حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحلامي التي تحققت.. رد على خالد أبي أحمد! محمد وقيع الله (1من5)

ما رأيكم دام فضلكم، في شخص يمسك القلم، ولا يكاد يقيمه على القِرطاس.
ويتورط في أكثر من ثلاثين خطأ إملائيا ونحويا في مقال واحد؟!
ترى هل يستحق مثله أن يدعي أنه كاتب، ويروج لنفسه بين الناس بهذه الصفة المنتحلة؟
وهل يستحق من تكمن كل مزاياه في الادعاء، ولا حظ له في الأصالة أو الجدارة، أن يضيع قارئ جزءا من وقته في متابعة شيئ مما ينثر وينشر؟!
اسمه خالد أبو أحمد
سأخبركم باسم هذا الدعي المدعي، الذي هو من أنصار حزب المؤتمر الشعبي المخذول .. فاسمه الذي يذيل به كتاباته خالد أبو أحمد.
وهو امرؤ لم أعرفه شخصيا، وإن كان يزعم أنه له بي معرفة، ويشيع عني بعض إشاعات غير مثبتة.
ومن أقواله التي قد لا تثبت لا متنا ولا سندا، زعمه أن الدكتور حسن الترابي، هداه وهدانا الله تعالى أجمعين:" سئل ذات مرة عن خليفته في قيادة الحركة، وتقول الرواية أن (يقصد إن) الترابي قال: محمد وقيع الله- التجاني عبد القادر- أمين حسن عمر. وفي رواية أخرى قيل: أحمد عثمان مكي قائد ثورة شعبان عليه رحمة الله ومغفرته - محمد وقيع الله – المحبوب عبد السلام.
وهنالك روايات أخرى، والشاهد في المسألة أن اسم محمد وقيع الله ورد في كل الروايات المتداولة الأمر الذي جعل له حظوة واحترام القاعدة له وتقديره، (كلام ركيك!) ونحن السودانيون جميعنا نحتفي بالعُلماء وأهل الذكر، ونطرب لمطالعة إنتاجهم الفكري والأدبي مثلما أطربتنا من قبل مقالات مالك بن نبي ومحمد عبده والإمام حسن البنا إلخ.(الترتيب التاريخي غلط. والصحيح أن يبدأ بمحمد عبده، ويثني بحسن الساعاتي، ويثلث بابن نبي!)
وقبل عقود من الزمان كان هذا الإنتاج له قيمته الفكرية والحضارية ولعب دوراً كبيراً في فتح الآفاق نحو التزود بالعلم وبالمزيد من التفكر والتأمل في هذا الكون العجيب.
المهم كان محمد وقيع الله يمثل بالنسبة للشباب الإسلامي القدوة الحسنى والأمل المُرتجى، وشخصي الضعيف سعدت أيما سعادة لكون واحداً (يقصد واحدٍ) من نخبة الإسلاميين الشباب يتزود بالعمل (يقصد بالعلم) من الجامعات الأمريكية والغربية بحيث يُصبح رصيداً للحركة الإسلامية مع باقي الكفاءات والكوادر التي تقود دولاب العمل الإسلامي، لكني لم أتوقع ألبته (يقصد البتة) أن أفجع في محمد وقيع الله ولكن هذه تقطع القلب .. وتهده هدا".
وقد أسرف الأستاذ خالد أبو أحمد في ترداد كلام مثل هذا يغني عنه الاقتباس السابق.
وأكثره من النوع الركيك الذي يقطع القلب ويهدُّه هدَّا!
لماذا انقلب بالذم علي؟!
وبعد الإفاضة بمدحي بما لا أستحق، انقلب علي بالذم والهجاء والتوبيخ بما لا أستحق، قائلا إنه فجع في لأني انقلبت على شيخه حسن الترابي، وانتقدته، وحرضت الإسلاميين عليه.
وقال الأستاذ أبو أحمد إني قد سقطت بنظره سقوطا مزريا:" تماماً مثل أصنام كفار قريش، كانوا يصنعون التماثيل من العجوة، وعندما يجوع أحدهم يأكله ويسد به رمقه، أو صنماً من الخشب عندما تضيق به الدنيا يكسره ويرفسه رفساً برجليه".
فياترى هل أكلني أو رفسني خالد أبو أحمد هذا كما زعم؟! فإني لا أدري!
ثم قال عن شخصي الضعيف إنه:" سقط في مخيلتي ذلك (المثال) الجميل والذي كنت أحبه وأترقبه كلما أصدر نتاجاً ،،، مقالاً كان أو محاضرة تتداولها المجتمعات بالرصد والإعجاب والمفاخرة ".
وقال إن كتابتي الأخيرة غيرت رأيه في وأنه صدم كما صدم غيره:" من الصورة التي أعتبرها قبيحة تلك التي ظهر بها د. محمد وقيع الله والتي لا اعتبرها ذلة قلم (يقصد زلة قلم) بل هي مكمن الداء للكثير (يقصد في الكثير) من دعاة التبصر، الذين يرون أن علومهم النظرية التي تلقوها تجعلهم على بصيرة من أمور الحياة أكثر من غيرهم، ولو كان الاخرين (يقصد الآخرون) قد اعتمدوا على التجربة بالبرهان والدليل العملي بعيدا عن التنظير".
