضى شديدة فى الأسعار بل ارتفاع نسبة التضخم من 23% إلى 49% الشيء الذى يعنى ما يشبه الانهيار الاقتصادي. ورغم ذلك فإن لي رأياً خاصاً في الاقتصاد السوداني وهو أن اقتصاد المجتمع السوداني أقوى من اقتصاد حكوماته في كل الأنظمة التي مرت به ففي كل حالة تدهور معيشي واقتصادي كان المجتمع يتمتع بخاصية فريدة من التماسك الاجتماعي وعلى رأسه الأسرة الممتدة تجعله يمتص الصدمات الاقتصادية والسياسات المفاجئة الجائرة ويتعامل معها بعبقريته الخاصة. ولكن هذا لا يعنى أن الأمور ستستمر هكذا فإذا لم تتحسن الأمور فلن أندهش إذا وقعت أحداث مأساوية يوماً ما.. لقد صدق الرئيس تيتو عندما قال للرئيس عبود الشعب السوداني أكثر اشتراكية من الدول الاشتراكية في أوروبا وروسيا. لك الله أيها الشعب السوري خمسة عشر شهراً والشعب السوري الثائر يعاني ويواجه الآلة الحربية وشبيحة النظام البعثي الوحشي والمجرم، كان آخرها المذابح في الحولة وحمص التي راح ضحيتها المئات عشرات الأطفال ذبحاً بالسكاكين لم يراعوا فيهم حقوق الطفل ولا حقوق الإنسان هذا غير عشرات الآلاف من قبل..تصور عزيزي القارئ قام شبيحة النظام البعثي بجمع حوالي خمسين طفلاً أولاداً وبناتاً في حوش كبير وربطوهم وذبحوهم كالخراف بطريقة بشعة لم يشهدها التاريخ.. يحدث هذا ومايسمى "المراقبون الدوليون" يجوبون المدن ويذهب ويجئ المبتعثون الدوليون كالسذج بل هم كذلك لا يهمهم غير الرواتب ومصاريف الابتعاث في حين يزداد النظام السوري المتوحش شراسة وإجراماً. أما مايسمى المجتمع الدولي فيتحرك كالسلحفاء وهاهو أمس فقط يقرر طرد سفراء النظام السوري، أما أنظمتنا العربية البائسة فتدس رؤوسها في الرمال بل بدأ بعضهم للأسف الشديد يوقف حملات الدعم المادي والمعنوي للشعب السوري، هم لا يتحركون إلا بعد الإشارة من الكبار في العالم فقد عودونا ذلك ولا غرابة! يجب ألا ينتظر الثوار السوريون المجتمع الدولي ولا الجامعة العربية البائسة التي تحركت في ليبيا بعد إشارة الكبار الدوليين فهناك مصالح بترولية أما في سوريا فمصالح إسرائيلية لا يريد الكبار إزعاجها!!! لك الله ياشعب سوريا البطل فالله أقوى من كل شيء وحين يقول كن فالعالم كله بكل جبروته بما فيه النظام السوري لا يساوي جناح بعوضة.