ينال (اللستك) نصيبا من التشبيهات هذه الأيام، وعاشق يهمس لمحبوبته وهما على متن ركشة يتصاعد دخان كثيف من مؤخرتها المتهالكة: (والله انت (لستك حياتي)..وتعقد الفتاة حاجبيها وهي تعترض على تشبيهها ب(اللستك)، فيوقف محبوبها الركشة ويهبط منها ويركض بعيداً، بعد أن شك في أن محبوبته (...). وذات (اللساتك) تعود للضوء من جديد وهي تشتعل في منتصف أحد الطرقات الرئيسية، بعد أن غرس أحدهم عود ثقاب بداخلها مانعاً بذلك تسيير الحركة، ومبدياً بذلك اعتراضه على الزيادات المهولة في كل شيء، في الطعام والشراب والملبس والدواء حتى (الحب). وقبل أن يسألني أحدكم عن كيف زاد الحب؟ عليه أن يعرف جيداً أن كل شيء في هذه البلاد يزيد إلا البني آدمين فهم في (تناقص) عجيب وفي رحيل متتال حتى إنني أشك أن (الحكومة) ستستيقظ ذات صباح ولا تجد من تحكمه، ولن يجد السيد (وزير المالية) أحداً يدعوه للتقشف، فكل الناس ستكون قد (تقشفت) من الحياة نفسها. ومشهد لطفل صغير يتقافز بين أجساد المواطنين في موقف جاكسون بالخرطوم، وهو يطلب منهم (جنيها) ليتناول به الطعام، وقديماً كان السائل لا يحدد المبلغ الذي يسأله، ولكن اليوم يجب على كل المتسولين أن يحددوا ما يريدونه من (حسنة)؛ فكل شيء زاد و(الأجر) كذلك ينبغي أن يزيد (هكذا قال لي أحدهم). و... هدية (مغلفة) تتلقاها تلك الفاتنة في عيد ميلادها وتحتضن تلك الهدية بلهفة وهي تركض نحو منزلها لتفتحها وترى ماذا جلب لها خطيبها في مثل تلك المناسبة السعيدة، تدخل غرفتها وتغلق الباب خلفها بالمفتاح تجلس على السرير، وتفض اللفافة المزركشة المحيطة بالهدية..و.. تطلق شهقة عالية..بعد أن اكتشفت أن خطيبها وضع لها داخل تلك اللفافة المزركشة (بقايا لستك محروق).. وبداخله ورقة صغيرة كتب عليها: (قلبي يحترق الآن تماماً مثل هذا اللستك الذي بين يديك)..فتنتهي بذلك قصة حبهما..وتعلم أن هديته تلك كانت تعبيراً صريحاً منه على عدم مقدرته على إكمال ما تبقى من مستلزمات زواجهما المرتقب. جدعة: عزيزي المشترك هذا (اللستك) لا يمكن الوصول إليه حالياً. شربكة اخيرة: رسائل عديدة وصلتنا من اهالي امدرمان، وخاصة مدينة النيل وحي الروضة والسرحه وسكان الثورات، وهم يشكون في تنقلهم عبر شارع القماير، الذى تسببت الحفر المندسة داخل طيات الاسفلت في اصابة سيارات بعضهم بأعطاب شديدة، وهم يناشدون الشئون الهندسية بولاية الخرطوم ويدعونهم لزيارة ذلك الشارع والوقوف على حقيقة مايدور هناك، فهل تستجيب تلك الجهة لذلك المطلب، أم ان الشارع سيظل يبتلع سيارات المواطنين في كل صباح..؟