ونسأل الكويتب أبأ أحمد هنا: هل يمكن أن ينشأ تنظير من غير تجربة أو برهان في أي ذهن إلا في ذهنك الأعجف المكدود العَيَّان؟!
أساطير الإسلاميين
وردا على هذه التخرصات الأخيرة التي جاء بها أبو أحمد، والتي معناها واحد ولكن صاحبها يحب تكرارها، أقول إنني لا يمكن أن أسقط أبدا، وذلك لسبب منطقي بسيط جدا، وهو أني لا أرتقي مكانا عليا في سماوات الفكر أو الحركة، ولم أكن يوما في منصب سياسي أو تنظيمي.
ولا يمكن أن أسقط إلا في نظر إنسان موهوم (مخموم) كخالد أبي أحمد، الذي توهم بعقليته الحزبية الطائفية في شخصي ما ليس لشخصي من المزايا، التي تفضل، غير مشكور فأضفاها علي، ثم عاد مشكورا ونزعها عني!
وأما الحقيقة التي أستيقنها تماما في نفسي، وأدين بها دينونة جازمة، فهي أنني لست ناشطا ولا مفكرا ولا مثقفا ولا كاتبا، ولا صحفيا من عموم الصحفيين، الذين هم عوام المفكرين!
وكل ما أدعيه لنفسي من النسبة إلى العلم الشريف، وهو شرف يكفيني، هو أني مدرس وداعية يدعو بهدي الدين على مجالات السياسة والأدب والفكر.
ولأن هذا هو اعتقادي الحقيقي في نفسي، فإنه لم يطربني ما قيل إن الترابي قاله عني، ولم يبهجني ترداد الناس له ولم يزدَهِني.
بل إني في الحقيقة لم أصدقه، وذلك لأربعة أسباب:
أولهما: أن الدكتور حسن الترابي قلما يثني على إنسان أو يزكيه إلا إذا كان من الدوغمائيين التبعيين ولست منهم بحمد الله.
وثانيها: أني لا أستحق من الدكتور الترابي ولا من غيره من قادة الحركة الإسلامية هذا التقدير الجم، إذ كنت واحدا من الجمهرة، لا تميز لي عن الجمهرة في شيئ. ولم ينتخبني أحد لأدخل في عداد النخبة، ولم أعرض نفسي لانتخاب عام لأدخل في عداد النخبة، ولم أزاحم بالمناكب من أجل هذا يوم كانت النفس فتية زاخرة بالآمال.
وثالثها: أن من الصعب على إنسان أن يصعد من القاعدة إلى القمة الشماء. وإذ لم أحظ خلال حياتي النشطة كلها بتخطي الصف العاشر في الحركة الإسلامية، وهو صف المؤيدين، فيصعب جدا أن أَصعد أو أُصَّعد ولو قفزا بعمود من الصف العاشر، الذي هو الصف الخلفي، ولا صف خلفه، إلى النفيضة التي هي مقدمة الصفوف.
ورابع الأسباب: هو ظني أن بعض إخواننا الإسلاميين بعقليتهم الطائفية القديمة، لا يستبعد أن يكونوا قد اختلقوا هذه الحكايات المسلية المثيرة، وحسنوها بالإضافات و(الشمارات)، كلٌ حسبما جاد به خياله الخصيب، ثم روجوها بعد أن أسندوها بعنعنات واهيات معتلات إلى صاحب المقام وقائد الزمام.
أحلامي التي تحققت.. رد على خالد أبي أحمد!
(2 من5)
اختار الكويتب خالد أبو أحمد لمقاله عنوان (رداً على د. محمد وقيع الله.. أحلام وقيع الله التي تحققت).
وصدق المثل القائل إن الكتاب يقرأ من عنوانه!
والعنوان السالف تبدو عليه الهشاشة، وضعف الصياغة، حيث لا يسيطر كاتبه على عبارته ولو كانت قصيرة.
فهو يكرر اسمي من غير موجب تعبيري أو بلاغي مرتين في عنوان مقاله، وكان حسبه أن يستخدم في المرة الثانية الضمير مع الأحلام فيقول: أحلامه التي تحققت، فهذا ما يقتضيه واجب الاختصار وداعي الذوق معا.
من الذي سقط في دراسته؟!
ومع سقوطه المتتالي في اللغة، التي هي أولى أدوات التعلم والدراسة بلْه الكتابة، لم يجد الكويتب خالد أبو أحمد إلا أن يتهمني بالسقوط في الدراسة قائلا:" الدكتور محمد وقيع الله في موقفه من تقييم (يقصد تقويم) نظام الإنقاذ الوطني مثل ذلك الطالب الذي غاب عن الدراسة سنوات طويلة ثم رغب آخيراً (يقصد أخيرا!) في مواصلة دراسته لكن مع دفعته الدراسية، وأصر إصراراً شديداً على أن يمتحن معهم ففعل لكنه سقط سقوطاً مدوياً..!!".
كلام الطير في الباقير!
هل يقصد الكويتب أبو أحمد أنني سقطت في محاولتي لتقويم نظام الإنقاذ؟
أم يقصد أني سقطت عندما وضعت نفسي مع دفعتي التي تقدمتني وتخلفت عنها؟
أيا ما كان الأمر فهو على خطأ لا يحتمل الصواب.
