وبرتكول الترتيبات الأمنية قضي بفض الإرتباط بين الفرقة التاسعة والعاشرة.. وجيش دولة جنوب السودان وهذا يعني تجفيف قوات الحلو - عقار - وبهذا لم يبقَ أمامهما إلا العمل على عملية الدمج.. أما بالاستيعاب في القوات النظامية أو التسريح.. فحكومة الجنوب الموقعة على البرتكول بعد فضها للإرتباط المعني به مباشرة ما يسمى بقطاع الشمال تركت فرصة لقوات الحلو - عقار للإندماج في الدولة السودانية لتلتفت الى قضاياها الخاصة.. قالت لعقار.. والحلو.. وعرمان لا تثريب عليكم .. فأنتم الطلقاء ولم تقلها دولة الجنوب وحدها.. بل قالتها امريكا لثالوث ما يسمى بالقطاع.. عندما ركضوا كنعامة مذعورة قالت لهم امريكا أمشوا شوفوا ليكم مخرج في أديس أبابا.. فالإتفاق الذي تم توقيعه بين البشير وسلفاكير لأجل استقرار الدولتين ولأجل السلام العالمي.. واستقرار المنطقة.. فالإلتفاف واللف والدوران لايجاد (كيان) باسم قطاع الشمال - لا يمكن- فقد انتهى الدرس ولا نكوص ولا رجعة من الاتفاق.. فأي محاولة لإحياء ما يسمى بقطاع الشمال هو ضرب من الخيال وحرث في بحر.. فلا إتفاقية ثانية ولا نيفاشا أخرى.. فالمتاح هو جلوس أبناء الولايتين لحل القضايا والتي في مقدمتها عملية (الدمج).. أبناء الولايتين ممن كانوا في الحركة الشعبية.. والوفد الحكومي جلوس لا علاقة له بما يسمى قطاع الشمال.. فالإتفاق الأخير فض الارتباط العسكري والسياسي.. ومتاح لعقار والحلو إنشاء حزب سياسي وفق قانون الأحزاب.. فمخطئ الذين يهرولون وينبطحون لعقار والحلو.. فهم واهمون بأن الحلو (قوة) وأن عقار (شيء).. يا هؤلاء المرتجفون الحلو سلعة منتهية الصلاحية.. فقد استنفد أغراضه.. ضرع حلبته الحركة الشعبية فجف.. فأصبح كعنز عجفاء.. وعقار هو الآخر كما يقول المثل (ثوراً كمل كرا).. اعتصرته الحركة وحلبته ورمته قطعة ليمون جافة.. والمؤسف أن (البيعة الخاسرة) ثمنها كان أبناء النيل الأزرق الذين زجّ بهم عقار في إتون حرب.. لم يجنوا منها إلا التشرد والدمار.. فقد كانوا يحاربون (بالوكالة).. وأبناء النوبة عماد جيش الحركة هم الأكثر خسارة.. فالحركة باعتهم بثمن بخس.. فهم عندها مجرد مرتزقة فحتى لا يفقد أبناء الولايتين الكثير فأمامهما (الوطن) وإتفاقية التعاون.. أمامهما التوجه الى عملية (الدمج) دون أن يرجعوا الى من باعوهم وتاجروا وأثروا باسمهم.. فليرموا ما يسمى بمظلة (قطاع الشمال) المظلة التي لم ينالوا منها غير التشريد والجوع والموت.. وليتذكروا ما فعله هذا (القطاع) برفيقهم تلفون كوكو أين هو الآن؟ ما مصيره؟ فهذا (القطاع) لم يقدم للوطن غير تقطيع أوصاله وزجه في متاهات المحن.. فالذين يريدون الحوار مع (القطاع) يريدوننا الرجوع الى ما قبل إتفاقية التعاون التي وقعها الرئيسان يريدوننا أن نرجع الى نيفاشا جديدة مع (القطاع).. كفى خوفاً وإنبطاحاً.. فالقطاع الاتفاقية قطعته إرباً إرباً.. فلماذا تخافون منه؟ فالقطاع أصبح أشبه بضنب الضب.. فأصبح القطاع أيها المرجفون لا يملك أدوات ضغط.. أصبح بلا أظافر بلا أنياب فدابة الاتفاق قد أكلت منشآته وخرّ صريعاً.. فعجباً أن يطالب (البعض) من المحسوبين للمؤتمر الوطني بالجلوس مع (القطاع).. ولا أدري لماذا يريدون إحياء (الميت).. لا شيء غير أنهم سكن الخوف في قلوبهم.. ولهم أن يخافوا.. لكن ليس من حقهم أن يدفعوا الوطن نحو الانكسار.. فلا جلوس مع قطاع الشمال.. لأن الواقع لا شيء على المسرح (السوداني) بما يسمى قطاع الشمال.. فقد انتهى (القطاع) بإنفصال الجنوب. ٭ فليس أمام عقار والحلو.. إلا العودة لحظيرة الوطن.. مواطنون عاديون أن يلقوا السلاح ويجلسوا مع الآخرين لحل قضايا ولاياتهم.. (فالعرجا لي مراحه) والوطن يسع الجميع.