أما لماذا؟؛ فلأن الساحة أُتخمت بالأحزاب الدينية00 وطني وشعبي وإخوان مسلمين وتكفيريين وحزب وسط إسلامي وحزب التحرير.. وآخرون يصعب حصرهم، وكأنما العام الهجري بدأ أمس الأربعاء في بلاد السودان!!! أما لماذا أخضر؟؛ فالضرورة تقتضي تنقية البيئة السياسية والاجتماعية000 أما إذا سألتم عن الأحزاب التقليدية القديمة، فقد حفرت قبرها بيدها حينما نفضتها عن أي إسهام وفعل يعيد ذكرياتها الرومانسية00 يكفي أن حزب الأمة بفروعه في العاصمة والأقاليم، فقد كان هدفه أن يستقل السودان، ولا يتحد مع مصر. وأما الاتحادي بكل تفرعاته فهو قسم الدعوة للاتحاد مع مصر0 أما الشيوعي فهو الداعي للاشتراكية العلمية غير الموجودة في كل الكرة الأرضية، إلا في هافانا!! أما مجموعة الأحزاب القومية السوري منها والعراقي فيكفيها أن تعاود نشاطها بعد أن يستقر الحال في البلدين!!. إذن الزمن والضرورة تقتضي أن ينهض حزب جديد، يتبرأ من شعث الأهداف السياسية في البلد0 أعتقد ذلك ما ينتظر أن يقود الشباب إلى فجر الخلاص0 من خلال توجه ليبرالي يحرر الناس من الادعاء بالحكم الإلهي، والنطق باسم السماء!!. على أن تقترن أهدافه الليبرالية بحماية البيئة؛ فهي الكرت الرابح في كل ليبراليات الغرب الأوروبي الذي يضع حقوق الإنسان غاية أولوياته، ومن أكثرها إلحاحاً في هذا الزمن الملوث بالصوت والضجيج وثاني أوكسيد الكربون والأسمدة والبذور الفاسدة والنفايات الملوثة بالأمراض والسرطانات، وإتساع طبقة الأوزون..!. الناس يحتاجون إلى حزب يسعى لتداول السلطة سلمياً، ويستجيب لضمير الشعب، ويرفع الظلم، ويبسط العدل، ويتعايش فيه الإنسان مع ترابه الوطني بالاحترام والتقديس، يسعى لحضن أمنا الطبيعة، وينزع للزراعة النظيفة الخالية من التلوث، ويقدس العمل اليدوي، ويسعى لوضع مناهج دراسية، فيها رائحة هذا التراب الزكية000 ولابد أن أعترف أن إخوة من السودان سبقوني إلى هذه الفكرة، وقطعوا فيها مشواراً على المواقع الإلكترونية؛ أداة العصر الحديث، إلى النشر والذيوع، بيد أني أضيف إلى الهدف الليبرالي هدف إصحاح البيئة، ولو أنها مضمنة سلفاً في أهداف أي حزب ليبرالي يؤمن بقضايا الناس وحقوقهم في العيش بكرامة وديمقراطية000 تطوير الفكر مفتوح لكل مؤمن بأن الخروج من مأزقنا الوطني أن يلتقي الشباب في فكر وموضوع دافع ونبيل !!!.