حيث أني لم أقم أبدا بتقويم تجربة نظام الإنقاذ ولم أجر في ذلك بحثا أو أكتب فيه دراسة.
وأما أني أصررت على أداء امتحان ما (لا أدري ما هو؟) مع أبناء دفعتي، فهذا ما لم يحدث قط، ولن يحدث أبدا، لأني لا أعرف لي دفعة في الحركة الإسلامية.
ولأني لم أكن أنساقُ مع الأنساق.
فقد كنت دوما فردا متفردا، لا أندمج في مجموعة، ولا أنتظم في تنظيم، ولا أنخرط في سلك.
ولا أنفعل بما يفعل الناس أو يدعون.
ولذا لا يستقيم قول الكويتب أبو أحمد بأني أبحث عن أفراد دفعتي، التي إن قصد بها أهل الإنقاذ، فقد أخطأ خطأ مبينا مهينا، لأن هولاء هم أبناء دفعته هو لا أنا.
فإني لم أشاركهم السلطة يوما من أيام أعوامهم الطويلة في الحكم.
بل شاركهم في الاستمتاع بالمناصب، حتى خاصمهم عليها وخاصموه، وركلهم وركلوه، وسددوا له أخيرا الضربة القاضية التي أقصته، وطوحت به، وبددت (أحلامه) في الترقي في مدارج العمل الأمني المتسلط المستبد.
شاهد ما شافش الحركة!
وكعادة الكاتب في تكرار ما كرره قبل قليل عاد إلى اسطوانة الغياب والحضور، فزعم أني لم أشهد إلا مرحلة التنظير في تاريخ الحر كة الإسلامية.
يقصد الوقت الذي كان أمثاله من عشاق الشعارات وأسراها يجادلون بقضايا أصول الفقه ويزايدون بشعارات التجديد.
وها هو بسطحيته منقطعة النظير يزعم أن مهام الحركة الإسلامية قبل الإنقاذ لم تتعد التنظير.
وهذا خطأ لا يرتكبه مجرد مراقب عام لأعمال الحركة الإسلامية السودانية دعك ممن يدعي أنه كان في القلب منها أو الرأس.
فلم تكن الحركة الإسلامية السودانية في عهدها القديم منكفئة على نفسها، منشغلة بقضايا الفكر والتنظير والتجريد، كما يزعم هذا الكويتب الساذج. بل ظلت تخوض محافل حافلة، ومعارك عاركة، وملاحم لاحمة، فصلت الكثير في أمرها، في مقالاتي عن إنجازاتها الخمسين.
وهي المقالات التي أثارت مواجع هذا الكويتب، ودفعته للرد الأخرس علي، وأثارت قبل ذلك مواجع جمع الخلعاء المنخلعين يقوده عبد الوهاب الأفندي، ومواجع جمع آخر الشانئين الحانقين يقوده بالتبادل كل من فتحي الضو وذات السوار.
وجلية الأمر أن الحركة الإسلامية السودانية كانت في أكثر عهودها مشغولة بالعمل دون الفكر والتنظير والتجريد.
وقد كتبت عن هذه الملاحظة دراسة مختصرة من قبل بعنوان (براغماتية الحركة الإسلامية السودانية) نشرتها في بعض بلاد الغرب، واستشهد بها وأمَّن عليها في بعض كتبه، أحد كبار أساتذة الدراسات الإسلامية، ومراقبي أداء الحركات الإسلامية في الغرب، وهو أستاذ جامعة هارتفورد، البروفسور إبراهيم أبو ربيع، الذي غادر دنيانا قبل أسابيع.
ولكن هذا الكويتب صاحب التجربة الوجيزة المبتسرة في العمل المشبوه في بعض أوساط الحركة الإسلامية السودانية، ما دل بكلامه هذا إلا على أنه لم يعرف شيئا من فقهها ولا تاريخها ولا مجاهداتها حتى غادرها!
فهو من يحق عليه القول الساخر بأنه شاهد ما شاف شيئا في الحركة الإسلامية السودانية!
انجازات الحركة التي عذبتهم
وفي نقده لمقالاتي العشرة، عن الإنجازات البشيرية الخمسين، تلك المقالات التي عذبته، وبرحت به، لم يجد الكويتب إلا أن يقول على سبيل التعميم:" وعندما يُعدد الأخ وقيع الله انجازات (الإنقاذ) المادية فإنه لم يأتي (يقصد يأت) بجديد ولم ينكر أي من المعارضين للحُكم هذه (الانجازات) المادية التي أبعد ما تكون من جوهر ما جاءت به الحركة بعد الانقلاب المشئوم في 1989م".
