واحدة من مآخذنا على القنوات الرياضية العربية عدم منح الفرصة لكوادرنا من معلقين ومحللين وتركيزها على أبناء شمال افريقيا ودول الخليج ثقة منا بأن السودان غني بأصحاب الموهبة والدراية من قدامى لاعبيين ومدربين أثبتوا وجودهم من خلال الفرص التي أتيحت لهم على قلتها. وسعدنا بما حققه المعلق الشاب ابومدين عوض السيد الذي فرض نفسه في قناة ابوظبي وتألق في التعليق على أكبر الدوريات في أروبا وأمريكا الحنوبية وكان واحدا من أبرز معلقي قناة راديو وتلفزيون العرب(اي ار تي). وبعد ابومدين انتظرنا صوت سوداني جديد خاصة في قناة الجزيرة باعتبارها من أكبر وأعظم القنوات الرياضية في العالم فتحقق الأمل فكانت سعاتنا أكبر بظهور الشاب سوار الدهب الذي أتي الى الجزيرة الرياضية بموهبته المدعومة بعلمه وشهاداته وثقافته العالية ونال مقعده بعد أن حقق المركز الأول من ضمن (20) ألف تقدموا وخضعوا لاختبارات من لجنة ضمت أعظم خبرء التعليق الرياضي بقيادة الهرم المصري أكرم صالح رفيق الراحل كابتن لطيف والأستاذين أيمن جادة ويوسف سيف اللذان يمثلان مدرسة متفردة في الوطن العربي ولهما تجارب ثرة في مختلف البطولات تفوق الثلاثين عاما ولا أحد فيهم يجامل. نال سوار المركز الأول وتم تعيينه رسميا في القناة ضمن ثلاثة ونال شرف أولهم في التعليق على الهواء ولكل الدوريات وكسب ثقة المسئولين في القناة ولاشك أن النجاح وسط أعظم المعلقين العرب أمثال علي سعيد الكعبي وعصام الشوالي وغيرهم هو أكبر دليل على كفاءته وقدراته العالية وهو من أسرة عريقة قدمت للوطن سعادة المشير محمد حسن سوار الدهب الذي ضرب أروع مثل في التضحية بحفظ الدماء فانحاز للشعب وسلمه السلطة لتنجح ثورة 6 أبريل العظيمة وأوفي بوعده وتفرغ للدعوة الإسلامية. قصدت من الحديث عن سوار وأنا أتابع للأسف ما سطره قلة من الزملاء في حقه وأعلم جيدا أنها ردة فعل لانتقاده للإعلام الرياضي وقد وصلهم رأس الصوت (ولبسوا الطاقية) وقد قال الحقيقة والتي يعرفها كل شخص في أن هؤلاء هم سبب ماحدث في قمة الكنفدرالية ومن قبلها وللأسف نفس هذه الأقلام التي هاجمت من قبل الكابتن الرشيد المهدية وطالبت الجزيرة بإبعاده لمجدر قوله للحقيقة وتحليله الموضوعي الذي نال به مكانته وسط المحليين الكبار. سوار عقب اختياره جاء للسودان وقضى أكثر من شهر جمع خلاله كل المعلومات المتعلقة بالكرة السودانية والأندية واللاعبين عبر الأجيال المتعاقبة ومن مصادر ثقة ذكرها وهم معروفون وذهب لدار الوثائق ولم يجد إلا الفترة بعد 1952 والمضحك أن يطالب هؤلاء قناة الجزيرة بإبعاده ظنا منهم أن المسئولين في قناة الجزيرة يطالعون هذا الهرج الذي يدل على التعصب والحقد والحسد. سوار مفخرة للإعلام والتعليق الرياضي وثقته كبيرة في نفسه ولا يحتاج لمن يدافع عنه ولكنني قصدت أن أنصفه لأنني أعرف رأي أساتذته وزملائه الذين لا يجاملوون وأقول له كما قلت من قبل للرشيد المهدية أبشر بطول سلامة ولو كان هناك من يستحق الإيقاف هم الذين يقودون الفتنة في الوسط الرياضي يسيئون للناس ويرمون الاتهامات دون أن يحاسبهم أحد. حروف خاصة مشكلتنا أننا لا نرى جميلا في كفاءتنا ولكننا نجمل قبيح الأجانب بدليل أننا نفخر بتعليق المعلقين العرب لفرقنا وندعوهم السودان ليعلقوا على مبارياتنا ونبالغ في الاهتمام بهم ولا نفعل ذلك مع كفاءاتنا بدليل أن سوار كان قبل أيام في السودان لتلقي العزاء في وفاة والده ورغم نشر التعزية لم يجد من يشاطره أحزانه إلا القلة.