بعد إعلان الإستراحة وانفضاض المفاوضين بأديس أبابا والتصريحات الإيجابية المتواترة لابد أن نسجل ارتياحنا الكامل ورضاءنا التام وفرصتنا لبداية الاتفاقات والروح الجديدة في التفاوض بين وفدي السودان وجنوب السودان، القيدومة كانت النقاش حول النفط رغم أنه لم يكن المفتاح الأساسي لبقية البنود الهامة مثار الخلاف، قالوا إنه تم الاتفاق الكامل على النفط ورغم أننا لا نعلم بالقطع مبلغ الاتفاق الذي ما زال محاطاً بالسرية رغم تصريحات امبيكي وباقان، والتي قالوا أنها 9 دولارات و48 سنت، بينما وسائل إعلامنا اجتهدت، بعضها قال 35 وبعضها 25 وآخر 20 وما دامت الحقيقة غائبة وبكرة ستكون ببلاش. على أية حال سنبارك الاتفاق لو جاء شاملاً معالجاً كل القضايا كما تحدث عنها الدكتور نافع علي نافع في تصريحاته، وأهمها اتفاقية الأمن، فلا يعقل أن تنعقد على استمرار ضخ البترول وتقوية حكومة تعادينا وتسخر ثرواتها لقلقلة مواطنينا وزعزعة استقرارنا وأمننا، فليكن هذا هو المحك والشرط مهما كان موقف مجلس الأمن وغيره منا. فالخير والحكمة والسياسة والمصلحة توجب على حكومة الجنوب تغيير سياستها وتعاملها مع السودان وتستغل ثرواتها التي حباها الله بها واستقلالها بدلاً من التسول والمنح والهبات المشروطة والمطلوقة خيراً لها أن تضع أياديها وتتجه نحو سياسات الانفراج الكامل في العلاقات بديلاً للمهددات لخير وصالح ورفاهية شعبها الذي يعاني لأكثر من عام من دروس ما بعد الانفصال. لذلك فإن حسنت النية وخلصت وساد العقل والحكمة فإن كل شيء ممكن ومتاح لمصلحة الشعبين.. أما حديث امبيكي عن التسرع بضخ البترول والسماء ملبدة بالغيوم والرسالة التي جاءت تحملها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون لدولة الجنوب غير واضحة تماماً تجعلنا ندعو لاتفاق واحد لكل القضايا ما ظهر منها وما بطن.