الطقس السياسي في القضارف غائم فصيحفة «التيار» نشرتها الجوية تحدثنا بأن الوالي كرم الله يطالب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وأن مدرسة داخل حزبه المؤتمر الوطني توافق على التطبيع مع إسرائيل وصحة الخبر على الناشر وتذهب الزميلة التيار أن الوالي قال إنه حال تسنمه لحقيبة الخارجية سيطبع العلاقة مع دولة العدو إسرائيل.. لكنه إستدرك أنه «مزارع».. ولكن المزارع لن يصبح وزيراً للخارجية وأن الوالي قد أصدر قراراً بفصل الغابات الولائية ووجه بعدم إستقبال أي مسؤول من الغابات الإتحادية ولن يلتقِ مدير الغابات الإتحادية د. عبد العظيم ميرغني ولن يقدم دعماً للدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والخدمة الوطنية وأشار الى فتح بلاغات ضد الصحفيين ووصفهم حسب ما جاء في الخبر أن بعض المراسلين الصحفيين أصحاب أجندة وعديمي أخلاق لا يهمنا كثيراً إستقبال الوالي لمدير الغابات ولكن يهمنا أن دستور هذه البلاد قد فصل مستويات الحكم مستوى إتحادي وولائي ومحلي فالغابات الإتحادية لها سلطانها بحسب ما جاء في الدستور والصحافة لها مسؤولياتها التي لا يتحكم فيها والي أو غيره فالقانون منحها حق النقد فلا حاكم فوق النقد فهي سلطة رقابية ومحكمة مجتمع تمارس حريتها وفق القانون لا وفق إرادة حاكم أو مسؤول فالعالم من حولنا يتنفس الحرية فالحرية اكسجين الكتابة ولكن في ما يبدو أن الحرية الصحفية في القضارف تتناقص لأن واليها يريدها أن تتنفس في داخل أكياس بلاستيك ولكن هذا ما لا يكون فالوالي شخص عام والأمر شأن عام فمن لا يريد أن ينقد فليترجل ويستقيل وللوالي كرم الله إن ضاق بنقد الصحافة أن يستقيل وما علينا في قراراته تجاه الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والخدمة الوطنية لكن يهمنا مطالبته بالتطبيع مع اسرائيل ونقول له ترجل وأرحل فالتطبيع مع إسرائيل خط أحمر وجريمة بائنة فالقضارف التي تحكمها شعبها لن يرضى بالتطبيع ولن يكون هناك تطبيعاً مع اسرائيل ولن يرحل الفلاشا اليهود من مطار العزازة فإن كانت هناك مدرسة للتطبيع بالمؤتمر الوطني فهي مدرسة جواسيس وعملاء للصهاينة ولو عرفناهم لقطعنا دابرهم فالخرطوم ستظل خرطوم اللاءات الثلاثة فمعركتها مع الخرطوم لن تنتهي ولو أرادت الخرطوم العيش الهني لقبلت بالتطبيع وكم من مرة عُرض التطبيع لها لكنها رفضت فثوابتها لا تطبيع ولو حسب كرم الله أن إمارته للقضارف تمنحه حق تجاوز الثوابت فإنه مخطىء فالذي ينطق بكلمة التطبيع سنقطع لسانه لأنه تجاوز ثوابت الأمة فالجواز السوداني المدموغ بعبارة «كل الأقطار ماعدا إسرائيل» رسالة وتذكرة أن لا تطبيع مع إسرائيل فمن أراد إسرائيل فليذهب اليها وسيجد هناك عبد الواحد وسواقطه فالخرطوم لا تقبل عملاء لإسرائيل ولا جواسيس لها كانوا في المؤتمر الوطني او أي كيان آخر والذي لا نشك فيه أبداً أن مدرسة المؤتمر هي مدرسة الجهاد ضد اسرائيل وعملائها مدرسة الجهاد ضد الصهيونية وحلفائها مدرسة جهاد ضد الأمبريالية والماسونية وربائبها فما يجري على ساحة الوطن من إستهداف خارجي لأن المؤتمر الوطني رافض للتطبيع ورافض للإنكسار.. لكن في ما يبدو أن هناك اعداءً للوطن مختبئين في عباءة الكلمات السياسية وأن أسماك «القرش» تريد ان تلتهمنا بخبزة التطبيع تريد قتلنا بالتقسيط لا بالجملة تحاول تدجيننا وقمعنا ورشوتنا وغسل أدمغتنا لتأتي من بعد الجرافات الإسرائيلية وتهدمنا فالتطبيع يأتي من بعده الهدم وستغرق السفينة بكل ماعليها النيل والأرض والغابات والقضارفوالخرطوم ودنقلا والفاشر والعلم والرغيف والأمن والسلام والطمأنينة والنظام الإجتماعي.. وستدفق موائد القمار والعهر نهراً من الحقد اليهودي.. وستلمع نجمة داؤود فوق المآذن فلا نجد إلا حائط المبكي وقبل أن نراجع ونتراجع ليت الذي يحلم بالتطبيع أن يقرأ ويتأمل قوله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً) وأن يتدبر قوله تعالى (لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم) وأن اليهود أشد كراهية للمسلمين فلو كان فيهم خيراً لما أخرجهم المصطفى من دولة المدينة فكيف لنا أن نطبع العلاقة معهم وهم يحولون اطفال غزة الى عصافير مذبوحة في موائدهم كيف نصالحهم ومعركتهم معنا لم تنته بعد فالمعركة مازالت دائرة معهم في تلودي وهجليج والنيل الأزرق فالمعارك التي تدور رحاها ليست مع الجنوب فالجنوب وحركات دارفور يحاربون بالوكالة يحاربون بسلاح إسرائيل وبخطط اسرائيل..أجزم أن التطبيع كوميديا خارقة الهزل «لا تجد أحداً يضحك عليها»..