الإنتباهة لم تفعل مُنكراً.. حتى تُواجه بهذه الهجمات الشرسة وهي لم تقُل إنها تحمل فصل الخطاب.. كل ما فعله كُتابها أنهم عبروا عن آرائهم .. فلم يحجروا على الآخرين آرائهم.. وحين يبدون آرائهم في إتفاقية أديس أبابا.. لا يعني هذا أن الإتفاقية ستصبح في خبر كان.. فهم أبدوا ملاحظاتهم عن الإتفاقية.. فهذا لا يعني انهم دُعاة حرب.. وأعداء للسلام.. فبعض الأقلام التي لها مع «بعض» كُتاب الإنتباهة.. «عداء» إستغلت إختلاف «الإنتباهة» مع الحكومة في ما جاء في الإتفاقية.. فنصبت كميناً لها.. وصارت تنفخ في نار الفتنة.. وإزكاء نار حرب بين الحكومة والإنتباهة صارت تصطاد في ماء عكر.. وليس بعضهم لأمة الحرب على الإنتباهة.. وآخرون من باب الحسد قادوا حملتهم بغية تعليق الصحيفة.. الأكثر إنتشاراً ووجدوا ثغرة في الإنتباهة.. في ما جرى بينها وبين والي الخرطوم دكتور عبد الرحمن الخضر.. فدقوا طبول الحرب.. وهاك «بالمديدة حرقتني» والله يعلم أن ما بينهم وبين الوالي.. كالذي بين موسى وفرعون وأن «جماعة» الإنتباهة هم الأقرب إلى الوالي فكراً ووجداناً فأختلف الناس أو اتفقوا حول آراء كُتاب الإنتباهة فهي في النهاية آراء تقبل الخطأ وتقبل الصواب.. فالإتفاقيات ليس كتاباً منزلاً فكل احد يفسرها حسب فهمه.. فأية اتفاقية بها السالب والموجب.. وبها الهنات.. فكتاب الإنتباهة لهم رأي في الحريات الأربع.. فأنا مثلاً لا أمانع في وجود حريات مع جنوب السودان.. ومع اثيوبيا ومصر وتشاد.. فالعالم في ظل العولمة أصبح حدوداً مفتوحة.. ولكن في ظل التوتر بين السودان والجنوب تكون الحريات وبالاً على السودان.. فالحريات الأربع ليس أولوية فالملف الأمني أولوية فكيف يمكن تنزيل الحريات الأربع.. والمف الأمني لم يراوح مكانه؟؟ كيف حريات أربع بعد الأحداث التي وقعت في كادوقلي؟؟ ا أظن تخوف «الإنتباهة» في محله.. فالإتفاق لم ينضج.. فلا داعي للتسرع والشفقة فما تبقى علينا.. شفقة بت «حِّترى» «الرّكبت الحمار عّرى» كما يقول المثل.. فلا حريات ولا بطيخ ما دام قطاع الشمال لم يفك إرتباطه العسكري والسياسي.. وما دام يرسل رسائل ملتهبة تحمل الغدر والموت للأبرياء رسائل قذرة.. يريد بها أن يقول أنا موجود.. رسائل يقصد بها إرغام الحكومة أن تجلس معه.. وأن تنزل إلى رغباته.. تقدم التنازلات يتحكم فيها كيف تكون هناك حريات ولم تفك حكومة الجنوب ارتباطها مع الفرقة التاسعة والعاشرة..؟؟ فالإتفاقيات لا تكون إلا بنزولها على أرض الواقع.. فمعلوم أن الحركة الشعبية قد أدمنت نقض العهود.. (فالضايق لدغة الدبيب يخاف من مجر الحبل).. فمعذورون كُتاب الإنتباهة فقد ضاقوا لدغة «دبيب» الحركة الشعبية مثلهم ومثل كل الشعب السوداني فلا أحد يصدق حكومة الجنوب حتى تثبت العكس فالإتفاقية على الرأس والعين لكن مهم البيان بالعمل فلا فرحة ولا تهليل بها إلا بعد ظهور النتائج.. وأعرف أحد الذين إنبرى وهجم على الإنتباهة أن هجمته انطلقت من شىء في نفسه.. لا حباً في الحكومة.. بقدر ما هي «بضاعة» يعرضها يتكسب منها فقد ظل هكذا كنبات «السلعلع» يتسلق ليتكسب متعطش إلى سلام استسلامي يُعيد إليه صديقه «عرمان» وجوقته سلام إستسلامي يُريحه من شغب «الإنتباهة» ليتقرب زلفى للسلطة فيكون بحجر واحد اصطاد عصفورين عصفور السلطة وعصفور الحركة فالكاتب السلعلع ظل يقتل القتيل ويمشي في جنازته.. يكتب مؤيداً الإتفاق نكاية الإنتباهة يريد أن يسكتها كما سكتت «صحيفته» التي لم تجد لها أذناً تسمعها فالكاتب السلعلع يكتب مُحرضاً و«محرشاً» يزرع بذور الفتنة في ظل عاصفة النار والزلزال والصواعق ليحصد السحت والدناءة وهو «الكاتب» الذي لم يخرج قلمه الطحلبي من دائرة «الضمير المستتر» إلى «الضمير الحي» يكتب كتابات لا معلومة فيها ولا رؤية دقيقة مجرد «تخريمات» بعيدة عن «التحليلات» مستعملاً لغة «مجوقة» يُحاول إستعمالها كأداة للنضال البعيد المدى «نضال» «ريموت كنترول» بضاعة «مضروبة» مخصصة ««لسوق اليسار» وجُلها كتابات قادمة من دهاليز التثاؤب والغبار صورة بشعة لكاتب «سلعلعي» أدمن التهافت والإرتزاق والصّيد في مياه البالوعات.. بعد أن حصل على كل صيد في المياه العكرة فلجأ للبالوعات فما أتعس الصائد و«المصيود» وبعد أن أبلى كل ثوب «حرباوي» ليس ثوب الأفعي ليقبض أنفاس «الإنتباهة» فيمكر والله خير الماكرين «فالإنتباهة» منبر للكلمة تعيس وفاجر من يكتم أنفاسها هي ورصيفاتها منابر للرأي فمن له بضاعة فليعرضها دون أن يهدم ويدمر.. فالتحريض شيمة الجبناء الخبثاء فالحرية للإنتباهة ولغيرها فالحرية أوكسجين الكتابة فبدلاً من إقتلاع «الإنتباهة» علينا أن نتعلم من الأشجار كيف نتعامل مع العاصفة دون أن ننكسر وفي البدء كانت كلمة.. أخيراً: تظل «السوداني» في ماضي وحاضر ومستقبل الصحافة السودانية الحُرة وهي تحتفل بميلادها تتقاذم إدارتها وهي تختزل اتحاد الصحافيين لما لا ينطق لسانها بذكر «الإتحاد» ولا أدري أهي امارة الصبيان ام إمارة النسيان والله أيام يازمان البؤس..!!