غريب جداً أمر توزيع الثروة والدخل بين الناس في هذا العالم العجيب، فبينما يتضوَّر البعض جوعاً أو يموتون لفقدان الدواء والغذاء نجد في المقابل من يعبثون بالنقود عبثاً، بل قد لا... يجدون المنافذ لصرفها.. و«اللي يشوف قروش غيرو تهون عليهو قروشو»، وبمناسبة أن البعض عندنا قد يرى في عقد عمل لأحد المديرين بمرتب يصل إلى عشرين مليون بالقديم أمراً خرافياً نشير إلى ما أوردته مجلة الأعمال الأوروبية رصداً لمجموعة من الأغنياء من النساء والرجال في أوروبا حيث جاء أن ثلاثة أشخاص فقط هم «بيل قيتس» و«لاري أليسون» و«فارن بافيت» تتجاوز ثرواتهم ما يملكه تسعمائة مليون شخص من سكان الدول النامية بما يعادل مئة وخمسة وثلاثين بليون دولار.. ويعادل ما يملكه هؤلاء الثلاثة فقط مئة ضعف ما قد تحقّقه إحدى الدول المصدِّرة للنفط، وقالت المجلة إن متوسط ما يُحققه مئة ممثل وموسيقار وكوميدي ولاعب كرة في أوروبا من متوسطي الحال يعادل مليار وسبعمائة مليون دولار في العام. واستبعد التقرير كل الدخول والأموال الناتجة عن الاقتصاد الأسود مثل تجارة المخدرات والقُمار والابتزاز والتهريب والدعارة التي تُشكِّل في حقيقة الأمر حوالي 56% من حركة النشاط الاقتصادي في العالم.. وقد اتضح أن الممثلين وعارضي الأزياء خاصة في ألمانيا هم من أكثر الفئات دخولاً حيث يبلغ متوسط دخل الواحد منهم في حدِّه الأدنى خمسة عشر مليون دولار في الشهر. ومن جانب آخر فإن ممثلي الكوميديا وبعض لاعبي كرة القدم لا يقلون حظاً عن أقرانهم في دول أوروبا الأخرى حيث يبلغ دخل مئة منهم حوالي مليار وتسعمائة مليون جنيه إسترليني. ويعدّ الموسيقار جوليو أقليسياس وهو أسباني الأصل من أكبر أصحاب المرتبات الثابتة في أوروبا حيث كان يتقاضى سنوياً خمسمائة مليون دولار إضافة إلى نثريات أُخرى تصل إلى تسعين مليون دولار في العام وقد بدأ نشاطه الفني في مدينة لاس فيجاس الأمريكية واشتهر عندما كان عمره أربعين عاماً. والراقص الأيرلندي ميشيل فلاتلي يبلغ دخله من الرقص ثلاثمائة مليون دولار أمريكي سنوياً ونثرياته تعادل سبعين مليون دولار وكان فلاتلي معدماً تماماً قبل خمسة أعوام ودخله الآن يعادل ضعف الصادرات السنوية لإحدى الدول الإفريقية. والممثل النمساوي أرنولد شوار زينقر يعمل في السينما والفن الاستعراضي ويبلغ دخله السنوي أربعمائة وثلاثين مليون دولار ولا يقبل التمثيل في أي فيلم إلا إذا دُفع له مقدَّماً عشرين مليون دولار. والفاتنة الألمانية كلاوديا شيفر تعمل في عرض الأزياء وتحقِّق دخلاً سنوياً يصل إلى أربعمائة وخمسين مليون دولار وتم اكتشافها في عام 1989م عندما كان عمرها سبعة عشر عاماً وظهرت صورها في الغلاف الخارجي لأكثر من ألف وخمسائة مجلة وتتعاقد مع شركات العطور والتجميل العالمية مثل »رييلون« و»شانيل« وبحيث لا تقل قيمة العقد المتكرر عن عشرة ملايين دولار تدفع مقدماً هذا إضافة إلى تعاقدها مع شركة كوكا كولا وانتا وسيتريون. والبريطانية كاترين زيتا يبلغ دخلها السنوي من التمثيل مائتين وخمسين مليون دولار علماً بأنها بدأت التمثيل بعد عام 2000م، ولا تقبل الدخول في أي فيلم ما لم تستلم مقدماً خمسة ملايين دولار حتى لو كان ظهورها في الفيلم لمدة دقيقة واحدة أو جزء من الدقيقة. وعارضة الأزياء البريطانية ذات الأصول الزنجية السوداء »نعومي كامبل« تحقّق دخلاً سنوياً يعادل مئة وخمسين مليون دولار مع نثريات ثابتة لا تقل عن ثلاثين مليون دولار.. وقد ولدت نعومي في لندن وتعلمت فنون الرقص في إيطاليا وتم اكتشافها عندما كان عمرها خمسة عشر عاماً وارتبط اسمها بنجوم هوليوود في أمريكا ومنتج الأفلام الإيطالي لوكا أورلاندي وتحوّلت إلى عشيقة لبطل سباق السيارات المشهور إلياسو برياتوري، وقد قامت نعومي كامبل بتأليف كتاب عن عارضات الأزياء حقَّق لها سبعة عشر مليون دولار.. وقديماً قيل اللي يشوف قروش غيرو تهون عليهو قروشو ويا جماعة المسألة نسبية....