وهنا قلت: الحمد لله، فإن أبا أحمد قد فارق فجاج اللجاج، وبارح نهج الإنكار، لكنه سرعان ما عاد إلى المغالطة، وهي صرف آخر من صروف الإنكار، فقال:" انه ليس من المنطقي أن نُحاكم النظام بالانجازات التي ذكرها وقيع الله، حتى الانجازات التي تحدث عنها وقيع الله إذا تطرقنا فيها إلى التفاصيل سنثبت الكثير من الأخطاء والعواقب المستقبلية التي تحيطها والقنابل المؤقوتة (يقصد الموقوتة) في أكثر من مكان، لكن السودانيين يحاسبون النظام بالنهج الذي جاء به، وبالبرنامج الذي أعلنه من خلال حركته اليومية في الإعلام والعلاقات الدولية والدبلوماسية، (لماذا فقط في الإعلام والعلاقات الدولية والدبلوماسية ؟! هل لأنك كنت تبحث لنفسك عن وظيفة هناك؟!) كما لم يكن في حسابات الذين اجتمعوا في ذلك الشهر من العام 1989م ليقرروا ما إذا كانت ساعة التغيير حانت أم لا أن يضعوا الانجازات المذكورة في حساباتهم، أبداً كان الهم الكبير يتلخص في التمكين لدين الله في السودان، وقد طالع القُراء مقالات محمد وقيع الله التي عدّد فيها انجازات النظام انه هرب بشكل واضح وجلي من التطرق إلى نتائج الحكم في تردي الأخلاق وانتشار الدعارة بكل أنواعها والجريمة المنظمة، والزيادة الفلكية في أعداد المصابين بالإيدز الآن يعقد في العاصمة الخرطوم مؤتمر دولي يبحث مشكلة انتشار المرض في السودان وانتشار المخدرات بين طلبة الجامعات، والازياد الخطير في معدلات الطلاق، والهجرة الى الخارج، (هذه هي السلبيات التي تختلقونها وتضخمونها وهي أحلامكم التي لن تتحقق أبدا!) وهرب د. محمد وقيع الله هروب النعامة من الملفات التي تتحدث عنها الصحافة السودانية في ذات الايام التي كان صاحبنا يدبج في مقالاته مُعدداً إنجازات دولة بني أمية في السودان، هارباً من ملف الأطفال مجهولي الوالدين وموتهم بالعشرات يومياً ودفنهم بعيداً عن الأعين".
فأي دوغمائية أشد عتوا من دوغمائية هذا الشخص المغالط العنيد؟!
إنه من جانب يعترف بإنجازات الإنقاذ ولا يستطيع أن ينكرها لأنها بادية كالشمس للعيان.
ولكنه من جانب آخر يماري فيها بحجة انها ليست الإنجازات ذاتها التي كانت في حسابات وتوقعات مدبري انقلاب الإنقاذ المجيد (أطلق عليه الكويتب صفة الشؤم وتفادى أن يطلقها على شيخه الذي كان على رأس التخطيط!)
وفي منطق هذا الكويتب الدوغمائي الجامد فقد كان على قادة الإنقاذ أن يظلوا على مستوى ونمط تفكيرهم الذي كانوا عليه في عام 1989م.
وألا يتطوروا قيد أنملة واحدة.
وألا يصيخوا لصرخات للواقع ولا يستجيبون لصروف تحدياته ومطالبه الحادة الملحة.
وإذا خطر لهم مثلا أن يستخرجوا البترول في في عام 1999م فقد كان عليهم أن ينصرفوا عن هذا الخاطر الإنصرافي، الذي لم يكن في أذهانهم وهم يخططون للإنقلاب قبل عشرة أعوام!
محمد وقيع الله أحلامي التي تحققت.. رد على خالد أبي أحمد!
(3 من5)
ولا أدري ما الذي دعا هذا الكويتب الذي يدعى خالد أبا أحمد لكي يوزان نفسه في كل حين ويقارنها بي؟!
ثم يؤوب في كل مرة إلى ترجيح فضائله على فضائلي، وينصرف إلى إسداء الثناء إلى نفسه بغير حياء؟!
ولع المقارنة مع شخصي
حيث يقول مثلا:" د. محمد وقيع الله لم يعش معنا المرحلة العملية في حياة الحركة الإسلامية التي نعتبرها الميدان الحقيقي للكفاءة والانقياد لأوامر الدين الحنيف، ومرحلة التنظير كانت جميلة وزاهية ولكن ميدان العمل أظهر أننا ضُعاف (هذا الجمع على وزن خُفاف وزن جديد اجترحه الكويتب أبو أحمد الذي لا يعرف أن ضعيف جمعها ضعفاء وهي كلمة وردت في القرآن الذي يقرؤه صباح مساء!) أمام حقائق الحياة".
وحيث يقول:" شخصيا أحسب أن الحركة الإسلامية في السودان مدرسة كبيرة نال كل منا نصيبه ( كلمة منها سقطت عمدا) من المعرفة حسب استعداده الشخصي وميوله والبيئة التي عاش فيها، لكن أخينا (يقصد أخانا) محمد وقيع الله غاب عن هذه المدرسة سنوات طويلة وحضر معنا (إنت منو ياخي؟!) مرحلة من مراحل التنظير، (والله ما بتذكر حضرت معاك أي شيئ!) وقبل مرحلة التطبيق بكثير غادر السودان ولم يعش معنا مراحل الابتلاءات ولا مراحل الفتن، (الحمد لله النجانا من فتنكم وخمجكم!) وجاء مُؤخراً (يقصد أخيرا لأن كلمة مؤخرا خطأ بيِّن .. غاب، ثم .. ثم انظر أيها القارئ إلى هذا الترتيب العجيب من إبداع هذا الكويتب الرهيب: حضر، ثم غادر، ثم جاء!) في مرحلة السقوط والانهيار (وهنا يقتضي الترتيب المنطقي أن يبدأ الإنهيار ثم يحدث السقوط نتيجة له) لمبادئ الحركة، يُريد أن يغالط الحقائق والواقع والمنطق والشواهد (المنطق مفروض يكون في الأول ياخي، وبعدو الواقع، وبعدو الحقائق، وبعدها الشواهد. وتاني لما تكتب أيها الكويتب فكر شوية في الحاجات البتكتبها، وما بترصها هبتلي ساكت كدة! وبالمناسبة كان ممكن تقول المنطق والواقع وتخلي قصة الحقائق والشواهد دي لأنها جزء من الواقع لا غير!) التي لا ينكرها إلا عليل سقيم".
