الطيب عبد الله ل(السوداني): كنت مغترباً بجسدي..لكن قلبي في السودان..!! حاوره : يوسف دوكة وعقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف صباحاً والكل (واقف منتظر) صاحب الحنجرة المسكونة بالشجن الفنان الطيب عبد الله المغترب عن الوطن لمدة عشرين عاماً كاملة، والذى ما أن أعلن عن وصوله لصالة كبار الشخصيات بمطار الخرطوم الدولي، حتى ردد الجميع بصوت عال (الغريب عن وطنو مهما طال غيابو مصيرو يرجع تاني لي أهلو وصحابو)..تلك الأغنية التى تجسد المشهد صبيحة الأمس بمطار الخرطوم...(السوداني) التقت به بداخل المطار وحاورته بعد لحظات من وصوله.. فماذا قال ...؟ *أولاً حمداً لله على السلامة.؟ الله يسلمكم وأنا سعيد جداً في هذه اللحظات، لأني داخل وطني والإنسان بلا وطن يكون بلا هوية.. والوطن كل شيء في حياتي لذلك اليوم أنا سعيد سعادة لا توصف. *هل كنت متابع للساحة الفنية السودانية في سنوات غيابك ..؟ نعم...كنت متابع جيد لما يدور بالساحة الفنية وبصراحة فيها الغث وفيها الجميل ويوجد بعض من الفنانين الشباب لديهم موهبة غنائية حقيقة وبعضهم ليس لديه علاقة بالفن. *لماذا كل هذه الغربة ..؟ أولاً الغربة ليست بالضرورة أن تكون خارج الوطن وقد تكون داخل وطنك وتكون مغترباً وقد تكون مغترباً فكرياً وأنا لست مغترباً من وطني..ربما أكون مغترباً جسدياً ولكني حاضر وجدانياً. *ألا تخاف أن تكون سنوات الغربة أثرت على جمهورك.؟ ربما يكون هنالك جيل لم يسمع ولم يشاهدني على شاشات التليفزيون ولكن رغم ذلك كثير من أبناء هذا الجيل يرددون أغنياتي في كثير من المناسبات وهذا يعني أنني كنت مغترباً جسدياً ولكن أغنياتي تترد في أفواه الكثيرين وهذا يعني أني موجود. *هل لديك أعمال جديدة لتقدمها في الساحة الفنية أم ستعيش على أغنياتك القديمة..؟ الجديد كثير ولدي ما يقارب عشر أغنيات جاهزة سوف أقوم بتقديمها في مقبل الأيام وسوف أعوض الشعب السودان على هذه الفترة التي قضيتها خارج وطني. *هل ترى أن هذه الأعمال سوف تلقى حظها من الانتشار مثل أغنياتك السابقة..؟ هذا يتوفر على ذوقية المتلقي السوداني.. وصعبة جداً مقارنة بداياتي وحالياً ولكنها أغنيات جميلة. *ماهو المنبر الذي سوف تقدم به هذه الأغنيات وهل سوف نتوقع حفل جماهيري في مقبل الأيام لك .؟ إن شاء الله..سأكون جاهزاً لأداء أي حفل متى ماطلب مني ذلك. *أخيراً..هل نتوقع أن نأتي بعد أيام لتوديعك مرة أخرى..؟ لا...ليس لدي خط رجعة إلى الغربة.. ويكفي السنين التي قضيتها خارج هذا البلد الجميل.