المُدن مثل البشر ملامحها والمكان له عبقريته الخاصة.. وظله الخاص.. ووجهه.. وصوته وكلامه الذي يفوح من تفاصيله الصغيرة.. فأمدرمان مدينة من تراب بوصف الشاعر المبدع محمد الواثق.. ومدينة «مصنوعة » تخطاها الجمال .. لكنها مسكونة بالهيبة والجلال.. عند عبدالله حمدنا الله... وأنا داخل حافلة «الهايس» التي تقلني من «صابرين».. هذا الاسم الذي له مدلولات .. الذي يعنى الصمود.. فما أعظم الصبر.. وما أعظم «الصابرين».. «سرحت» أنامل جمال أم درمان .. الذي كان مختبئاً.. فكشف عنه ذلك «الكورنيش».. النيل وبهاؤه ورونقه.. .. الجزر التي حُرمنا من رؤيتها.. تلك الجزر الخضراء.. النائمة على نيل أم درمان .. متوهجة.. فتزيد أم درمان جمالاً وروعة.. فتزدحم لوحتها بعبق التاريخ.. «الطوابي».. ومصانع الفخار ..والمراكب .. فشارع الكورنيش كشف مكامن الجمال في أم درمان.. كشف عن عبقرية المكان.. فالكورنيش الممتد.. من كبري «الحتانة» حتى التلفزيون إنجاز لحكومة الخرطوم.. فبهذا الكورنيش أحدثت حكومة عبد الرحمن الخضر .. انقلاباً في كل مناحي الحياة في أم درمان.. اختصرت الوقت لترتفع الإنتاجية.. فأحدثت حِراكاً بشرياً.. ومنحت أم درمان مساحة للترويح عن النفس في الأمسيات.. فالكورنيش المضاء «بأثريات».. أصبح قبلة للأسر «الأم درمانية».. فهذا الكورنيش النيلي.. أزاح غبار القبح من أم درمانالمدينة «الساحرة».. بجمال إنسانها المنتمي الى طين الوطن وترابه.. فأم درمان مدينة الإنسان «السوداني» تاريخاً وقيماً وثقافة وسلوكاً.. فهي المدينة السودانية التي جمعت موروث السودان من تلابيبه.. فهي «مفردة» في صياغة «جمع».. فالكورنيش كشف ملامحها الحقيقية التي أحسب أن «آخرين» أرادوا لها.. أن لا تكشف عن هذا الجمال «المدفون».. فحكومة الخرطوم تآمرت عليهم وكشفته ليكون مكملاً.. لكورنيش الخرطوم «النيلي».. ذلك الكورنيش الذي نقل الخرطوم «العاصمة» الى مدينة حديثة .. ولا أظن أن أحداً ينكر ذلك الإنجاز.. وأعجب لماذا لا يسلط إعلامنا بكل وسائطه على هذا الإنجاز.. فالخرطوم أصبحت من المدن «الجميلة».. ومن أراد أن يرى هذا الجمال.. فليشاهد الخرطوم «ليلاً».. سيرى جمال حقيقي غير مصنوع .. صنعته الطبيعة ويد الإنسان .. الشواطىء الخضرة.. والأشجار الحية.. والجسور التي صنعتها حكومة الخرطوم.. جسر توتي الشامخ.. وجسر المنشية.. والمك نمر والحلفاية الحتانة أجمل وأكبر «كبري» في البلاد.. فالذين يريدون أن يروا الخرطوم أمامهم.. صورة الخرطوم.. في الماضي من الإنصاف .. أن يروا.. صورتها في الحاضر من خلال كورنيش أم درمان.. وكورنيش الخرطوم «الدائري» ومن خلال الجسور الجديدة.. أن يروها من خلال الشوارع التي انتشرت كالشرايين في الجسد.. ومن حركة الإعمار «الأبراج» والعمائر.. ومن خلال المجاري.. والمرافق الصحية... مستشفيات في كل مدنها .. ومحلياتها.. وخدمات تعليمية.. ومحطات مياه.. للمدن يتزاحم عليها كل أهل السودان.. حكومتها توفر لهم الماء والعلاج والخبز.. ليس هذا دفاعاً عنها.. ولكنها الحقيقة رضاها معارضوها.. أم لم يرضوا.. صمت عنها الإعلام أو توارى حياءً عن كشف الحقيقة.. لكن هذا لا يعني أن حكومة الخرطوم قد وصلت قمة « الكمال».. وأن كل المشكلات قد إنتهت.. وأنها قد حققت كل أحلام شعب الخرطوم.. وأعتقد أنه يتوجب علينا كصحافة أن نكون عيناً رقيباً تكشف «السالب» ونقول لمن أخطأ .. أخطأت.. ولمن أحسن.. أحسنت .. فالأقلام التي تتصيد الأخطاء.. وتعمل من الحبة «قبة» أقلام غير جديرة بالإحترام .. والأقلام التي تتوارى إستحياءً .. من أن تصنف بأنها أبواق.. لحكومة الخرطوم .. أقلام غير جديرة بتحمل المسؤولية الوطنية.. والأقلام التي شغالة.. «كسارة ثلج».. أقلام مبتذلة.. فأنا شخصياً ما أراه جميلاً .. لا أستحي أن أقول إنه جميل.. وما أراه قبيحاً.. لا أخاف ولا أخشى من أن أقول إنه قبيح.. وقالوا في المثل «الأعوج رأي والعديل رأي».. وأخيراً حتى نكون منصفين فلا بد لنا أن نرى حكومة الخرطوم من خلال محور «بسط الأمن».. فأجزم بأن الخرطوم هي المدينة الأولى في قارتنا ومنطقتنا .. من ناحية بسط الأمن.. فهناك أمن يتمدد في كل أنحاء العاصمة.. هناك أمان.. فهذا الأمن.. هو أولى مسؤوليات حكومة الولاية.. فشرطة الولاية .. لها حضور دائم.. فسيارتها تطوف الشوارع والأزقة .. آناء الليل وأطراف النهار .. فمسألة بسط الأمن.. «مكلفة» لكن فيما يبدو أن حكومة الخرطوم وإيماناً منها بأهمية أمن المواطن.. جعلت «الأمن» في مقدمة كل المطلوبات.. ويحمد لها.. أنها تسهر على المواطن.. أما ما يحدث من « جرائم» فهذا شىء طبيعي.. وأظن أننا لا ننسى الإنقلابات الأمنية في عهد مضى.. لذلك فإن حكومة الخرطوم تستحق الإشادة بحفظها للأمن والله الموفق لما فيه خير البلاد والعباد..