حكومة الجنوب أبلغت حركات دارفور المقيمة بدولة الجنوب.. في الجنوب أو على الشريط الحدودي.. بالإنسحاب من أراضي دولة الجنوب.. فحكومة سلفاكير التي بدأت ترتب في بيتها الداخلي.. لمقابلة مطلوبات إتفاقية التعاون مع السودان لم يكن أمامها إلا إبلاغ الحركات بهذا القرار.. فالحد أصبح في «الطندبة» كما يقول المثل هناك التزام من حكومة سلفاكير للمجتمع الدولي فأي نكوص عن الإتفاقية فله ما بعده لذا من باب الأخلاق أن لا تخرج حركات دارفور سلفاكير وحكومته وتشوف ليها «صّرفه» تانية وأظن أن الدنيا قد ضاقت عليها فكل دول الجوار أصبحت مقفولة عليها فلا حل لهذه «الحركات» المتسولة إلا الدخول إلى بوابة «الدوحة» فلا باب جديد إلا «الدوحة» فمن دخل منهم «الدوحة».. فهو آمن وبذات الإتجاه فإن حكومة سلفاكير التي بدأت تكنس في الطرق التي كانت مليئة بالأشواك الطرق المؤدية لعلاقة جوار حسن مع السودان فالأخيار جاءت تحمل نبأ حل جهاز الأمن بالجنوب.. بل همس يدور أن اللواء مريال موار مدير الجهاز قد تم اعتقاله وأن خميس شول مستشار وزير الداخلية قد تم إعفاءه من منصبه.. فمهما يكن فإن حكومة أديس أبابا فيما يبدو فأخطارها لما يسمى «بقاطوع» الشمال لترتيب أوضاعه جزء من برنامج حكومة سلفاكير ففك إرتباط قطاع الشمال بالجنوب أصبح إلتزام بشهادة دولية وأن تأخير الإتفاق بأسباب صرف مرتبات جنود «القاطوع» وإيوائهم واحتوائهم فهذا يعني نسف الإتفاق وإدخال حكومة سلفاكير في نفق مظلم وأما تهديد «قاطوع» لجوبا بدعم «ثوار» الجنوب والإطاحة بنظام سلفاكير فهذا تهديد العاجز الفاتح الضعيف وكما يقول المثل «هي باركة وتلولح في ضنبا» فالذي يرضع من الثدي لا يستطيع أن يقطع حلمة الثدي و«المردوف ما بمسكوا اللجام» فمن يكون هذا «القاطوع» مقطوع الطارىء حتى يهدد أمن دولة واسقاط نظامها وهي الدولة التي تربي وترعرع فيها وهي الدولة التي يأكل من لحم أكتافها.. ماذا يساوى ياسر عرمان وعقار والحلو حتى يهددوا بدعم الثوار ومن أين لهم بالدعم فحكومة سلفاكير ليس أمامها غير الإلتزام بالإتفاقية كما الخرطوم ليس أمامها غير الإلتزام فمن أجل مصلحة الشعبين الإلتزام بهذه الإتفاقية فدولة الجنوب بحاجة إلى «إستراحة» لتلتفت إلى بناء دولتها الوليدة.. والسودان بحاجة إلى«استراحة» لترتيب أوضاعه الداخلية.. ولا أعتقد أن السودان بالقدرة على الدخول في حرب.. ولا حكومة الجنوب قادر على الدخول في حرب.. لذلك ليس من العقل في شىء التضحية بالشعوب من أجل نزوات وطموحات أشخاص أمثال قادة الحركات الدارفورية المسلحة الذين استهوتهم المنافي والثالوث.. مقطوع الطارىء عرمان عقار الحلو فالدولتان البحر ورائهما والسفن قد إحترقت فلا طريق ثالث ولا ثاني هو طريق واحد لا غيره هو طريق التعاون تعاون يبدأ من الملف الأمني المدخل لعلاقة جوار مبنية على المصالح المشتركة.. وأعتقد أن حكومة السودان عازمة على إنفاذ الإتفاق فإعلان الرئيس البشير بتصدير الذرة للجنوب تأكيد على عزم حكومته لإنفاذ الإتفاق فالبشير قدم السبت فالمطلوب من سلفاكير أن يقدم الأحد.. وأخيراً دعونا بهذه الإتفاقية نلتقط أنفاسنا قليلاً لتستريح بلادنا من رهق الصراعات.. ومن الفزع والرُعب لتستريح بلادنا من الموت الدامي والدمار القاتل.. والله الموفق لما فيه خير البلاد والعباد..