قيل إن الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر كان سعيداً بكتاب كتبه في شبابه عن أديب فرنسي "فلوبير" وعندما سأله البعض عن إهتمامه بأديب فرنسي يفصله زمن عن زمنه كان يجيب ان الكاتب الذي يدير ظهره لاسلافه ولا يعيد قراءتهم إنما هو كاتب لا يستحق ان يكون من ضمن الكتاب، وهذا الأمر اخال أنه ينطبق على الشعراء والأدباء والجميع على حد سواء فالرجوع إلى التراث مطلوب وواجب كل شخص.. وهذا الأمر يجب أن يتم تشجيعه على نطاق الشباب والطلاب والطالبات من خلال مشروع توعوي تثقيفي يسلط الضوء على الناجحين من أبناء هذا المجتمع وإنجازاتهم. وهنا يطرأ على ذهني عالم الفيس بوك واقول عالم لانه أضحى عالماً حقيقياً يرتاده الآلاف بل ان بعض الشعراء تخرجوا منه.. وحسب ملاحظتي الشخصية فهنالك مجموعات تهتم بالتراث السوداني ومنها "غنانا السمح" للأستاذ الاخ معتز مكاوي وتلك تربط ما بين الفن اليوم والفن زمان حيث تعطي الشباب فكرة عن شعراء الحقيبة وأغنيات الزمن الجميل ومن أعضاء هذه المجموعة الفريدة الشاعر محمد بابكر المبشر حدق شاعر اغنية بعد الفراق التي تغني بها الفنان محمود عبدالعزيز والذي كتب قصيدة في مجهودات هؤلاء الشباب وسماحة الغناء السوداني الذي يستحق ان يكتب عنه.. على النقيض من تلك المجموعة هنالك قروب صادفني يديره بعض الشباب السوداني حسب ذكرهم "رغم شككي في ذلك" وفيه يتحدث هؤلاء عن كسل السودانيين وبعض الصفات الأخرى التي تميز السوداني دون سواه مثل عدم احترام الزمن.. فوجدتني اقول ما قد يقوله كل من يقرأ لهذه المجموعة "وأنتوا قاعدين تعملوا شنو؟ إذ أن التغيير هو مسؤولية الشباب وهذه السلبيات التي تتحدثون عنها إذا كانت موجودة فعليكم البدء بمعالجتها.. ان العودة إلي تراث السلف كما عاد اليه سارتر وارساءه في حياتنا سوف يساعد في ضبط بعض الأوضاع الفوضوية والصور المعكوسة التي نشاهد بعضها أيامنا هذه والمثل السوداني يقول:"الما عندو كبير يشتري ليهو كبير" إذ ان الماضي مرتبط بالحاضر ولا رأيكم شنو؟