الدول الإستعمارية لم تغادر بلداً إلا وتركت فيه مشكلة حدود مع جيرانه.. اثيوبيا والصومال «اوقادين» السودان ومصر (حلايب) وغيرهما.. فالحدود هي الغام استعمارية لخلق التوترات بين الدول.. توترات تعود بالنفع إلى الدول الاستعمارية فاتفاقية التعاون بين السودان ودولة الجنوب اتفاقية لصالح الشعبين فتأجيل ملف الحدود وأبيي من صالح الشعبي.. فأي اتفاق لو تم في هذه الظروف سينسف الاتفاق ويأتي بالحرب.. فالظروف غير مواتية لترسيم الحدود.. فالأمر يحتاج إلى بناء ثقة بين الطرفين فالاستعجال يضر الاتفاق.. فالمطلوب الثقة والتعايش السلمي تعايش سلمي بين مجتمعات مناطق الإلتماس والمطلوب التنمية ولنسأل أنفسنا متى تم ترسيم الحدود بين السودان واثيوبيا.. والسودان وتشاد.. إذن لا شيء مزعج يجعلنا نستعجل لعملية الترسيم فالايام كفيلة بالحل.. فالاتفاقية التي تمت بين الرئيسين البشير وسلفاكير ليست لصالح الجنوب وحده.. فالسودان كسب حدود آمنة حدود بشهود دولي في مناطق منزوعة السلاح.. وهنا يأمن الوطن شرور تجار الحرب من حركات مسلحة وغيرها.. ويتقطع الطريق لما يسمى قطاع الشمال ولا يبقى للقطاع إلا الإندماج في (الدولة) سياسياً إذا أراد أن يمارس العمل السياسي ودمج قواته عبر اتفاق الترتيبات الأمنية.. فلا فرقة تاسعة ولا عاشرة.. فالاتفاق فض الإرتباط بقطاع الشمال.. فهنا يكون السودان حسب ماجاء في الاتفاق قد أنهى وجود جيش (تاني) ليصبح فيه جيش واحد.. فهذا هو المكسب ولو أن اتفاقية التعاون لو جاءت بهذا المكسب لكفاها فإنتهاء الحرب يعني الإستقرار والإستقرار يأتي بالتنمية.. فبلادنا وبحمد الله غنية بمواردها وانسانها وما كان ينقصها شيء غير الإستقرار فالرئيس البشير في عملية (تتعاونون) رمى الطاولة في وجه الذين يتربصون بالسودان.. وقدم للعالم نموذجاً لرجل السلام ولا يحتاج لجائزة نوبل فكفاه أن صنع السلام في نيفاشا.. وهاهو يصنعه في أديس أبابا فقد أوصد الباب في وجه الذي يتحرشون بالسودان والحاملين باحتلاله تحت البند (السابع) فخاب فالهم.. فالبشير أتى لوطنه بالإستقرار وبهذه العملية سيكسب الجنوب كما قلت الإستقرار ليبني دولته الوليدة وسيكسب السودان أكثر من مليار دولار من عملية ضخ البترول.. وبالمقابل سيكسب الجنوب مليارات الدولارات من نفطه الذي يمر عبر الأراضي السودانية وهي أراضي آمنة.. وسترفق أكثر من مائة وسبعين سلعة من السودان إلى الجنوب ففتح الحدود سيحدث حراكاً اقتصادياً يعود بالنفع للدولتين فلابد أن نعترف أن القطيعة لم يتأثر بها الجنوب وحده فقد تأثرنا بها فقد أحدثت أزمة اقتصادية وكساداً تجارياً فتدفق هذه السلع ستضخ عملات صعبة في شرايين اقتصادنا.. فصدقوني الخاسر في هذه الاتفاقية هي الحركات المسلحة وتجار الحروب أمثال عرمان وعقار والحلو.. فقد خسروا خسارة كبيرة بعد الاتفاق على الترتيبات الأمنية فالاتفاقية التي تمت بشهود دولي نزعت اأسنان تجار الحروب وجعلتهم أسود بلا أسنان.. فقد انتهت مسرحية الإبتزاز والنفخة الكذابة فما قام على باطل فهو باطل.. فالبشير الذي قدم لوطنه السلام يفتح لهم الأبواب مرة أخرى كمواطنين سودانيين لهم واجبات وعليهم حقوق وليعلموا أن الوطن قد تضرر كثيراً من إسقاطاتهم.. وأن العيون مفتوحة ترصد دبيب النملة.. فالسلاح الذي يهرب معلوم والخرطوم التي صدت الغزاة قادرة على صدهم ولهم أن يجربوا (فالموية يتغلب الغطاس) فالبشير بحكمته وصبره نزع كل الفتايل وآخرها.. كان فتيل الجنوب لا لشيء غير انه يؤمن بالتعايش السلمي وحسن الجوار فالتفاهمات مع تشاد قضت على العدل والمساواة وفي الشرق كان السلام الذي تنزل على الأرض.. وليبيا أوصدت أبواب الفتن ومصر الشقيقة رئيسها الهمام د. مرسي يرسل رسالة إلى العالم أجمع فمن منصة الاممالمتحدة بأن السودان الذي ضحى لم يجد الدعم من العالم وأن الوقت قد جاء لدعمه هذا هو مرسي لا حسني مبارك الذي كان عدواً للسودان وشعبه حسني الذي كان وراء كل الأزمان التي وقعت على السودان لم يكتف مرسي بهذه الرسالة بل شرع من مشروع للسكة الحديد بين مصر والسودان.. فالتعايش السلمي في وجود الحدود المرنة.. ووفقاً للقانون الدولي سيكون قطار واو- الخرطوم قادراً على بناء الثقة وحسن الجوار وتبادل المنافع بين السودان والجنوب فعملية (تتعاونون) هي مسارات رعي ولوريات وشاحنات بين كوستيوالرنك.. عبر طريق السلام الطريق الذي شيدته حكومة البشير المتهمة من جماعة (الرازة ونطاحة) بانها فصلت الجنوب فطريق الرنك يدحض أقوالهم فمشروع الانفصال بدأ قبل الاستقلال في 6591م فالحرب التي دارت هي من أجل مشروع الانفصال.. فالبشير رجل سلام لا تاجر حرب.. وأخيراً فليسكت الخرصون والمتفيقهون وعبدة النصوص فعملية (تتعاونون) قد القمتهم حجراً خشناً..