هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته فرق التوقيت لدى وزير المالية !! بينما يضع غالبية المواطنين أيديهم على قلوبهم وهم في حالة من القلق في انتظار ماذا سوف تفعل الحكومة بشأن قراراتها المرتقبة برفع الدعم .. كان وزير المالية يتحدث أمام البرلمان بمنطق يصيب من يسمعه بالحنق والحزن فالوزير يتحدث بمنطق من يجلس في برج عالٍ ويتحدث مع المواطنين ويعدد استحسان (حكومته) عليهم بشكل يصيب المستمع لحديثه من عامة المواطنين بالأسى على ما صارت إليه لغة التفاهم بين الحكومة والشعب .. فالوزير عقد مقارنة غريبة بين حال الناس في البلاد فيما مضى وفيما هو عليه الآن وهو يذكر المواطنين بأن (زمان) لم تكن هناك (عربات) بهذه الكثرة !! وهنا نسأل الوزير هل وزارته قامت بتوفير عربة لكل مواطن كي يتفاخر بكثرة هذه العربات ؟! أم إن على المواطنين أن يتفاخروا بعربات ليس لهم فيها من مقعد ولا (مكيف) يقيهم حرارة الجو ؟! ما هذا المنطق الغريب والمثير للحنق الذي يتحدث به الوزير وأكمل الوزير حديثه بالقول : (نسيتوا الحفاظات والبراميل التي تبرد بالثلج؟؟) !! هل يظن الوزير أن الزمان لا يمضي للأمام وهل يظن أن أقصى أمنيات هذا الشعب هو الحصول على مياه باردة ؟ حديث الوزير يجعلني أظن وبعض الظن ليس إثما أن الوزير عايش في سنوات عمره الأولى معاناة كبيرة وعليه نجده يتحدث عن تبريد المياه وتوفر المياه الباردة والثلج كأنما يتحدث عن أنه قام بتوفير أشياء مستحيلة وأدوات في قمة الرفاهية مما يثير الحنق والحزن بالفعل من هذا الإسلوب الجاف في الحديث والمقارنات غير المنطقية فيه فالزمان يمضي للأمام ومتطلبات الناس واحتياجاتها تتغير من وقت لآخر ولا تظل على حالها كما نفهم من حديث الوزير !! ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .. وبعد أن قال الوزير ما قاله الأربعاء الماضي أكد المؤتمر الوطني في الساعات الأولى من صباح الجمعة في اجتماع له ثقته في تفهم الشعب لجدوى وضرورة الإصلاح الاقتصادي كما توقع الاجتماع عجز تحالف قوى المعارضة في تحريك الشارع !! في ربط بين المسألتين بشكل غريب .. فهل إذا كانت المعارضة قادرة على تحريك الشارع ما كان المؤتمر الوطني سوف يتخذ هذه القرارات ؟! يجب أن يعلم أهل المؤتمر الوطني أن عجز المعارضة عن تحريك الشارع لا يجب أن يكون مبرراً يستندون إليه في إصدار قرارات تزيد معاناة المواطنين ونقول لهم : (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) فإذا كانت المعارضة عاجزة عن تحريك الشارع لا يعني هذا أن تزيدوا هموم هذا الشعب !! بل على الحكومة أن تخرج المعارضة من الحسبة في اتخاذ قراراتها وأن تراعي (ظروف) غالبية الشعب وهي تتخذ قراراتها كما يجب أن تنشغل بتخفيف آثار الخطوات الاقتصادية التي يعلم أهل المؤتمر الوطني قبل غيرهم أنها سوف تزيد معاناة المواطنين بدل الإنشغال بالمعارضة وما سوف تقوم به المعارضة .. !!