مخطىء عرمان وعقار والحلو .. إن هم فهموا بأن الجلوس معهم.. يعني إنتصار.. لحركتهم.. فما يسمى بقطاع الشمال بعد الإنفصال.. يصبح إرتباطه بدولة الجنوب.. إرتباط «عمالة» وطبعاً أننا نفهم تماماً.. بأن القطاع هو ضنب الضب.. لذا كان لابد أن يفرق هذا الضنب.. ولما فرفر في كادوقلي.. بعض الهزيمة ولما «فات روبو» في الدمازين لحس مرارة الهزيمة.. فإذن جلوس القطاع مع الحكومة.. جلوس مهزوم مع «هازم».. ويفهم هذا الثالوث العميل أنهم «جاءوا» لهذا التفاوض محمولين على عنقريب رؤسائهم في جوبا.. حملوهم ليتخلصوا منهم ليساوا مع حكومة السودان أمورهم.. فوضعهم في هذا الوقت العصيب.. كما وضع اليمن الجنوبي في أُخريات دولة السوفيت.. فاليمن الجنوبي كان يعيش على السوفيت.. كما هو معلوم.. فما كان من قور باتشوف إلا أن قال لرئيس اليمن علي سالم البيض نحن في نهايات حكمنا.. إذهب لليمن الشمالي وخارج نفسك.. لكن غباء الثالوث السياسي أن ظن الجلوس للتفاوض يعني فرض أجندتهم وطموحاتهم واشواقهم.. فطار خيالهم وحملهم بعيداً فجاءوا بما سموه حل مشكلات دارفور والشرق والسدود.. وكمان مشروع الجزيرة.. فقطاع الوهم.. تجاوز حدود التفاوض.. فالتفاوض معه سيكون حول «القوات» والعمل السياسي وأشياء أخرى ليس من بينها دارفور أو الشرق.. فلا أحد يعترض ويرفض الحوار مع القطاع لتفكيك قواتهم.. بإستيعابهم في الجيش أو القوات النظامية الأخرى او التسريح.. فلا يقبل أن يكون لقطاع الشمال ككيان سياسي.. مليشات والتفاوض معه حول فك إرتباطه بدولة الجنوب وبالحركة الشعبية «الأم» وطبعاً هذا شىء طبيعي.. فالذي يريد أن يمارس العمل السياسي.. لابد أن يلتزم بقانون تكوين الأحزاب.. فلا حزب سياسي يملك تنظيمات مسلحة.. ولا حزب سياسي يكون له إرتباط فكري وتنظيمي مع حزب أجنبي.. فالحركة الشعبية أصبحت تنظيماً سياسياً أجنبياً.. فقطاع الشمال كعادته لا يهدأ له بال إلا إذا أعمق الخلاف بين الشمال والجنوب.. فوقف ضخ البترول.. كان ورائه عرمان.. وواضح من عرض مطالب «الثالوث» القذر .. أنهم قصدوا الثاني من اغسطس تاريخ انتهاء الفترة التي حددها مجلس الأمن.. لطرفي السودان وحكومة الجنوب.. فالقطاع «مقطوع الطاريء» يريد تعقيد المشكلات ليدخل الخرطوم تحت البعد السابع.. ولكن حسابات القطاع مغلوط.. وسقفه في المفاوضات غير واقعي وغير راشد.. فالقطاع بطرحه القج القذ.. جاء يلبس عباءة ما يسمى الجبهة الثورية.. التي يترأسها المأفون عقار ولكنها عباءة ممزقة ومهترئة.. عباءة لن تغطي عورته.. فقضية دارفور حسم أمرها في الدوحة والشرق إنتهى في أسمرا.. والحديث عن قضايا المتأثرين بالسدود بضاعة كاسدة وركوب حمير «بحري» مزايدة سياسية لا تجد من يشتريها.. ولكن الجديد.. هو مشروع الجزيرة .. وطبعاً بالتأكيد مشروع الجزيرة من أفكار.. ياسر سعيد عرمان سعيد.. البعيد كل البعد عن المشرووع وعن الجزيرة.. فهو لا يعرفها ولا يعرف مشكلاتها لأنه بعيد عنها أخلاقاً وسلوكاً فلا أدري ماذا يريد عرمان.. هل يريدنا في الجزيرة أن نحمل معه السلاح لتحقيق أجندة «أسياده» في واشنطن وبريطانيا هل يريدنا أن ندمر بلادنا برغباته السوداء تقسيم عرقي واقليمي وتحريش ليتمزق السودان.. ويصل هذا الإنقسام والتشتت إلى القلب.. إلى الجزيرة .. قلب الجسد لتنهار الدولة وتعم الفوضى الخلاقة.. ويهبط الثالوث عقار الحلو عرمان.. حكاماً على دولة قائمة على تلال رماد.. هذا هو المخطط.. ولكن هيهات لهم.. ٭ أخيراً : أعتقد أن على الوفد الحكومي أن لا يضيع وقته مع قطاع الشمال.. لأنه أصل لم يأت لأجل التوصل إلى اتفاق يصنع السلام.. فالقطاع منظومة لتجار سياسة بارت بضاعتهم فلا هم في نفير السلام ولا في غير الإستقرار..