هكذا جاء مانشيت "السوداني" ليوم الاثنين الثالث من سبتمبر الحالي، أقطع دراعي لو رئيس التحرير الأستاذ ضياء الدين بلال، فاتت عليه وضع علامات تعجب أو إستفهام بنهاية المانشيت (الخبر)!!.. وأقطع دراعي الأخرى لو كلمة (القادم) لوصف شهر نوفمبر سقطت سهواً.. جاء المانشيت هكذا، ليفتح شهية الكتاب والمتابعين والمهمومين ليبدوا رأياً في هذا الخبر (الملهاة) الذي تكرر على مدى جيلين كاملين.. ولم يتحقق.. بل ولن يتحقق.. على المستوى الشخصي، لقد إنتظرت لهذا المؤتمر أن ينعقد لما يزيد عن أربعة عقود، بل أزيد ولم يحدث.. عندما إنتظمنا وإلتزمنا بالفكر الإتحادي (العظيم) بداية السبعينيات وقدنا نضالاً وطنياً وسياسياً بالأسكندرية، كنا في ذروة الحاجة لهذا المؤتمر.. فالإنصياع الأعمى لأوامر (لندن) وإشارات السادة، لم تكن لتتناسب وفورة شبابنا وقوة عزيمتنا آنذاك.. كنا نرنو للمنطق وللمنهج وللتنظيم وللتطور وللعدل والمساواة وللشفافية في الممارسة الحزبية على مستوى الحزب.. وكنا نحلم بعودة (الشق الثاني) من الحزب لنصبح الأقوى على كل الساحة السياسية.. (كم فرع الآن للقوى الإتحادية؟؟).. وكنا نعمل بجد لخلع المايوية بكل جبروتها وتصلفها و(أمنها) وجيشها ومن خانونا فيما بعد، وتناوبوا الركوب فوق بعضهما البعض؛ ليصل كل منهما أو أي منهما لغايته.. والأمر بين وممتد الأثر إلى يومنا هذا.. كنا شبه متأكدين من صحوة السودان وتسنمه لقيادة الدول العربية (لم أقل الإسلامية) والقارة الأفريقية.. والعالم الثالث.. وسؤال إعتراضي: أين تقع معظم الدول الإسلامية؟ أليست في هذه المناطق المذكورة آنفاً؟؟.. أبناؤنا قد يفاجأون بما نكتب اليوم، لأننا أخفينا أحزاننا في صدورنا وحجبنا أحلامنا حتى عن عيوننا.. قطَّعنا كل شئ في مصاريننا.. وهجرنا السياسة.. فقد خابت الآمال وهمدت، بعد أن تضاءلت على المدى.. وطفا على السطح نفر أعاقوا (ومازالوا يعيقون) الفكر الإتحادي النقي.. لقد كانت قناعاتنا، وما زالت، بأن (إنقاذ) السودان الحقيقي لا يتأتى إلا ب(إندياح) الفكر الإتحادي المتجرد، والذي فيه تتطابق الأفعال مع الأقوال- كا يشير ديننا الإسلامي الحنيف- وتتفاعل فيه الآمال والطموحات مع المقدرات.. وتختفي فيه (الأنا) ويتجلى فيه نكران الذات.. الإتحاديون (الأصليون!!) كانوا يقطعون من لحم أجسادهم لتمويل الحزب والصرف على الوطن.. كل الوطن.. أما (الآخرون) فيتشابهون.. ويتطاولون (...) ويكذبون ويتهاونون ويتزوجون (الوزارات) مثنى وثلاث ورباع وخماس.. ودي مرضة (ناسنا) المزمنة.. ولكل جماعة مرضها المزمن.. والعياذ بالله.. والسؤال الأهم: من هنا إلى نوفمبر (المعني)، تقوم بلاد وتقع بلاد.. فهل يشهد نوفمبر القادم أي (شنكبة عنكبة) تذكرنا بنوفمبرات قديمة؟ وهل إذا توصلت محادثات أديس أبابا ل(أشياء) إيجابية وعم الخير بوادينا والحضر، تكون هناك حاجة للمؤتمر العام (الأول) لفصيل من فصائل الإتحاديين.. أقل من ستين يوماً تفصلنا عن نوفمبر.. والإنتخابات الرئاسية الأمريكية!!!!!!.. جنس خرمجة في الكتابة والتفكير.. أتقول حسانية!!..