اعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم عن عزمها اجراء دراسة علمية لمعرفة اسباب تكرار تفوق البنات على البنين فى امتحانات الشهادة السودانية وتحليل اسبابها.. وجاء فى تصريح من مسئول المرحلة الثانوية بالوزارة بأن الوزارة ستدرس الامر جيدا! الخبر فى مضمونه يحمل تساؤلات عديدة منها هل تفوق البنات على البنين يعتبر ظاهرة يلزم تدارسها ومعرفة اسبابها؟؟!!.. واذا كان تفوق البنين فى السنوات الماضية قد تكرر كثيرا لماذا لم تعتبر الوزارة ان الامر يستحق ان يدرس؟؟!!.. ألا تُعتبر تلك ظاهرة جديرة بالدراسة لمعرفة اسبابها؟؟!! وهل فى رأي المسئولين ان تفوق البنات يجب ان لا يتكرر حتى لا يصبح موضوعا يجب تدارسه ومعرفة اسبابه؟؟!!. ان هذا الامر يستحق الوقوف عنده كثيرا لمعرفة الطريقة التى يفكر بها القائمون بامر التعليم فى هذا البلد.. فاذا كان المقصود من الدراسة الاستفادة من النتائج التى ميزت البنات ومحاولة تطبيقها ليتفوق البنين ايضا فقد يصبح الامر مقبولا لكن اذا كان رأي المسئولين الذين دعوا لتدارس الامر بان تفوق البنات امر غير طبيعى فان ذلك يعتبر كارثة وتكريس للذكورية التى تسيطر على عقول الكثيرين الذين يخططوا للرجوع الى المربع الاول بل الى عهد الجاهلية الاول (إذا بُشِّر أحدهم بالأنثى... ) – الآية الكريمة- .. نعم فبالرغم من ان تعليم البنات جاء متأخرا بعض الشىء عن البنين إلا ان الاهتمام والرعاية بهن أتت أُكلها فأظهرن تفوقاً فى كل المجالات التى اتيحت لهن.. ولذا كان الاحرى بالمسئولين ان يحتفلوا بهذه النتائج والتفسير لها لا يغيب على لبيب ولا يحتاج الى دراسة .. فالبنات كل همهن القراءة وكل الزمن يكرسنه للاطلاع دون اهتمامات اخرى قد تصرف الاولاد.. اضافة الى ان فهم الاسر اتسم باتساع الافق وأصبحت عدالة الفرص متوفرة فى البيوت بين البنين والبنات اضافة الى حرص البنات واصرارهن على التفوق. إنَّ قصة الطالبة التى احرزت اعلى درجة فى مادة الاحياء بنيالا فى امتحانات الشهادة السودانبة واجرى معها مراسل الصحيفة الزميل محجوب حسون حوارا كشف عن انها تعيش ظروفا قاهرة فهي تعتمد في إستذكار دروسها بعد المولى على ضوء لمبة ( (أم ضنيب!! ) وتقطع المسافات مشيا على الاقدام للحاق بالمدرسة .. أضف الى كل ذلك انها يتيمة ووالدتها تعمل فراشة .. وقالت اذا كانت تهيأت لها الظروف لكانت الاولى على السودان!! بالتالي فالعدالة تقتضي ان تقوم الوزارة بتكريم هذه الطالبة التى قهرت الظروف واحرزت مثل هذه النتيجة التى تعتبر وساما فى صدور بنات حواء اللواتي اثبتن انه لا فرق بينهن وبين البنين بل تفوقن وبجدارة.. بدلاً من أن ينزعج المسئولون ويعدون العدة لتدارس أمر هذا التفوق ومعرفة اسبابه!! ان الموضوعات التي تستحق ان تُدرس كثيرة ومُلحّة فالعام الدراسى الذى بدأ اليوم مواجه بمتاعب عديدة سجلتها كاميرا (السوداني) وعكست التدنى الواضح فى البيئة المدرسية ونقص المعلمين وغيرها من المشكلات التى تواجه التعليم وتطل برأسها مع بداية كل عام دراسي.. وعجز المسئولون عن حلها بل وبالرغم من ذلك تفوقت الطالبات بالدرجة التى دفعت المسئولين لأن يقرروا دراسة الاسباب التى ادت الى هذا التفوق خاصة وانه تفوق بنات على بنين وليس العكس والذى يعتبر أمراً طبيعياً ( تفوق البنين على البنات ).. وعجبى!!.