مواطنو الجريف شرق..عطشان والبحر جنبك! وجدان طلحة منذ فترة ليست بالقصيرة يعاني مواطنو الجريف شرق من أزمة مياه حتى بات من المألوف رؤية النساء والرجال معاً فى الشارع وهم يحملون "الجرادل" بحثاً عن شربة ماء, مشهد ثابت تراه كل يوم فى الصباح والمساء وحتى فى منتصف النهار عندما تحس أن الشمس على بعد شبر واحد من رأسك وذوبت أشعتها دماغك دون رحمة وأنت تقصد أن "تبل ريق" طفلك الصغير الذى لا يعرف جسده الغض معنى أن ينتظر قليلاً, لكنهم هذه الأيام يعانون من تغير لون الماء الى الأسود والذى وصفه من استطلعتهم السودانى أنها لا تصلح للاستخدام الآدمي ولا أي استخدام آخر. رغم أن الجريف شرق على مرمى حجر من النيل إلا أن سكانها يعانون من "نشاف الرقيق" فاضطروا الى هجر منازلهم التى (تتعطش) الى المياه والتفتوا غرباً ليرتموا فى حضن النيل ويغرفوا من الماء ما يكفيهم دون شرط أو قيد زمني.. أما المواطن الذى يريد أن يستعجل بالماء لأطفاله يهرول نحو المسجد الذى يوجد فيه أعداد لا حصر لها مثل حالته. مناشدة ؟! مناطق واسعة فى ولاية الخرطوم تعاني من انعدام المياه , حتى أن بعضهم وصف المناطق التى تتمتع بالإمداد المائي لساعات قليلة فى المساء بأن مواطنيها يعيشون فى حالة رفاهية ونعيم. انعدام المياه أصبحت سمة أهل العاصمة وبعض المناطق المجاورة وهذه المشكلة يتساءل المواطن عن السر فى تكرارها كل عام دون وجود حل جذري لها, بعض المناطق التى تباع فيها المياه لاحظ سكانها أن الماء ملوث وأحيانا لونها متغير ورائحتها كريهة داعين الى فرض رقابة على هؤلاء الباعة لأن هناك أناس يستخدمونها للشرب. سوقنا حار أحد الباعة ذكر كلمات قليلة وقال :"والله الصيف دا كويس معانا لانو سوقنا حار" وأضاف: "أقول ليكم حاجة تانية :أمثالي كُثر. الذين يبيعون المياه ويتمنون استمرار أزمة الماء حتى يترزقوا" . سميرة حسن "ربة منزل" تحكي عن معاناتها مع انعدام المياه قائلة: "أصبحت لا أفكر مجرد تفكير أن تأتي المياه الى المواسير", وأردفت: "أنا أشتري الماء بمعدل برميل يومياً وفى حال أردت أن أغسل الملابس فأنا أشتري برميلين" وأضافت أن انقطاع المياه أصبح يشكل عبئاً إضافياً على المواطن , كما أن كثيرا من المواطنين كانوا قد شكوا فى الفترة الماضية من الإسهالات وآلام البطن, مادعاهم الى أن يهجروا منازلهم ويرابطوا فى عيادات الباطنية, والجديد فى الأمر أن الحنفية أصبحت تضخ ماء أسود لا يصلح لأي شيء وأضافت قائلة: "يعني أخير عدمه". سؤال محيرني "لماذا يحرص موظفو هيئة المياه على تحصيل الرسوم ويعجزون عن توفيرها؟" بهذا السؤال بدأ حسن محمد الذى وجدناه وهو يحمل جردلا يبحث عن ماء شرب فى الحي؛ حديثه وأضاف قائلاً: "النوم فارق عيني وأساهر حتى الساعات الأولى من الصباح على أمل أن أجد قليلاً من الماء"، ورمى حسن سؤالا فى وجهنا قائلاً:"الى متى تستمر هذه المعاناة؟"، وبدت علامات الغضب على وجهه عندما قال: "اعتدنا على السهر من أجل الماء لكن لماذا هذا اللون الأسود الذى لا يصلح للاستخدام"، وناشد من يهمه الأمر فى إيجاد حل لهذه الأزمة التى استمرت كثيراً. مسلسل ثريا العمرابي قالت: "نعاني جداً من انقطاع المياه, وأضافت طالت فترة انقطاعها وننتظر قدومها حتى الساعات الأولى من الصباح، لكن دون جدوى حتى عبر الموتور, وسألت كيف نعاني من أزمة مياه وبلادنا حباها الله بنهر عظيم مثل نهر النيل؟. وجاء حديث سعاد الأمين قريبا من سابقتها حين قالت: "تعبنا من هذا المسلسل ونأمل فى أن ينتهي.. لكن لا شيء يلوح فى الأفق ونحن نشتري الماء من السوق بأسعار باهظة دون رقابة من قبل الجهات المعنية, وأشارت الى أن انقطاع المياه فى ظل ارتفاع درجات الحرارة أجبر الشباب للهجرة الى النيل, أما الأطفال فهم أيضاً يذهبون الى النيل بحجة الاستحمام ونخشى أن يحصد الموج أرواحهم. ولعل أطرف التعليقات التى لامست أسماعنا عن اللون الأسود للماء هو أنه يمكن أن يكون هذا بترول وجد طريقه عبر المواسير.