عندما يصبح (جون سينا) هو (القدوة)..!! تقرير :وجدان طلحة أصبح (العنف) مهدداً كبيراً لسلوك الاطفال خلال الفترة الماضية، خصوصاً أنهم ظلوا يشاهدون الكثير من البرامج التى توطن لتلك الجزئية، حتى فى بعض البرامج المخصصة لهم، والتى فى كثير من الاحيان تصور لهم ان استخدام العنف هو الحل لاخذ ما يطلبونه, بجانب المسلسلات التى (يعتكف) الكبار لمشاهدتها والتى تكثر فيها مشاهد العنف والدماء ومباريات المصارعة الحرة التى قال البعض انها الاكثر تأثيراً على منح الطفل طابع العدوانية والعنف، واصبحت مشاهدة الطفل للعنف عبر وسائل الاعلام امرا اكثر من عادى , ويمكن ان يتناول وجبه فى الوقت الذى تنشر فيه احد القنوات الاخبارية مشاهد دامية بل وتصويرها لجثث ملقاة على قارعة الطريق او اشلاء فى مناطق الحروب , فى ظل السباق المحموم بين القنوات الاخبارية فى تصوير مشاهد حية لتكون اكثر مصداقية، وتحقق اعلى نسبة مشاهدة ولا تضع فى الحسبان اشياء أُخرى . العنف بالعنف: بعد كل ماتقدم ذكره يصبح ليس غريباً ان يحاول الطفل تطبيق ما يشاهده خلال اليوم وربما اكثر من مرة على اشقائه فى المنزل او زملائه فى المدرسة , لكن دعونا نقول انه اذا حاول تطبيق ذلك على اشقائه ربما يجد من يصده على الاقل الام او اخوته الذين يكبرونه سناً لكن فى المدرسة اذا حدث هذا بالتأكيد لا يجد من يتحدث معه (باللين)، ويكون اثناؤه بالضرب المبرح وبهذه الطريقة يعرف الطفل ان (علاج العنف يكون بعنف مثله ). عجز درامي: مشاهدة الافلام والمسلسلات التى تحتوي على مشاهد العنف في التلفزيون قالت عنها الاستاذة آسيا امين انها المسؤول الاول عن اكتساب الطفل للعنف، واضافت ان الاطفال يفضلون المواد الاجنبية التى يكثر فيها عرض اساليب القتل والحاق الضرر بالاخرين، واستخدام القوة في تحقيق الاهداف , وذكرت ان وسائل الاعلام عموماً اصبحت تحمل اخبار القتل والدمار وارجعت السبب فى نسبة المشاهدة العالية من جانب الاطفال لان قنواتنا السودانية عجزت تماماً عن توفير مادة تلفزيونية جاذبة بالنسبه لهم , ودعت المهتمين بقضايا الاطفال الى انتاج مسلسلات خاصة بالاطفال حتى ينصرفوا قليلاً عن مشاهدة المواد الاجنبية والتى يكثر فيها الخيال الذى وصفته بالهدام . اهتمام بالجريمة: أما الموظف محمد عوض فقال ان الاطفال يميلون الى متابعة التلفاز خصوصاً فى فترة الاجازة الصيفية كما انهم يميلون الى قراءة مواضيع الجريمة , وقال ان جرائم القتل يهتمون بقراءتها وتجد تفاصيلها اهتماما كبيرا لديهم بالاضافة الى جرائم إدمان المخدرات والاحتيال. غياب الرقابة: وبحسب د.سعاد موسى المتخصصة في مجال علوم الاسرة فان مرحلة الطفولة هى من المراحل المهمة فى حياة الطفل وهى المرحلة التى يتعلم فيها الكثير , لذلك يحرص الابوان على ان تكون هذه الفترة هي فترة نماء واضافت ان الوالدين فى الماضى كانا مصدر التربية وما يقولانه يثق فيه الابناء بالاضافة لدور المدرسة , الا انه اضحت هناك مصادر أُخرى.. واشارت الى ان وسائل الاعلام فى الماضى كانت معروفة فإذا اراد الطفل ان يشاهد التلفزيون مثلاً يمكن التحكم فيه , لكن الان تنوعت الوسائل واصبح الحصول على المعلومة سهلا وهذا اتاح فرصة للمروجين ايا كان هدفهم , اما الجانب المهم وهو العنف والمادة المقدمة تعانى من الرقابة, واعترفت د.سعاد ان سلوك الاطفال اليوم صار فيه شئ من القوة والسرعة والحركة والتمرد وقل تأثير الابوين، واصبح القدوة عند الاطفال هم ابطال المصارعة والافلام والمسلسلات التي يشاهدونها بكثرة والتي اصبح تأثيرها يفوق البيت والمدرسة ولا يكون لها هدف واضح وبناء والنتيجة حالة التوهان التى عليها كثير من الاطفال . واختتمت د.سعاد حديثها قائلة: نحن نعلق على عدم اهتمام جيل ال(18_20) سنه الحالى ونصفهم بأنهم لا يهتمون بالابوين ولا احترام الكبير ولا الترحيب بالضيف وقالت ان هذا نتج لأن فترة طفولتهم كانوا يشاهدون مثل تلك الافلام والمسلسلات مع غياب دور التوجيه من الأبوين.