تزكية الذات المغرورة
ثم زكى خالد أبو أحمد نفسه التي زكاها بغير استحقاق قائلا:" وشخصي صحفي وإعلامي وحركي، غصت في أعمق مؤسسات الحركة الإعلامية والجهادية والتنظيمية، الأمر الذي يؤكد أن ما أقوله ليس أكاذيب ولا إملاءات من أحد انما أحداث عشتها لحظة بلحظة".
فهو يصف نفسه بحسن البلاء، وهو صفة نسبته إليها فيها شك، وحتى لو كانت صحيحة لما جاز له أن يفاخر بها، ولا يفاخر مثل هذا الفخر إلا مريب أو مستريب.
ثم ادعي أبو أحمد لنفسه صفة الصدق، ومجانفة إثم الكذب، مع أن الكذب هو شيمته الراسخة في طبعه، والتي طالما نضحت بطفحها ورشاشها في هذا المقال، الذي قل أن تقرأ مقالا أكذب منه، وقل أن تجد من هو أكذب من صاحبه في الحديث!
وقال أبو أحمد عن نفسه:" أما العبد الفقير لله لم أنل حظاً من العلم الأكاديمي كما أوتي وقيع الله، والآن أسابق الزمن مع أولادي لتلقي العلم، لكنني أفتخر بتجاربي في الحياة وخبرتي الطويلة في المجال الإعلامي والحمد لله التي بلغت قرابة الربع قرن (يقصد ربع القرن) من الزمان، واعتبر نفسي (يقصد أعتقد أني) استفدت من الحركة الإسلامية أكثر بكثير من أخي وقيع الله لأن تجربتي هنا تجربة متكاملة نظرية وصقلت بالعمل في ظل الإنقاذ ".
أما تجارب وقيع الله فقد قال إنها:" تجارب نظرية فقط، مهما وصل صاحبها من علوم نظرية لا يمكن باي حال من الأحوال أن يصل للنتائج التي وصلنا إليها نحن الذين عشنا فترة التنظير والتطبيق ".
وقد صدق الكويتب في هذه القولة الأخيرة، وهو كذوب، وأقول له إني لست محتاجا إلى تجربة عملية أخوضها معكم، إن كنتم من أتباع الوطني أو الشعبي، فقد خضت في دراسة تاريخ البشرية، وتأمل فلسفته، ودرست مليا ما يقول القرآن عن سلوك بني الإنسان، وما أنتم إلا زمرة صغيرة من بني الإنسان!
ليس من الرجولة أن تتكلم بعد الأوان!
ولنعرف طبائع هذا الكويتب المتقلب الطبع الكذوب دعونا نتأمل اعترافا جاء به متأخرا جدا بعد الأوان الذي كان يجب عليه أن يبوح به عنده.
وقد أفاد الكويذب في هذا الاعتراف المتأخر باشتراكه في إثم كبير سرعان ما نسبه إلى غيره وحاول أن يبرئ نفسه من تبعته.
قال الكويتب أبو أحمد:" من خلال معايشة في مؤسسة الفداء للإنتاج الإعلامي كمعد للبرنامج التلفزيوني الشهير بدأت تتكشف لي من خلال الأشرطة الخام التي كانت تأتينا من مناطق القتال ما لا يمكن أن يتصوره عاقل، و تحديداً من أحد الأشرطة الخام التي جاءتنا من منطقة شمال أعالي النيل متحرك هدير الحق عندما دخلوا منطقة شالي في النصف الثاني من التسعينات وهرب جنود الحركة الشعبية كان هناك طفل في ال 14 أو 15 من عمره لم يتمكن من الهرب قاموا بقتله مع صيحات التكبير والتهليل وتم قتل كل الأسرى الذين كانوا داخل المعسكرات، وكان الشريط الخام يحتوي على مشاهد ليس لها أي علاقة بمن يدين بالإسلام ديناً، وعندما كنت أشاهد الشريط لفت بي الدنيا وكنت أحسب نفسي في كابوس لكنها كانت الحقيقة، علماً أن الأشرطة التي كانت تصلنا من مناطق القتال لا يشاهدها إلا مُعد الحلقة والمخرج، ويمنع منعاً باتاً للآخرين مشاهدتها لما فيها من تجاوزات ".
طيب! صدقناك أيها الكويذب، ولكن خبرني هل من الرجولة أن تصمت في الوقت الذي يجب عليك أن تتكلم فيه؟!
