مع آخر ومضة ضوء مودعة للمغيب اتجهت عبر الازقة الضيقة لحي بركات فلاتة إلى ان وصلت الى منزله.. هو صاحب شهرة ملأت الآفاق فما ان يلدغ احد حتى يصيح الجميع النور دبيب ليعود المريض الى منزله راجلاً لايشكو إلا وخزاً خفيفاً.. النور إبراهيم الشهير بالنور دبيب يعمل موظفاً بمشروع الجزيرة وورث عن اجداده وابيه مداواة لدغة الثعبان ومنزله بات مرتعاً أليفاً لهذه الزواحف السامة التي تعيش معهم دون خوف من لدغتها، فأصغر اطفال اسرة دبيب يحمل الثعبان دون خوف من لدغته.. فأسرة دبيب جاءت اصلاً من نيجيريا ولها ماضٍ طويل في مداوة اللدغ بالعروق واللبخات، ويقول النور دبيب الذي ورث اللقب من والده: «الثعبان لا يطلق اسنانه الأصلية بل قشوراً قد لا يحس بها (اللديغ) في نفس اللحظة وتتهيج بتغير المناخ والفصول وإذا حدث واطلق اسنانه الاصلية فان الشخص يموت فوراً.. واستطيع ان اميز لدغة الذكر من الانثى والمعمر من حديث العمر.. وعندما يستدعيني شخص لإخراج ثعبان من منزله استخدم بخوراً من العروق وعظام الثعبان نفسه.. والثعابين التي احضرتها ابيعها لاصحاب البحوث والفرق الاستعراضية). وعن علاقته بمرضاه يقول دبيب: «جيدة ومعظمهم يأتي لزيارتي وانا لا احدد سعراً على حسب وضع المريض المادي واكثر ما يحزنني وفاة شخص قبل ان اسعفه». ولعائلة دبيب تقاليد في الزفاف حيث يمسك العريس أو العروس الثعبان حول رقبته كتفاخر بإرثهم الذي حافظوا عليه لأجيال عديدة.