كثير من الزملاء في صحافة الخرطوم كانوا قد تحدثوا عن زيارة«السناتور» الأمريكي المزيف .. فبعضهم دبج المقالات وبعضهم نشر الموضوع كخبر صحفي.. ولم تصدق المعارضة ومن«يساندها» فلطموا الخدود في انتقاد الحكومة وشقوا الجيوب ولم ينتهوا بدعاء الجاهلية.. والبعض أشار إلى أن الموضوع لا يستاهل كل هذه الهيلة والهليمانة.. واخونا عثمان ميرغني جاءته رسالة رقيقة من السيد«سوني لي» الأمريكي الجنسية والمنحدر من أصول شرق آسيوية.. وهو رجل أعمال«غني جداً».. له علاقات عميقة مع الكونجرس الأمريكي.. والرجل بعد أن استقبل لم يدعي انه أحد أعضاء الكونجرس ولكن مقدميه قالوا ذلك.. وانتشر في أقوال الصحف ونشرات الاخبار أن السناتور الأمريكي«سوني لي» قد زار البلاد وأدى وجهة نظر غير متوقعة، حيث قال إن العقوبات الأمريكية كانت ذات عواقب وخيمة على الشركات الأمريكية التي ترغب في التعامل مع السودان.. وفي خطاب المستر «سوني لي» إلى الزميل عثمان يبدو أن الرجل يريد إن يقول إن بعض الصحفيين قد استهدفه بصورة خاصة «ما تعرفش ليه» وبعضهم عمل على حرق شخصيته.. مع انه رجل أعمال مرموق ويأمل أن يفعل شيئاً تجاه السياسات الخرقاء لبلاده. ويبدو أن ما كتبه الزميل عثمان وحمل فيه الصحافة السودانية والكتاب وبعض ناقلي«وناقلات» الخبر شيئاً من الأثر السالب.. والتوتر الذي احدثه النقل غير المحترف لم يعجب الكثيرين .. ثم شرح عثمان ما جاء على لسان«سوني لي» الذي لم يدعِ اصلا انه سيناتور بل قال انه رجل اعمال يريد أن يبدأ مشواراً يعرف انه قاسي وطويل« ولكنه عمل لله بس».. والرجل خلال عام او عامين لم يتمكن أن يجد في جدول أعماله فرصة لزيارة البلاد غير الايام التي جاء فيها ليفاجأ بهجمة شرسة تقول له انه«ما سيناتور» وكان رده أن قال«ومن قال انني سيناتور».. وعلى كل حال يبدو أن بعض الاخوة في الصحف قد اختلط عليهم الأمر وتشابه عليهم البقر.. حيث انه في ذات المواعيد التي حضر فيها السيد«سوني لي» من الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وتم اعداد البرنامج المناسب لمقابلاته.. كان في ذات الوقت وذات الحين «وبالدقيقة» هناك سيناتور أمريكي آخر يزور البلاد في نفس الظروف وبنفس النمط والطريقة يزور بعض«الأمكنة».. والسيناتور«الما مزيف» جاء و«قعد» و«شرب» وأكل وانبسط وناقش مواضيع» وعمل اجتماعات.. وقابل «ناس كثيرين» وشخصيات نافذة جداً.. ثم سافر الى اهله بالسلامة.. وإن شاء الله ربما يرجع تاني.. وهذا السناتور«الما مزيف» بهذه المناسبة يحمل نفس الإعتقاد والأفكار حول عدم منطقية العقوبات الأمريكية ويبدو انه يسعى على الأقل للتخفيف من حدتها إن لم يتمكن من الغاءها في الوقت المناسب.. وما حدث أن السيناتور«الما مزيف» لم يشأ أن يتم نقل أخباره بأية وسيلة وبأية طريقة وبأية كيفية لأسباب راها منطقية .. بل طلب بالحاح عدم نشر أية صورة له.. ويبدو من المؤكد أن بعض الجهات الصحفية قد خلطت مابين السناتورين«احدهما حقيقي» والآخر «رجل أعمال فقط..» تزامن حضورهما في نفس الوقت فبينما سمع البعض بان هناك سيناتور أمريكي يزور البلاد شاهد البعض«سوني لي».. ولأن الأمر يشبه قصة«أحمد وحاج أحمد».. فقد تشابه البقر على بعض زملائنا.. وربما أن بعض الجهات المعنية قصدت عمداً ألا تقوم بتصحيح هذا الخلط.. وعليه وتلخيصاً لما ذكرناه نؤكد اولا بان السيد «سوني لي» هو رجال اعمال امريكي مشهور وله علاقات متميزة مع الكونجرس الامريكي.. ونؤكد ثانياً بان السيد«سوني لي» لم يقل بانه سيناتور ونؤكد ثالثاً بان هناك سيناتور أمريكي رفيع جاء في نفس الزمن ولم يظهر للاعلام وقضى حوائجه بالكتمان ورجع إلى اهله.. ونؤكد رابعاً بان هذا الخلط بين السيناتور الأمريكي الحقيقي ورجل الاعمال الزائر هو الذي أدى إلى كل هذه«الهيصة» .. وبهذه المناسبة فأنا أدعي بانني أعرف السيناتور الحقيقي الذي زار البلاد وأؤكد بانه سيعود مرة أخرى قريباً لمواصلة بعض الأعمال.