ثم تتكلم في الوقت الذي يجب عليك أن تصمت فيه؟!
ثم عليك أن تعلم أيها الكويتب الجاحد الحقود أن هذا الخبر المدسوس الذي جئت به لا يدين شخصا غيرك.
فهذا الخبر لم يعترف بصحته شخص غيرك، وبالتالي فأنت أول من تلحقه الإدانة الأخلاقية ويلصق به العار ويعلق به الشنار!
ومن حقنا أن نسألك لماذا نسيت أيها الكويتب الكويذب أن تبرر لنا صمتك طوال هذا الوقت الطويل الذي طاب فيها عيشك مع الإنقاذيين، ثم جئت لتبوح به فقط بعد أن لفظوك وطردوك من السلطان وحرموك من الأبهة والهيلمان؟!
ولماذا نسيت أن تعتذر عن مشاركتك في الإثم الذي تحدثت عنه وذلك بالتستر عليه ومداراته طوال هذه السنين الطوال؟!
وأعجب من هذا تقام هذا الكويتب الكويذب بالتطاول على أصحاب برنامج (ساحات الفداء) واتهم لهم بالفساد، ثم توجه بعد ذلك ليتحدث إلي ويسألني، وكأني كنت فيهم: لم سكت عن فسادهم؟!
وأقول لهذا الكويتب الكويذب: إني لم أشترك في شيئ مما قلتَ، ولم أشهد إعداد حلقة من حِلَقِ هذا البرنامج، ولا أعرف من هم أصحابه ولا من هم منفذوه، وإني ما كنت معكم بالسودان حينذاك، بل إني لم أشهد إلا القليل جدا من حلق هذا البرنامج على الفيديو لا على التلفاز.
وعليك ان تعرف أيها الكويتب الكويذب أني من شيمة وخليقة مختلفة عنك تمام الاختلاف، فإني لا أتحدث إلا فيما أعلمه جيدا، وأتبينه تفصيليا من أكثر من مصدر، ولا أتلقى معلوماتي إلا ممن أثق بدينه وصدقه ولا أتلقاه منك.
فإن العلم دين فلينظر أحدكم ممن يأخذ دينه كما قال الإمام مالك رضي الله عنه وأرضاه.
أيها الكويتب المرتاب
والسؤال مرتد إليك الآن أيها السائل المرتاب: لماذا تكتمت على هذه الحقائق المدعاة طوال الزمن السابق، الذي كانت حياتك فيه سمنا على عسل مع نظام الإنقاذ؟!
وحتى إذا دارت رحى الأيام، ودالت الدول، وألفيت نفسك طريدا عن السلطة، معزولا عن عزها وجاهها، مفطوما عن الرضاعة من ثديها الثرِّ، استرجعت الذكريات، وطفقت تبث منها ما كنت تكتمه وتنكره قبل حين؟!
لإنني لا أشك أنه لو سألك سائل عن هذه الأمور النُّكر في ذلك الإبان، وهو الوقت المناسب للصدع بكلمة الحق وبذْل النصح المستحق، لكنت أنكرتها من أساسها، ونفيت حدوثها من أصلها، ورددت العبارة المأثورة عند السياسيين المضلين وأتباعهم المضللين من أمثالك: هذا أمر لا أساس لها من الصحة!!
أحلامي التي تحققت.. رد على خالد أبي أحمد!
(4 من5)
لم يكف الكويتب خالد أبو أحمد أن يدين نفسه بالواقعة التي رويناها في المقال السابق حتى أفصح عن واقعة أخرى، فقال:" بطبيعة الحال أن (يقصد إن) كل الذين شاركوا في الحرب اللعينة التي قتل فيها السوداني أخوه (يقصد أخاه) السوداني سواء في جنوب، أو في شرق أو غرب السودان، تمر عليهم الكثير من الذكريات المؤلمة".
ومن هذه الذكريات التي اجترها الكويتب قصة جماعة الجند الصغار من جيش الرب اليوغندي، وقال إنه يشعر إزاءها بتأنيب ضمير شديد.
وخلاصة القصة أنه رأى مشهد ألف طفل من هذا الجيش بجنوب السودان، وذكر شارك معهم في معركة ضد عصابات حركة التمرد الجنوبي بقيادة العقيد التالف جون قرنق.
وظاهرٌ أن ضمير هذا الكويتب الكويذب قد صحا متأخرا جدا، حيث لم يستيقظ إلا بعد مفاصلة رمضان التي طاح فيها حزبه المشؤوم المسمى بالمؤتمر الشعبي.
أما قبل ذلك فقد كان كويتب الشعبي يغط في النوم الممتع العميق!
بل ربما لا يزال ضميره في التباسه القديم.
فهو لا يني بلا مبدئيته المبدئية يجادل بأن على الإنقاذ التي استعانت بالأطفال من جند الرب ألا تستنكر اختطاف المنظمات الفرنسية لأطفال دار فور!
