أحياء تعاني من قطوعات المياه!! معكم : وجدان طلحة ( إنَّ المصائب لا تأتي فرادى)؛ هذه المقولة يحق لأهالي عدد من سكان ولاية الخرطوم ترديدها لأنه ومنذ فترة ليست بالقصيرة ظلوا يعانون من ازمة مياه لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد.. لكن المؤلم فيها هذه المرة انها تزامنت مع شهر رمضان الكريم الذي يصعب فيه على الانسان حمل روحه التي بين جنبيه ناهيك عن ( جرادل) المياه. ومن خلال الشكاوي التي رصدتها ( معكم) إتضح إتساع رقعة أزمة المياه فعلى سبيل المثال نجد ان انقطاع المياه ببعض الحارات خاصة الحارة الرابعة جعل المواطنين يتوضُّون بالمساجد حتى يتسنى لهم اداء الصلوات، والجدير بالذكر ان هذا المشهد يتكرر بصورة واضحة في وقت الافطار حيث صلاة المغرب. أما في الخرطوم فتشهد ذلك بعض الاحياء قطوعات مياه متكررة خاصة منطقة الجريف شرق لا سيما في أيام الجُمع ولذا بات من المألوف رؤية النساء والرجال معاً فى الشارع وهم يحملون "الجرادل" بحثاً عن جرعة ماء , مشهد ثابت تراه كل يوم فى الصباح والمساء وحتى فى منتصف النهار عندما تحس ان الشمس على بعد شبر واحد من رأسك مصوِّبة اشعتها دون رحمة نحو دماغك وانت تقصد ان "تبل ريق" طفلك الصغير الذى لا يعرف جسده الغض معنى ان ينتظر قليلاً هذا علاوة على مشكلة كانوا يعانون منها في الايام الماضية تمثلت في تغير لون الماء الى لون يميل الى السواد. رغم ان الجريف شرق على مرمى حجر من النيل الا ان سكانها يعانون من "نشاف الريق" فإضطروا الى هجر منازلهم التى (تتعطش) الى المياه والتفتوا غرباً ليرتموا فى حضن النيل ويغرفوا من الماء ما يكفيهم دون شرط او قيد زمنى .. اما المواطن الذى يريد ان يستعجل بالماء لاطفاله يهرول نحو المسجد الذى توجد فيه اعداد لا حصر لها مثل حالته. مصائب قوم عند قوم قوائد يقول أحد أصحاب عربات الكارو الذين يسترزقون من بيع المياه :(والله قطوعات المياه دي كويسة معانا لانو سوقنا ببقى حار .. وأقول ليكم حاجة تانية أمثالى ممن يبيعون المياه ويتمنون استمرار الازمة حتى يترزقوا). أما سميرة حسن "ربة منزل" فحكت عن معاناتها مع انعدام المياه قائلة اصبحت لا افكر مجرد تفكير ان تأتى المياه الى المواسير, واردفت انا اشترى الماء بمعدل برميل يومياً وفى حال اردت ان اغسل الملابس فأنا اشترى برميلين واضافت ان انقطاع المياه اصبح يشكل عبئا اضافيا على المواطن , كما ان كثيرا من المواطنين كانوا قد شكوا فى الفترة الماضية من الاسهالات وآلام البطن , مادعاهم الى ان يهجروا منازلهم ويرابطوا فى عيادات الباطنية , والجديد فى الامر ان الحنفية اصبحت تضخ ماءً اسود لا يصلح لاى شئ واضافت قائلة :( يعنى اخير عدمو). سؤال منطقي لماذا يحرص موظفو هيئة المياه على تحصيل الرسوم ويعجزون عن توفيرها ؟ بهذا السؤال بدأ حسن محمد الذى وجدناه وهو يحمل جردلا يبحث عن ماء شرب فى الحى حديثه واضاف قائلاً :(النوم فارق عيني واساهر حتى الساعات الاولى من الصباح على امل ان اجد قليلا من الماء) ورمى حسن سؤالا فى وجهنا قائلاً :(الى متى تستمر هذه المعاناة ؟) وبدت علامات الغضب على وجهه عندما قال اعتدنا على السهر من اجل الماء لكن لماذا هذا اللون الاسود الذى لا يصلح للاستخدام وناشد من يهمه الامر فى ايجاد حل لهذه الازمة التى استمرت كثيراً. وفي ذات الاتجاه تمضي ثريا العمرابى قائلة: نعاني جداً من انقطاع المياه, واضافت طالت فترة انقطاعها وننتظر قدومها حتى الساعات الاولى من الصباح لكن دون جدوى حتى عبر الموتور , وسألت كيف نعانى من ازمة مياه وبلادنا حباها الله بنهر عظيم مثل نهر النيل . وجاء حديث سعاد الامين قريبا من سابقتها حين قالت :(تعبنا من هذا المسلسل ونأمل فى ان ينتهى .. لكن لا شئ يلوح فى الافق ونحن نشتري الماء من السوق بأسعار باهظة دون رقابة من قبل الجهات المعنية , واشارت الى ان انقطاع المياه فى ظل ارتفاع درجات الحرارة اجبر الشباب للهجرة الى النيل , اما الاطفال فهم ايضاً يذهبون الى النيل بحجة الاستحمام ونخشى ان يحصد الموج ارواحهم . ولعل اطرف التعليقات التى لامست اسماعنا عن اللون الاسود للماء هو انه يمكن ان يكون هذا بترولا وجد طريقه عبر المواسير . من المُحررة الحقيقة التي خرجنا بها هى أن مناطق واسعة بولاية الخرطوم تعانى من نقص في مياه الشرب, لدرجة ان البعض وصف المناطق التى تتمتع بالامداد المائى لساعات قليلة فى المساء بأن مواطنيها يعيشون فى حالة رفاهية ونعيم.. إننا نتساءل عن السر فى تكرار أزمة كل عام دون وجود حل جذرى لها , بعض المناطق التى تباع فيها المياه لاحظ سكانها ان الماء ملوث واحيانا لونه متغير ورائحته كريهة داعين الى فرض رقابة على هؤلاء الباعة لان هناك أناسا يستخدمونها للشرب . .