ويكتب التاريخ أن تلفون كوكو أبوجلحة لما حمل السلاح معارضاً كان يحمل قضية أهله النوبة.. ويختزن في داخله قانون المناطق المقفولة.. القانون الذي جعل من منطقة جبال النوبة وجنوب النيل الازرق.. مناطق مقفولة ومعزوله عن باقي السودان.. بغية مشروع تقسيم السودان الذي رسم الاستعمار سناريو لهذا التقسيم .. فالسناريو الأول مناطق مقفولة و (تهميش) والسناريو الثاني إعداد مجموعات من أبناء المناطق.. أعدوهم لمشروع التقسيم.. فالمواطن تلفون لما حمل السلاح انطلق من منطلق تنمية منطقة الجبال.. اختلفنا معه في رؤيته أو لم نختلف.. لكن كل المؤشرات أكدت أن تلفون الذي حارب مع الجيش الشعبي.. كان يحارب من أجل النوبة.. لكنه بعد إجتماع رمبيك الشهير الذي دار في جدل وصراع بين مؤيدي الوحدة ومؤيدي الانفصال.. إن الحركة الشعبية قد باعت النوبة.. باعت النوبة الذين كانوا يشكلون عظم الجيش.. ومن يومها تكشفت الحقائق للزعيم (النوبي) حجم المؤامرة.. مؤامرة عدة عناصر على النوبة فدافع الفاتورة لم يكن تلفون وحده.. الفاتورة دفعها النوبة.. خراب ودمار وقتل.. ودفعتها جنوب كردفان أجمعها.. ومن يومها انطلق تلفون كالمارد كاشفاً حجم المؤامرة.. فلم يسكت ولم يهن ولم يضعف.. وبشجاعة النوبة وجسارتهم وصدقهم وقف تلفون كوكو في وجه من باعوا النوبة.. وخدعوهم ولما تقاسم الآخرون (كيكة) السلطة لم يسأل تلفون عن سلطة أو جاه.. بل جعل القضية التي حارب من أجلها.. وصالح من أجلها هي قضيته.. ولكن تحت الظلام تحرك الخونة والعملاء فنصبوا الشرك للقائد تلفون كوكو.. الشرك نصبه الخائن العميل عبد العزيز الحلو و (الكلب) المأفون ياسر عرمان.. فاستدرجوه إلى جوبا .. وهناك وقع الاسد النوبي في (بئر) الحرة سجيناً كل جريمته انه انسان مبدئي يدافع عن حقوق أهله ووطنه.. جريمته انه انسان لا يعرف النفاق والخيانة.. يقع القائد تلفون حبيساً في سجون من كان يحمل معهم السلاح.. فكان جزاؤه كجزاء سنمار إلى أن الحقيقة لابد أن تبان وأن الحق أبلج.. فخرج تلفون من السجن طليقاً حراً .. خرج دون أن ينهزم وينكسر كالاسد.. خرج تلفون الحر الأبي.. ويا سبحان الله خرج تلفون في وقت خرج فيه أعداء استقرار النوبة وتنميتهم .. خرجوا يدمرون بلاد النوبة.. خرج من سجن تلفون يقتلون الاطفال والنساء في أبوكرشولا وأم روابة.. في وقت خرج تلفون لأجل الحرية والكرامة لاهله النوبة.. ولكل أبناء جنوب كردفان لأجل استقرار الولاية.. والحلو الخائن الافاك الذي باع النوبة ويخرج خادعاً مجموعة من أبناء النوبة وبعض أبناء قبائل جنوب كردفان ويحملهم على الحرب.. ويخدعهم بشعارات (التهميش).. الشعارات التي كانت ترفعها الحركة الشعبية من قبل.. فكان الحلو كالذي يبيع القمر لاهل الارض.. فاليوم يهبط القائد والزعيم تلفون كوكو في أرض بلاده (السودان).. رافعاً رأسه بانه لم يبع وطنه ولم يبع كرامته وعزته.. لم يشتره أحد.. ولم يبع أحداً .. يهبط كوكو الخرطوم بعد سجن طويل والخرطوم تفتح صدرها لابنها العائد والنيل يلف ساعديه مرحباً بالزعيم تلفون.. وكل بيت وكل خيمة وكل قطيه في الوطن الكبير الذي يسع كل أبناء السودان يرحب بعودة الوطني الجسور تلفون.. ومرحباً تلفون كوكو في وطنك لتبني مع أبنائه على استقراره وتنميته.. ولتزرع مع الاحرار والصادقين شجرة السلام.. وعوداً حميداً