اسرائيل الدولة المعتدية من أجل جندي وقع أسيراً في يد حركة حماس الإسلامية .. أبادت الأطفال والنساء في غزة .. وارتكبت جرائم يندى لها الجبين الإنساني .. فحصار غزة هاشم .. جريمة لا تغتفر .. فإذا كانت اسرائيل المعتدية والظالمة لشعب دنست أراضيه ودست كرامته .. والعالم أجمع يرى الظلم ويسكت .. فما بال دولتنا تسكت عن ظلم مواطن سوداني .. تسجنه حكومة الجنوب ظلماً .. اتفق الناس حول تلفون كوكو .. أو اختلفوا فإنه في النهاية مواطن سوداني .. عجبت للإتفاق الذي تم بين الدولتين .. السودان ودولة جنوب السودان حول تبادل السجناء .. ولم يشمل هذا الاتفاق السجين تلفون كوكو .. وإعتبار أن قضية تلفون كوكو قضية أخرى .. وهنا نسأل ما هي الجريمة التي إرتكبها تلفون؟؟ فتلفون يا سادتي لم يرتكب جريمة حتى يودع السجن .. فالرجل كغيره من أبناء النوبة .. الذين انضموا الى حركة التمرد .. رأى أن الحرب هي الحل .. رأى أن طرح الحركة الشعبية هو الطرح الذي يحقق أهدافه .. فسواء أن كانت رؤيته خطأ .. ففي النهاية هي رؤية وقناعة شخصية .. ففي النهاية برؤية شخصية .. إقتنع أن الحركة الشعبية .. قد استغلته واستغلت أبناء النوبة .. فصدع برؤيته .. وشرح باستفاضه عن مرامى وأهداف الجنوبيين .. فتلفون كوكو أوضح وبشفافية خلافه مع الحركة ومع عرابها قرنق .. فتداعيات إجتماع رمبيك العاصف .. كشفت له .. استغلال الحركة لأبناء النوبة .. فحتى لا ينساق أبناء النوبة وراء شعارات الحركة الزائفة .. وقف وبصلابة ضد هذا الاستغلال .. فانطلق من فوق المنابر يكشف زيف الحركة .. فالمواطن تلفون كوكو .. حارب من أجل النوبة .. وخالف الحركة الشعبية من أجل النوبة .. لم يبع نفسه لأحد .. بل سجل موقفاً بطولياً .. مدافعاً عن قناعاته .. ولما ذهب الى جوبا .. ذهب لأجل قضية النوبة .. فالذين دفعوه للذهاب الى جوبا .. من أمثال عبدالعزيز الحلو هم الذين نصبوا له الشرك .. بخبث ونزالة ساقوه ليوقعوه في الفخ .. وبدلاً من أن يجتمع مع سلفاكير حسب ما هو متفق مع الحلو وزمرته .. اجتمعت الأغلال في رجليه حبيساً في غياهب سجون حكومة الجنوب .. فمن دون محاكمة أُدخل السجن .. دون مراعاة لتاريخه في حركة البؤس .. وبهذا السجن غير المبرر تجاوزت حكومة الجنوب .. كل القوانين .. وانتهكت حقوق الإنسان .. فالجريمة أن تلفون أُختطف .. عبر مؤامرة .. وراؤها الحلو .. فالحلو .. الذي يفاوض في أديس أبابا .. متهم باختطاف تلفون كوكو .. ودولة الجنوب متهمة بانتهاك حقوق الإنسان .. وحكومة السودان متهمة بأنها سكتت على الجريمة التي اقترفتها حكومة الجنوب .. وإنها لم تدافع عن أحد منسوبيها .. فكان على الأقل أن تكون قضية تلفون كوكو .. قضية ضمن أجندة التفاوض.. فالإنسان أكرم من الأرض.. فالإنسان خليفة الله في الأرض .. والأمم المتحدة والضمير العالمي متهمان .. بأنهما لا يحترمان كرامة الإنسان .. وأن كل ما يقال عن حقوقه .. مجرد هراء وكذب .. فلا ضمير للمجتمع الدولي .. الذي هو الولاياتالمتحدة .. ولا حكومة أممية .. تحترم ذاتية الإنسان .. فالمواطن تلفون كوكو .. دولته .. عاجزة عن حل مشكلته .. فأين الضمير الإنساني؟؟ هل إنتهى بعد إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الذي في مقابل فك أسره .. دفعت اسرائيل بمئات الأسرى الفلسطينيين .. فدولتنا ليس لديها أسرى جنوبيين .. وتلفون لم يتم أسره في حرب .. فهو سجين .. بلا جريمة فإطلاق سراحه .. هو مطلوب إنساني .. فحتى ولو كان الحبس بأسباب سياسيةس .. فمن حقه .. أن يعبر عن آرائه وأفكاره .. وإن كان بسبب مخالفته لقوانين ولوائح جيش الحركة .. فالمواطن تلفون كوكو .. من بعد إنفصال الجنوب .. هو مواطن سوداني لا علاقة له بالجيش الشعبي فاتفاقية نيفاشا التي شهدت عليها الحكومة الأممية والعالم أجمع .. قالت إن جنوب كردفان هي ولاية شمالية .. وبالتالي فالمواطن تلفون كوكو مواطن من رعايا دولة السودان .. فمؤسف جداً أن تكون قضية تلفون ..ليست من بين القضايا التي تناولتسها المفاوضات .. في وقت تتناول المفاوضات مسألة الحريات الأربع.. أي حريات هذه مع دولة لا تحترم القوانين الدولية .. ولا تحترم سيادة الدول .. أي حريات هذه مع دولة .. تنتهك حقوق الإنسان ولا تحترم حق الجيرة .. فإعتقال وسجن تلفون كوكو .. لهو دليل واضح .. أن الحريات الاربع .. التي تلهث وراءها حكومة سلفاكير شرك ومصيدة للسودان .. فما وراء الحريات الاربع مؤامرات ودسائس .. وأطماع .. وأخيراً .. أطلقوا سراح المواطن السوداني تلفون كوكو .. وكفى..