لست وكيلا عن أحد
ثم التفت إلي وخاطبني، وكأني وكيل الحكومة السودانية، قائلا:" تصور يا وقيع الله كم هي مكلفة تلك الحملة التي اقامتها حكومة الانقاذ عندما تم خطف أطفال دارفور من قبل منظمة فرنسية..؟؟ تتذكر كيف أن الحكومة السودانية جيشت الإعلام والرجرجة والدهماء وتباكت على الأطفال والطفولة البريئة، وكيف أن التلفزيون السوداني جند كل برامجه ضد المنظمة الفرنسية المسكينة لخطفها الأطفال".
ويبدو أن الكويتب الكويذب ما ذكر قصة جند الرب اليوغنديين، التي لا نصدقها بالتفاصيل التي سردها، إلا ليدين بها الحكومة السودانية، وأنه ما ذكرها لأن ضميرها حيي أو استحيا كما ظننا مخطئين قبل قليل.
ودليل ذلك أن الكويتب استغل القصة ليهاجم بها دولة الإنقاذ، بلا مسوغ، عندما وقفت في وجه المنظمات الكنسية التي تختطف أطفال دار فور العزيزة التي زجها زعيمه حسن الترابي في المهالك والمآسي التي يتحمل وزرها يوم الدين.
ثم حاول كويتب المؤتمر الشعبي كذبا وعبثا أن يبرئ شيخه من جريمة حرب دار فور ليدين بها الإنقاذ!
وهي محاولة لا تنطلي على أحد لأنه ما من سوداني ذي لب يشك اليوم في أن حسن الترابي هو مسعِّر الحرب في غرب البلاد.
مصلحته في الكذب
ولإحساس كويتب المؤتمر الشعبي بتناقضه وكذبه، فقد قال يخاطبني ويبرئ نفسه مما يُلاحظ عليه من الكذب الصُّراح:" نعم هناك انجازات مادية ولكنها لا تساوي شيئاً ألبته (يقصد البتة) مع الكوارث والمآسي التي جلبتها الإنقاذ للشعب السوداني ومهما حدث من انجازات في نظره ونظر الآخرين لا يمكن أبداً رُؤيتها عندما ننظر إلى كارثة دارفور، أخي وقيع بكل الأمانة والصدق أن (يقصد إن) قادة الانقاذ هم الذين تسببوا في اندلاع شرارة مشكلة دارفور، كنت أعمل في صحيفة (دارفور الجديدة) ليس لي مصلحة في أن أكذب على النظام لكن الحقيقة الساطعة كالشمس أن الذين تذكر انجازاتهم عندما غرتهم الحياة الدنيا لم يتحملوا مطالبة الأهل في دارفور بحقوقهم، فقاموا بضربهم بالطائرات قاذفة اللهب وحرقت بيوتهم".
وأقول لهذا الكويتب طالما أنك تنتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي، وطالما أنك لا تزال تتاجر بالمشكل الدار فوري الذي فجره زعيمك حسن الترابي، وطالما أنك قد استعنت في مسعاك الآثم هذا بكل كذاب أثيم، من أمثال الكاتب العلماني المتطرف الدكتور أحمد الربعي، فإنه لا يستبعد عليك الكذب، بل إنه أولى بك، وأنت أولى به، فإن لك لمصلحة أكيدة فيه!
الوجه العنصري للكويتب
ثم ما عَتَّم الكويتب الكويذب أن أسفرعن وجهه العنصري الصريح، ومنزعه الجهوي القبيح، عندما خاطبني قائلا:" وأظنك طالعت أحاديث د.علي الحاج في صحيفة (الصحافة) في اللقاء الصحفي وكيف أن عنجهية أهلنا الشماليين وعنصريتهم هي التي كبدتنا جميعاً ملايين الضحايا في الجنوب والغرب ومكنت من دخول القوات الدولية بلادنا..!!".
فكويتب المؤتمر الشعبي الكويذب يعمم القول اعتباطا، ويَسِمُ المواطنين الشماليين جميعا ويدمغهم كلهم بداء العنصرية، فها قد خرجت وبرزت عيانا بيانا أضغان هذا الكويتب العنصري وهو يفوه بلحن القول!
وأقول له ردا على ذلك: إني لم أقرأ أحاديث للدكتور علي الحاج، التي رويتها عنه. ولكن إن صح أن علي الحاج قد فاه بهذا، فهو مما لا يستغرب منه، والشيئ من معدنه لا يستغرب!
لم أقل إن حرب دار فور إنجاز!
ومن غرائب ما اجترح كويتب الشعبي الكذوب أن نسب إلي أني قلت إن حرب دار فور إنجاز إيجابي للإنقاذ!
فهو القائل:" ومن إنجازات (الانقاذ) التي تحدث عنها وقيع الله هي (إسم الإشارة لا داعي إليه هنا!) أن الشرخ بل الجرح الكبير (الشرخ أكبر من الجرح أيها الكويتب) الذي حدث في السودان بسبب مشكلة دارفور لا يمكن ألبته (يا اخي البتة دي خليها لو ما عارف تكتبها كيف!) علاجه بالساهل (بالساهل دي حلوة ولكنها خطأ، والصحيح أن تقول بسهولة أو بيسر).
وردا على هذه الدعوى المنسوبة إلي أقول إني لم أحسب الشرخ الدارفوري في عداد انجازات الإنقاذ، كما زعم هذا الكويتب المختلط العقل!
