هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته المسح الميداني لبعض المخابز بولاية الخرطوم والذي كشف عن بيئة سيئة يتم فيها إعداد الخبز ينذر بمخاطر كبيرة مهددة ومضرة بصحة المواطن التي تصرف عليها الدولة المليارات، في حين أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، حقيقة ذهلت للتقرير الذي تم نشره عن حالة معظم المخابز بالعاصمة التي يدمي لها القلب وتجعلك في "ذهول" من جراء غياب الرقابة الصارمة التي تسببت في أن تضرب الفوضى أطنابها داخل معظم مخابز العاصمة من عجانات تجاور دورات المياه القذرة بالإضافة لوجود "قطط" تسرح وتمرح مابين صواني الرغيف وهي تنقل العديد من الأمراض، بالإضافة لعدم الاهتمام بالنظافة من قبل العاملين بهذه المخابز فكثيرا مايحدث أن يتناول أحدهم "التمباك" أو يمسح بيده العرق الذي يتصبب من جبينه ويعود إلى قطع الخبز دون أن يغسل يده أو يضع قفازا. هل نعلم أن في كثير من الدول يعاقب "القانون" عمال إعداد الأغذية الذي يعملون بأيدي "عاريه" دون وضع قفاز قبل التعامل مع هذه الأطعمة وذلك لمنع الفيروسات والبكتيريا التي تكون موجودة في الجسم فتؤدي الى تلوث الغذاء. الفيروسات والبكتيريا التي تسبب كثيرا من الأمراض غير مرئية للعين المجردة ولكنها قد تكون موجودة على يديك، وخاصة بعد استخدام الحمام لذلك يستخدم "القفاز" ليمنع إنتقالها من هؤلاء العمال إلى الأطعمة والأغذية عند إعدادها. كما يجب الرقابة على شهادات الكشف الصحي لهؤلاء العمال. ومن المثير للدهشة والعجب أن غالبية المخابز لاتستخدم القطاعة ماعدا في مخبز واحد من بين (200) مخبز شمله المسح الميداني الأخير!! وفي معظم المخابز تجد عمال يبصقون على أرضية المخبز وأعقاب السجائر بالأرض وآخرين عراة أحياناً دون مئزر، وألبسة وأحذية متناثرة فوق مواد صنع الخبز، كل ذلك تسبب في خلق جوّ مناسب للذباب والحشرات التي وجدت لنفسها ملاذا في كثير من مخابز العاصمة. بالإضافة إلى وجود خلل في تطبيق تسعيرة ومواصفات الخبز في وقت كشف فيه المسح الميداني عن التزام (10) مخابز فقط من جملة (200) مخبز ملتزمون بتطبيق وزن (70) جراماً، ومعظم الاوزان في بقية المخابز تتراوح ما بين (50- 55) جراماً!! في غش وتطفيف للميزان متناسين قول الله تعالى (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ). كما أن عملية نقل الخبز للمطاعم والبقالات مازالت تتم عبر وسائل نقل مكشوفة معرضة للأتربة والغبار وأدخنة عوادم السيارات، كما مازالت بعض المخابز تستخدم "برومات البوتاسيوم" المسرطنة كمحسنات للخبز، والتي أكدت أبحاث التغذية خطورتها وتسببها في حدوث مرض السرطان، وثبت في العديد من الدراسات والبحوث التطبيقية على حيوانات التجارب بما لا يدع مجالاً للشك أنها مسرطنة. ومازالت بعض المخابز تستخدمها "خفية" في عدم مبالاة بصحة المواطن. كل ذلك يتم في ظل غياب الرقابة التام عن أهم "المنافذ" التي تتعلق بصحة المواطن، والوضع ينذر بمخاطر فادحة يجب عدم السكوت عليه. من المتعارف عليه في كل بلاد خلق الله أن الشهادات الصحيّة للعاملين بالمطاعم أو المخابز تكون موضوعة في مكان بارز أمام الزبائن ليصبح الزبون هو "المراقب" الأول قبل السلطات ويبلغ عن كل حالة شاذة تتنافى مع الصحة العامة، نقترح مثلاً أن تكون الصالة التي يتم فيها إعداد الخبز أو الطعام بالنسبة للمطاعم مكشوفة من وراء ساتر "زجاجي" ليشاهد المستهلك مايجري من عمليات إعداد الأطعمة وخاصة الخبز واعتقد أنها طريقة ستمنع كثيرا من "المخالفات" التي تتم من وراء حجاب، كما أنها ستكسب المطعم أو المخبز الكثير من الزبائن إذا شاهدوا أن المحل يهتم بقواعد النظافة والبيئة التي يتم فيها اعداد الغذاء. هل تصدقوا بأننا قبل يوم من شهر رمضان أرسلنا لإحضار إفطار بالعمل فوجدنا داخل طبق الفول "موس حلاقة" أي والله بشهادة الجميع "موس حلاقة" داخل جرة فول! وقديما قيل من "أمن العقاب أساء الأدب"، فلا يمكننا أن نهتم برش الذباب والناموس في حملة النظافة التي أعلنتها ولاية الخرطوم هذه الأيام ونغفل عن أهم ماهو مسبب للأمراض وهو البيئة السيئة داخل بعض المخابز والمطاعم بولاية الخرطوم والتي تبيع "السم" للناس، نقول لمن يتولون هذا الأمر هذه أمانة مسؤولون عنها أمام الله تعالى يوم القيامة، فاتقوا الله في هذه الأرواح، (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).