الأقلام الصحفية الكثيرة التي رفعت حاجب الدهشة من ايكال مهمة التفاوض مع قطاع الشمال الى الدكتور كمال عبيد كانت تستند على مآخذها تلك على عدة أسانيد اهمها ان الرجل من (رماة الحزب الحاكم) والرامي ليس كالمبارز بالسيف ... فالرامي يجثو على ركبته ثم يغمض احدى عينيه ويطلق سهمه في منتصف عين العدو ، وقد تخطئ رميته وتصيب ويظل يفعل ذلك حتى تنفد كنانته فينتهي دوره في المعركه ويظل ينتظر حصاد الآخرين فيها ،ويبدو ان السيد كمال عبيد نفدت سهامه في أديس أبابا باكرا ، ثم يبدو واضحا أنها لم تصب عين العدو ولا أوراق مقترحاته !! لأن الذي يذهب للتفاوض لايذهب بعين مغلقة وبسلاح لاتتحكم فيه بعد اطلاقه بثوانٍ !! الدكتور كمال عبيد شغل نفسه بالحرب الكلامية والاعلامية التي وجهها الي وفد قطاع الشمال والى رئيس الوفد ياسر عرمان وكل هذا أخذ من وقته الكثير فلم يضع خطة ذهنية ونفسية للتعامل مع تعقيدات الاوراق والملفات ، ولم يتسن له أن يتذكر أن المفاوضات التي يرأس جانبها من قبل الحكومه مفاوضات تحرس بوابات نتائجها عصبة الأمم والمانحون ، وتنتظرها خزانة الدولة لترفع عن كاهلها ضغط التوتر العسكري في الأطراف التي تتسبب فيه أنشطة قطاع الشمال الذي بعث للتفاوض معه نعم ... استمعوا الى الدكتور كمال في برنامج مؤتمر اذاعي وهو يفيد بان الوصول لتسوية مع قطاع الشمال يحتاج أولا لمعالجة الجوانب الأمنية المتعلقة بفك ارتباطه سياسيا وعسكريا مع دولة الجنوب !! وهل كان السيد كمال وهويقبل مهمة قيادة الوفد أن العقدة في كل هذا الملف هي غير الذي ذكر ؟ نعم من المعلوم بالضرورة ومن المعطي سلفا في هذه المسألة الرياضيه أن قطاع الشمال مرتبط سياسيا وعسكريا بالجنوب وكل الدنيا في القطبين الشمالي والجنوبي قد سمعوا بهذا والمطلوب من الرجل الآن ليس اعادة عرض ماهو معروض ومعروف بل على سيادته وضع الخطط المناسبة لبدء الخروج من هذه التعقيدات ، المطلوب الآن أن يستعمل أصابعه الماهرة في اخراج قطاع الشمال من هذه الارتباطات ببذل عروض ومحاور وبسط مساحات بديلة حتي يستطيع استدراج غريمه في التفاوض وابعاده عن المساحات التي يتخندق فيها وقد انتبه اتفاق نافع الاطاري مع مالك عقار الى هذا عندما أشار لامكانية السماح للقطاع بالعمل كحزب دستوري مسجل ومعتمد من قبل مسجل التنظيمات وتسري عليه احكام القانون المنظمه لذلك ،، ولكن الدكتور كمال هنا يمسك بيد المريض الذي جاء به اهله متوعكا ويجس نبضه ويدور من حوله ثم يفيد اهله بانه (مريض )!! ثم الدكتور كمال يحبس نفسه في هامش ضيق من المناورات عندما يربط معركته التكتيكيه كلها بياسر عرمان ويظل يكرر انه لايمثل القطاع ولايمثل أهل المنطقتين ، وانه لايجيد أبجديات التفاوض لأنه كتب ورقة من خمس صفحات حشد فيها قضايا المناصير ودارفور وغيرهم .. ثم يفيد امس الأول ان ياسر شخص غير مرغوب فيه كمفاوض!! وكأن عقار والحلو مرغوبان لدى الرجل ؟ المشكله ان الدكتور كمال عبيد مهتم بتثبيت صورته المتشددة والقوية في الوسط الاعلامي وغير مهتم البتة بنجاحه شخصيا في العودة باتفاق ...