وما ينبغي لي أن أقول بهذا وأنا أدافع عن الإنقاذ.
وما قلته جاء في إطار حوار صحفي مع الأستاذ صلاح شعيب، حيث نسبت المشكل الدارفوري إلى المدعو حسن الترابي، الذي اتهمته بتسعير لهيبه عقيب انشقاقه عن الحركة الإسلامية ولدى مخاصمته لدولة الإنقاذ!
فالكويتب اختُلِط عليه كعادته فنسب إلي أني نسبت إلى الإنقاذ ما كنت نسبته إلى شيخه مسعِّر الحرب الأهلية الدكتور حسن التراب!
أحلامي التي تحققت.. رد على خالد أبي أحمد!
(5 من5)
وبعد أن كرر الكويتب طرفا من الحديث الابتزازي المبتذل، الذي بارت بضاعته الآن، عن محاولة الإنقاذ لاجتثاث الرئيس المصري السابق في أديس أبابا، وهو الحديث الذي نقله عن رأس الإفك والتآمر الذي أدمن تكراره وأوصاهم بتكراره، الدكتور على الحاج، خاطبني هذا الكويتب المهذب قائلا:" لا يستحي د. محمد وقيع الله عندما يقول أن (يقصد إن) أحلامنا تحققت ... يا الله.. يا الله....كم هذا الكلام مُقزز ومُبكي (يقصد مبكٍ)..إذن كان حلم وقيع الله كابوس في ليلة شديدة العتمة نام صاحبها نجساً والعياذ بالله".
جهل بالفقه وادعاء المعرفة بأصوله!
وواضح أن هذا الكويتب المهذب الذي قضى سنوات من عمره في الحركة الإسلامية، لم يطاله درسا من دروس فقه الطهارة، الذي أول باب من أبواب الفقه في كل كتب الفقه الإسلامي، قديمها وحديثها على السواء، ليدله على أن المؤمن لا ينجس حيا ولا ميتا.
ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الْمُؤْمِنُ لا يَنْجُسُ حَيًّا وَلا مَيِّتًا " رواه البخاري تعليقا عن إبن عباس.
وقد قال الحافظ في شرحه: أراد بذلك نفي هذا الوصف وهو النجس عن المسلم حقيقة ومجازا.
وقال النووي في شرحه:هذا الحديث أصل عظيم في طهارة المسلم حيا وميتا فأما الحي فطاهر بإجماع المسلمين. وأما الميت ففيه خلاف للعلماء، وللشافعي فيه قولان: الصحيح منهما أنه طاهر، ولهذا غسَّل.
ولا شك أن الكويتب الذي يدعي الثقافة قد كان مشغولا عن الإلمام بفروع الفقه الإسلامي مكتفيا بالتشدق بعبارات أصول الفقه ومقاصد التشريع وقواعده، والتظاهر بدراستها وإتقانها!
وهي الممارسات (الادعائية) التي كانت تغيظني من أمثال هذا الكويتب في الزمان الخالي أولئك الذين اتخذوا العلم الشرعي سخريا، وأحالوه إلى شعارات من أجل التشدق والتعالم وتقليد الشيخ الترابي فيما يقول ويكتب، وكأنهم قرأوا الكتب التي قرأها، وحصلوا ما حصل من العلم الوفير الغزير!
أرسلني الكويتب الكويذب إلى سقر؟! كيف
ولم يكتف خالد أبو أحمد بالفصل في الفه الإسلامي شؤون الحياة الدنيا بل نصب نفسه حكما في الآخرة يرسل هذا إلى الجنة وذاك إلى سقر!
وأصدر وهو منفعل بعصبيته الحزبية فِرْمانا بإرسالي إلى النار!
وجاء في حيثيات القرار:"من هنا أسأل الله للدكتور محمد وقيع الله أن تكون هذه شهادته ل (الانقاذ) فيُبعث بها يوم القيامة يوم تصطف الخلائق جميعها أمام رب العزة والجلالة كل بمظلمته وذنوبه، حينها يكون الكثير من الناس في موقف لا يحسدون عليه، فشهادة للنظام الذي قتل الأبرياء في الجنوب وفي دارفور والشرق وداخل المعتقلات وداخل معسكرات الخدمة الإلزامية لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يكون من أهل الجحيم لأن ما قاموا به من مجازر حقيقة وليس إدعاء كاذب، كل الشواهد والأدلة ستقف أمام رب العالمين في يوم يخسر فيه الظالمين ومن أيدهم وساندهم".
وأقول له إني أنتقدت الإنقاذ، وما زلت أنتقدها، ولا أبالي.
وفي الوقت نفسه تحدثت عن إنجازاتها، وما زلت أتحدث عنها، ولا أبالي.
وبين هذا وذاك فإني لست عضوا في حكومتها، ولا عضوا في حزبها الحاكم.
وإني لا أبتغي مما اقول إلا وجه الله تعالى.
وإني لا أتاجر بالشهادة كما تتجر أنت بها، حيث طاب لك أن تكتمها ما طاب لك العيش مع الإنقاذيين، وما دمت تنعم برفدهم وعطائهم الثمين.
وحتى إذا أمسكوا عنك العطاء أخذت تلج في الكذب وتلهج بالإدعاء!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.