ربما سيتهمني الكثيرون بأنني من هواة (ركوب الفيل) بعد قراءتهم لهذا المقال، - بالرغم مع أن علاقتي بركوب (الأفيال) مثل علاقة هيفاء وهبي ب(الحجاب)- لكنني سأقوم بسرد الحكاية لكم، ولكم الحق في تصديقها أو صرف النظر عنها، فالواجب المهني يحتم علي أن أنقلها لكم دون حذف أو تأويل..(حلوة تأويل دي)..!! البداية كانت في إحدى ليالي مايو الساخنة جداً والتي وصلت فيها درجة الحرارة إلى أعلى مستوياتها، وكنت في ذلك الوقت ألقي بجسدي على أحد (العناقريب الهبابية) بحوش منزلنا العتيق، واستمع إلى الراديو، قبل أن اتفاجأ بخبر مهم قراءه ذلك المذيع (الشفقان) بصورة سريعة حيث قال: (والآن إليكم سادتي هذا الخبر العاجل..رصدت (راداراتنا) الحديثة أحد الأطباق الطائرة وهو يخترق المجال الجوي السوداني..ولكنها فشلت في تحديد موقعه بالضبط مما يجعلنا نناشد كل المواطنين بضرورة التبليغ الفوري للجهات المختصة عند رؤيتهم له في أي مكان..انتهى). أغلقت الراديو بغضب وأنا أتعجب من ذلك الخبر، فقد اعتقدت جازماً أنه ليس سوى (وهمة) جديدة يريد المسؤولون الخروج بها علينا لغرض ما..وإلا فكيف يعقل أن ترصد (راداراتنا) التى فشلت في التنبؤ بالخريف في رصد (طبق طائر حتة واحدة)..!!! اغمضت عيناي استعداداً للنوم..ولكن ثمة حركة مريبة في الفناء الخلفي للمنزل جعلتني أقفز من الفراش وأحمل (عكازي) واتجه بخطوات هادئة نحوه..توقفت لدقائق قبل أن أتلو الشهادتين وأقفز داخل الفناء و... جحظت عيناي في رعب.. فأمامي مباشرة كان يقبع الطبق الطائر المفقود..وبالقرب منه استلقى كائن غريب يشبه إلى حد كبير البني آدمين، لكنه لايمتلك أي ملامح على وجهه..مما جعله أشبه ب(سبورة) قام بمسحها أحد الطلاب (كسارين التلج) في انتظار المدرس. توقفت مذهولاً أمام ذلك المشهد..وقبل أن اتفوه بأي كلمة، قام ذلك الكائن بمد يده إليّ طالباً المعونة بعد أن انحشرت أحد أقدامه تحت الطبق..وبالرغم من رعبي الشديد وهلعي المتزايد إلا أنني قمت بجذب يده بسرعة وأخرجته من تلك الورطة قبل أن يدور بيني وبينه الحوار التالي: * إنت منو..ولا إنت شنو ذاتو.؟ * أنا (X.ف) وأنا طيار من بلاد برنبيطا الفضائية. * بلاد شنو..؟ عليّ الطلاق دي ماسمعنا بيها في الأطلس ذاتو. * نعم..إنها بلاد تقع بين المجرات..ولم يسبق لأحد من البشر الوصول إليها. * لا..طيب الجابك هنا شنو يا أخينا.؟ * أنا قادم في بعثة علمية..واستعد لتقديم مشروع ضخم عن حياة الإنسان في كوكب الأرض. * يعني مالقيت إلا بيتنا دا عشان تعمل فيهو (لغاويسك) دي.؟ * ياعزيزي..لقد هبطت اضطرارياً في دولتكم هذي..و... * خلاص..خلاص..ماتملأنا فقر..وهسي المطلوب شنو. * أولاً أنا أريد كوباً من (التنتاجو). * كوباً من شنو..؟ ودا يجيبوهو ليك من ياتو مكان ياحلو.؟ * لا لا..أنتم هنا تسمونه ب(الماء). * أيواااااا...داير (موية) يعني..لكن معليش ماسورتنا قاطعة ليها أسبوعين كدا. * ماذا..المياه مقطوعة من منزلك.؟؟ وكيف تعيش ياهذا..؟؟ * والله دا المحيرنا ذاتو يا...... قلت لي اسمك منو.؟ * اسمي (X.ف). * أيواااا...وشفت كيف ياحبينا (X) دي حالتنا..يعني هسي انتا لو داير موية إلا أطلع أجيبا ليك من زير ناس (محاسن)..و.. * من هي (محاسن). * يازول إنت مالك جنك أسئلة كدا..داير تشرب موية إنتا ولا داير (تقل أدبك)..؟ * لا لا..أريد ماء فقط. * خلاص (قطمّ) لحدي مار أجيبا ليك. (نواصل غداً)