يقول أستاذ التفاوض روجر داوسون، ربما يعتقد أن الهدف من وراء التفاوض هو فوز طرفي التفاوض وبكل ما يصبوان إليه وإنها وسيلة -إي التفاوض-مبتكرة تشعرك أنت والطرف الآخر بينما تغادران طاولة المفاوضات بأن كليكما قد فاز وقد تقترب الصورة إلى ذهنك إذا ما تصورت أن هناك برتقالة واحدة يسعى شخصان للحصول عليها .. يبدا الشخصان في التحدث بشأن البرتقالة ثم يقرران في النهاية أن يشطرا البرتقالة الى نصفين ليحصل كل منهما في النصف الذي يصبو اليه وللتأكد من عدالة التقسيم، يقرر الشخصان أن يقوم أحدهما بشطر البرتقالة، بينما يقرر الطرف الأخر في إختيار الشطر الذي يرغب في الحصول عليه . وبينما يقوم الطرفان بالإفصاح عن احتياجاتهما الحقية والهدف وراء سعيهما للحصول على البرتقالة يكتشفان أن أحدهما يسعى للحصول على عصير البرتقال في الوقت الذي يسعى فيه الآخر للحصول على القشرة لإعداد كعكة، وبذلك يتوصل الطرفان إلى مخرج سحري يجعل كلاهما فائزاً دون أدنى خسارة. إن شعور الطرف الآخر بالفوز يُعد من النقاط بالغة الأهمية وإن لعبة التفاوض القوي تعتمد على مجموعة من القواعد شأنها في ذلك شأن لعبة الشطرنج، فمن كان من لاعبي الشطرنج، فإنه بلا شك يعرف أن الخطط الاستراتيجية في اللعب تسمى ب(الحيل) جمع حيلة التي تحتوي على قدر من المخاطرة واللجوء إلى الحيلة المناسبة وحيلة نهاية التفاوض، كما يقول روجر داوسون في أسراره، فهي القادرة على أن تصيب الملك في مقتل كما في لعبة الشطرنج وقو على اتمام الصفقة كما في لغة التجارة.