هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته هذه كلمة تقصدُ لتبيان الحقيقة وتفنيد الأباطيل وردِّ الظلم والعدوان الذي وقع علينا من كُويتبٍ خبيث النحيزة, مطموس البصيرة, مملوء الخياشيم بالغرور والدعوى, يُدعى "سعد أحمد سعد" استمرأ العدوان "باللامبالاة" علينا وعلى كل صاحب فكرٍ مُستنير أو رأي مُختلف. العُدوان باللامبالاة يعني إصدار أحكام خطيرة وإطلاق أوصاف نهائية دون بحثٍ وتعمُّق وتدقيق, وهي حالة المُستخف المستهتر أو المدَّعي المغرور الذي يعتقدُ أنَّ عبقريتهُ تتجاوز كل شيء. وقد يصدر هذا العدوان – كما يقول سهيل العثمان - عن العارف الكفء وعن غيره. فإذا هو صدر عن صاحب الكفاءة جعلهُ مُعادلاً في نظر الأخلاق للمُغتصب بل أحطَّ منه لأنهُ يُفسدُ مع قدرتهِ على الإصلاح. أمَّا إذا صدر العدوان باللامبالاة عن العاجز, عديم الكفاءة, السارق للدور وللمُهمَّة التي لا يصلح لها عنوة أو تحايلاً – مثل هذا الكويتب - كان إثباتاً لفشلهِ وثمرة طبيعية لشجرةِ الحنظل, بل هو يُضاعفُ السُّوء والأذى إذ يجمعُ بين الجهل والارتجال. لقد ظنَّ كويتب الغفلة – وبعض الظن إثم - أنَّ صبرنا على حماقتهِ, وصمتنا عن ترّهاتهِ نابعٌ عن ضعفٍ وقلة حجة وحيلة, وما درى المسكين أننا كنا نؤثر العمل بالقاعدة الذهبيَّة: من سكت عن جاهلٍ فقد أوسعهُ جواباً. وننصرفُ في حشمةٍ ووقار لعلاج هموم أكبر ومشاكل أخطر, وخطوبٍ أجل تحيقُ بالوطن وبأهلهِ. أما وقد طفح الكيلُ ولم يبق في قوس الصبر منزع فإنني أستأذن القارىء الكريم في ردٍ مُقتضبٍ غايتهُ إعلام الكويتب أنني – كصاحب سارة - لستُ بالذي يتراجع إذا هوجم, ولا بالذي يلين إذا خوشن, ولا بالذي ينزوي إذا قوبل بالتوَّقح, إنما هي صفعة بصفعات, ورمية برميات إذا استطرد اللجَّاجُ حتى يعودَ للمذهولِ رشادهُ. ولا يغرُرك طول الحلم مني فما أبداً تصادفني حليماً. قد شتمنا كويتب الغفلة واتهمنا بمهاجمة الشريعة بسبب اعتراضنا العقلاني على مُقترح دستور أصدرتهُ جهة تسمي نفسها "جبهة الدستور الإسلامي". حيث فندنا بنود ذلك الدستور وقلنا إنهُ يُنافي روح العصر الذي نعيشهُ ويتعارضُ مع مدنيَّة الدولة التي ندعو لها ولا يُعزِّزُ الوحدة الوطنيَّة. وما ظننا أنَّ كلمتنا ستجعلُ الكويتب يضربُ في الفلواتِ أضلَّ من الضَّب الثكلان, ويخلطُ الأمور بخفةٍ وسطحيَّة لا تليقُ إلا بالحمقى الموتورين حين كتب يقول: (الهجوم على الدستور أي الهجوم على الشريعة). من قال لهذا المُعتدي الأثيم إنَّ الهُجوم على الدستور يعني الهجوم على الشريعة؟ حقاً إنَّ لسان الجاهل مفتاح حتفهِ. الشريعة – يا مسكين - أكبر وأعظم من مُجرَّد بنودٍ تسطرَّها مُجموعة صغيرة آثرت أن تستسلم طواعية وبكامل قواها العقليَّة لفقه "العصور الوسطى". وإذا كان دستورك هذا هو الشريعة الصحيحة, فماذا عن الدستور الذي ظللنا نحكم به منذ أن جاءت الإنقاذ؟ وإذا كنت لا تعترفُ برأي دُعاة الدولة المدنيَّة من أمثالنا, فلتستمع لرأي حزب "التحرير الإسلامي" الذي انسحب من اجتماعات جبهتك, حيث يقول على لسان القياديَّة غادة عبد الجبَّار: (لم يكن هناك توافق ولن يحدث توافق على دستور إسلامي إلا إذا استند على الأدلة الشرعية التفصيلية وهي أولاً: السيادة للشرع, ثانياً: السلطان للأمة, وتقوم مرتكزات الدولة الإسلامية على تعيين خليفة واحد للمسلمين وللخليفة وحدهُ حق تبني الأحكام الشرعية, والعمل بهذا الدستور غير شرعي بالنسبة لنا. ولا يمكن لجبهة الدستور أن تنجح في إقامة دستور إسلامي). انتهى إنَّ الدستور الذي أنت به فِرحٌ وتعتبر من يُخالفهُ رافضاً "للشريعة" هو دستور "غير شرعي" في نظر حزب التحرير الإسلامي, فماذا أنت قائل؟ هل أعضاء حزب التحرير الإسلامي كفار يهاجمون الشريعة أيضاً؟ وقال الكويتب: (إنَّ الدستور الإسلامي قادم بإذن الله وتلك حقيقة لا يُنكرها إلا مكابر أو حوت علماني يحثُّ خطاه نحو الانتحار تماماً كما يفعل المدعو بابكر فيصل بابكر الذي ندب نفسه لمواجهة الدستور الإسلامي بالإبطال والتشنيع والسخرية). انتهى إنَّ الكويتب يتجَّنب الصدق ويتحرَّى المين والكذب بمثل هذا القول البائس الفطير, فصاحبُ هذا القلم لم يسخر أو يُشنع بالدستور الذي أخرجتهُ "جبهة الدستور الإسلامي" بل كتب مقالاً موضوعياً مسنوداً بالحُجج والبراهين يُبيِّن اعتراضه عليه, ولكنَّ الكويتب لا يقرأ, وإذا قرأ فإنهُ لا يفهم. وكيف يفهمُ من كانت كتابته على هذا النحو: (نعم أيها الأراذل. أيها الأسافل. موتوا يغيظكم. ماذا؟ ماذا تقولون؟ لماذا أشتمكم؟ ولماذا أسبكم؟ اسمعوا: من كان منكم علمانياً ومات على علمانيته فسبابي له وشتمي يطوله. والله ما سب نفسه إلا هو. وما شتم عرضه أحدٌ غيرهُ). انتهى هل هذه ألفاظ تصدرُ عن شخصٍ مؤدبٍ بتعاليم الدين الذي يقول: ليس المُسلمُ بطعَّان ولا لعَّان ولا بذيىء؟ ويقول إنَّ المُسلم من سلم الناسُ من لسانهِ؟ وهل هكذا يخاطب المُختلفون في الرأي من قبل من يدَّعي رفع راية الشريعة؟ إنَّ مثل هذا الكلام لا يخرج إلا من شخص معطوب الفكر, مُضطرِّب النفس, يبتغي إساءة الناس دون تمييز وكيفما اتفق. أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً بسوءٍ فلا أدري لمن أنا قائله. ثمَّ يواصل الكويتب في الكذب: (أما ترُّهات كمال عمر العلماني الذي ضلَّ طريقهُ إلى المؤتمر الشعبي وأباطيل بابكر فيصل الذي هداهُ الشيطان وأضلهُ الله فجعلهُ يسخر من حقائق الإسلام وثوابته). انتهى ولا يستطيع كويتب الغفلة الاستشهاد بجُملةٍ واحدةٍ لكاتب هذه السُّطور فيها سُخرية من حقائق الإسلام وثوابتهُ. وهو في ركوبهِ الهوى و تجنيِّهِ علينا إنما يُحاكي حال أبي نواس في هجائهِ لجعفر بن مُحمَّد, الذي سنقتفي أثرهُ –جعفر - في "غسل" عقل هذا الدَّعي وكتابته من "الخبائث" ليس بالدراهم ولكن بعقلانيَّة الفكر ومداد الاستنارة. وكان الأبشيهي صاحبُ "المستطرف" قد أورد أنهُ لما قتل جعفر بن يحيى بكى عليه أبو نواس فقيل له: أتبكي على جعفر وأنت من هجوته؟ فقال: كان ذلك لركوب الهوى وقد بلغهُ والله أني قلت: ولستُ وإن أطنبتُ في وصف جعفرٍ بأول إنسانٍ خرا في ثيابهِ. فكتب يدفعُ إليه عشرة آلاف درهم يغسلُ بها ثيابهُ. قد سجح غراب الغفلة وقاءَ قيحاً عندما قال: (إنَّ بابكر فيصل بابكر هو شخصٌ ذكرهُ من باب الإحسان إليه), وانتفخت أوداجهُ بما يُسطر من وعيٍ بائد, وهزرٍ سقيم, وهُراءٍ ارتوى من مداد الجهل والخرافة, وما درى المسكين أننا صمتنا عنهُ وتركناهُ ينبحُ من الأشر سيراً على نهجٍ نشأنا عليهِ في الترفع عن أمثالهِ من خفاف العقول. لو أنَّ خفة عقلهِ في رجلهِ سبق الغزال ولم يفتهُ الأرنبُ. وتمادى الكويتب في الإساءة لرموز فكريَّة مُحترمة, فها هو قلمهُ البائس ينتاشُ الدكتور عبد الله علي إبراهيم, والأستاذ علي يس, والدكتور زهير السرَّاج: (أما علي يس فهو رجل يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا صلى الله عليه وآله وسلم. وهي ماركة مسجلة. ويطعن في البخاري وفي رجالات البخاري ويستهين بالسلف ويجعل المنافقين من السلف الصالح بل ويقول إنَّ في الصحابة منافقين. أما عبد الله علي إبراهيم فهو أستاذ جامعات أوروبا وهو لا يحسن أن يستدل استدلالاً صحيحاً بآية واحد من كتاب الله. أما زهير السراج فقبّح الله مسعاه لأنه يجعل سكرتير الحزب الشيوعي الهالك نقد آخر الأنبياء). انتهى إنَّ من مُصائب الدَّهر وفتن الزمن أن يتصدَّى مثل هذا الكويتب للحُكم على المُعتقدات والضمائر وما تخفي الصدور. ولا أدلَّ على هوان حال الفكر وترَّدي الأفهام من أن يُتخذ "مجاز" المعنى الذي قصد إليه الدكتور زهير السرَّاج في وصف المرحوم الأستاذ محمد إبراهيم نقد "بآخر الأنبياء" دليلاً على هجومهِ على الدين. لقد تحوَّلت رياض الجدال الفكري الوارفة في بلدنا إلى صخورٍعتيقةٍ رطبة, تجوسُ بينها الهوامُ والديدان, واشرأبت أعناق الطحالب للسماء مناطحة عُلماءَ أفذاذ كبار في قامة الدكتور عبدالله علي إبراهيم, فتأمَّل! رسالتي للقارىء الكريم ولكل مُسلم مُخلصٍ حريص على دينهِ ووطنهِ هي الانتباه والحذر من موجة الكتابة العشوائية المُتعصِّبة المتزامنة مع صدور فتاوى التكفير التي طالت الكل بمن فيهم شيوخ الطرق الصوفيَّة ورموز الإسلام في هذا البلد فهي لا مُحالة ستقودنا إلى هاويةٍ سحيقةٍ ودائرةٍ شريرةٍ من العُنف والعُنف المُضاد. إنَّ تجني الكويتب علينا لن يزيدنا إلا إصراراً على الكتابة وتنوير الناس, وأبشِّرهُ بأنَّ صنارتهُ لن تعود إليهِ إلا بصيدٍ ميت, فهيهات أن يقرض فأرٌ جدراناً صلدة, فرصيدنا من الفكر وأنصال الكلمات المصقولة – بعون الله – وافر. ولذا فالأجدى لهُ أن يتوقف عن اللغو والهُراء, وإذا لم يفعل, فلا ضير فلعلَّ مقارنة ما يهزىء به بما نكتب توفر سبيلاً لبيان الحق وطرق الرشاد. ضدَّان لما استجمعا حسناً والضُّد يُظهر حسنهُ الضُّد. ولا حول ولا قوة إلا بالله.