طقس رمضاني جميل يلوح بمنديل الوداع الخرطوم : السوداني يستقبل البيت السوداني شهر رمضان الكريم بطقوس وتحضيرات و المرأة هي المعنية بهذه الطقوس في المقام الأول و تقع على عاتقها مسئوليات كثيرة ابتداءً ب(العواسات) بأنواعها المختلفة ( الآبري الأبيض والأحمر والرقاق ... إلخ) وإعداد الشرموط وسحن البهارات و الويكة والبصل وما إلى ذلك، لكن في الفترة الأخيرة تحللت ربات البيوت من الكثير من هذه المسئوليات بشرائها جاهزة من السوق بدلا من صناعتها كما كان الحال في الماضي القريب فأختفت تلك الأجواء الخاصة التي كانت تجمع لها ربات البيوت في ملتقيات حافلة بالتواصل والتكافل الاجتماعي فلماذا حدث هذا التحول و أصبحنا نفضل(شراء الجاهز) هل تحولنا إلى مجتمع استهلاكي بحت أم أن هناك أسبابا منطقية تبرر لهذا التحول من هذه الطقوس الموروثة كإعداد الحلومر والرقاق والخبائز...طرقنا ابواباً كثيرة والتقينا بعضاً من ربات البيوت بحثا عن إجابات للأسئلة أعلاه.. شراء جاهز: ابتدرنا لقاءاتنا بهدى عبد الوهاب وهي ربة منزل في العقد الثالث من العمر أثناء تسوقها مع ابنتها ، هدى صمتت للحظات ثم اجابت قائلة إن ارتفاع تكاليف المواد المستخدمة في صنع الحلومر و رصيفاتها من مستلزمات رمضان دفعها للتوجه مباشرة إلى السوق مفضلة شراءها بدلا من اعدادها في المنزل بالرغم من أنها تعلم تلك المصنوعة (على اليد) في البيت أضمن وأجود من التي تجلبها من السوق، وتؤكد هدى على حتمية وجود المشروبات والمأكولات الشعبية الرمضانية في البيت وتقول انها شخصيا لا تشرب الحلومر خلال شهر رمضان لكن تقوم بشرائه لافراد اسرتها وللضيوف الذين يتزايد عددهم في الشهر الفضيل وتقول إن معظم ربات البيوت اقتنعن بأن تكاليف صناعة الحلومر والرقاق وغيرها هي ذات تكلفة في الشراء بل أن إعدادها يتطلب جهدا كبيرا وزمنا طويلا لهذه الأسباب مجتمعة أفضل الشراء مباشرة من السوق حتى والأمر نفسه ينطبق على مستلزمات العيد التي أهمها الخبائز. عامل زمن: بخيتة وشادية محمد عمر - ربّتا منزل اتفقتا على أن عامل الزمن هو السبب الرئيسي الذي يدفع ربات البيوت لشراء مستلزمات رمضان التي يمكن صناعتها في المنزل مضافا إليه كثرة المشغوليات التي تتزايد مع مقدم المناسبات كشهر رمضان ، بخيتة اعترفت أن إعداد المشروبات والأكلات الشعبية في البيت يتعدى مفهوم العمل وأقرب منه إلى العادة التي تتسم بنوع من التقديس وهو نشاط له نكهة وطابع خاص لكنه في ذات الوقت لا نستطيع القيام به في الوقت الحالي. تكلفة واحدة: أما عواطف سيد احمد موظفة في العقد الرابع من العمر اتفقت مع من سبقوها وقالت ان اتجاه المرأة لشراء لوازم رمضان والعيد سببه عدم وجود الوقت الكافي الذي يمكن من انجاز العمل خاصة عندما تكون ربة البيت عاملة بالتأكيد لن تجد ما يكفي من الزمن للقيام بهذه المهمة التي في رأيي من أحب الأعمال التي تقوم بها المرأة لكن بالاضافة لعامل الزمن فهناك عامل آخر أيضا مهم وهو تماثل التكلفة ففي كلا الحالتين صنعت في المنزل أو تم شراؤها من السوق أو صنعت في البيت فإن التكلفة واحدة لذا فإن ربات البيوت عزفن عن إعدادها في البيت. طقس خاص: وهالة قسم السيد لها رأي مخالف و على العكس ممن سبقنها حيث قالت انها لا تحبذ شراء مستلزماتها من السوق لانها لا تضمن جودتها فضلاً عن أنها تنظر إلى (العواسة) بإعتبارها عادة وطقس لا يكتمل الاحساس بالشهر الكريم إلا بممارستها تماماً كما كانت الاجيال السابقة تفعل رغم أن ذلك يكلفها الكثير من المال والجهد. مواد صنع: راوية الفاتح - ربه منزل في منتصف العقد الرابع قالت انها متزوجة لها ما يقارب الثمانية وعشرين عاما لم يحدث لها ان قامت بصنع الحلومر داخل منزلها لكن تجلبه لها والدتها او تقوم بشرائه من اماكن مضمونة لها ولأسرتها وابانت انها تقوم بصنع خبائز العيد داخل منزلها وهي الشيء الوحيد الذي لا يمكن ان تتنازل عنه مشيرة انها تجيد صنعه حتى اذا كان قد كلفها المزيد من الجهد والمال في مواد الصنع. للرجال رأي: بالمقابل تحدثنا إلى مجموعة من الرجال حول الأمر وكان أول المتحدثين هو عادل إبراهيم (موظف) الذى قال إن زوجته تقوم بشراء مستلزماتها بدلا من اعدادها في المنزل بسبب عدم وجود الوقت الكافي للقيام بذلك ويصف عادل ذلك بالأمر الطبيعي مستبعدا أن يكون ذلك ناتجا عن تأفف أو كسل، أما زين العابدين عبد الله ، فكان رأيه مغايراً وفضل ان تقوم المرأة باعداد مستلزمات رمضان والعيد داخل منزلها لضمان السلامة والجودة واشار انه لا يضمن ان يكون الجاهز مطابقا للمواصفات الصحية ووصف المبررات التي قدمتها المستلطلعات بأنها واهية وغير مقنعة وتنم عن الكسل والتنصل من الواجبات و أقسم أنه لن يرضى أن تشتري زوجته هذه المستلزمات من السوق ...!!