(دعوا كل بنت تنمو سليم) .. حملة إعلانية لمحاربة بعض العادات الضارة.. السلامة أن تولد البنت لأب مسؤول عطوف وأم واعية للدور المنوط بها، وأساتذة جل تفكيرهم تفريخ جيل يتباهون به وسط زملائهم ودور تعليم أخرى، وسلامة البنت أن تذهب إلى الجامعة واثقة الخطى ذات عقلية بعيدة عن الأوهام، ناضجة تميز بين السيئ والجيد ممن حولها، أن تتخرج وهي تحترم أساتذتها الذين كانوا آباء وإخوة ليسوا ذئاباً بشرية، السلامة في أن تفتخر بوظيفة حصلت عليها بمهاراتها الدراسية، وليس بشكلها الذي أعفاها عن دخول المعاينات، السلامة أن تصحو باكراً وهي سعيدة بزملائها وزميلاتها في العمل الذين لا يتربصون بها حسدا ونميمة، السلامة أن تحب رجلاً حقيقياً ممتلئ شهامة وصدقاً، وأن تنجب أبناء تغرس فيهم حب الآخرين والعطاء . السلامة ليست في قطعة لحم يتكلم عنها نواب البرلمان الذين يتغاضون عن المعاناة الحقيقية ، ويتندر عليها بعض الصحفيين دون مراعاة لخدش الحياء وآخرون.. يرونها أكبر المشكلات. نتمنى أن نرى حملات لتوعية معظم البنات اللواتي صرن بيضاوات فجأة ويعطشن الجيم ويحبون الأتراك حبا جما، لا يعرفن الطريق إلى المطبخ؛ لأنه ساخن لا ينفع مع وجوههن المتفسخة، خصوصاً أن مواصفات فتى الأحلام الحديث حبه للديليفري وكرهه للكسرة والأكلات الشاقة المعقدة، ومن مواصفاته أيضاً حضوره على سيارة فاخرة وقميص وبنطال ماركة عالمية، وبقية المواصفات تضج بالدهشة، فلن تكون البنت سليمة، ولن تنمو سليمة، ما لم تعود إلى الأصول، وتبعد عن القشور، ولن تعيش البنت سليمة حتى يعلم المجتمع أنها جوهر قبل أن تكون مظهر، وحتى تدرك هي أن قيمتها في ما تحمل من قيم، لا في ما تلبس من ثياب.. فسلامة البنت في أن تحافظ على فطرة الخلق والأخلاق، لا على فطرة قطعة لحم.