الدعوة التي أطلقها رئيس السلطة الانتقالية لدارفور في ورشة فهم الصراع القبلي في دارفور لبلورة إرادة سياسية لمواجهة تحديات الصراعات القبلية المتنامية بدارفور وإلى حراسة الاتفاقيات التي تبرم مع المتصارعين، ودعا كذلك إلى ضرورة حسم الصراعات القبلية كل ذلك لا شك في انه إحدى متطلبات السلام والإستقرار في دارفور. تحديات حقيقية تواجه السلطة الانتقالية وهي تتمثل في عدم اكتمال حركة التحرير والعدالة والترتيبات الأمنية حتى تتحول لتنظيم سياسي، فالأمن يعتبر أكبر معيقاً للتنمية في دارفور كذلك التحديات التنظيمية والادارية التي تواجه الحركة والتي انعكست سلباً على أداء السلطة الانتقالية. المشكلات الأمنية والتي تعتبر الجزء الأساسي في تدهور المريع الذي تشهده بعض ولايات دارفور، وكما للحرب متطلبات للسلام ايضاً متطلبات احداث كثيرة مرت بها مناطق دارفور بعد أن قضت الحركات المسلحة على اليابس والأخضر.. مؤتمرات كثيرة وورش عمل قامت لايقاف نزيف الدم بمناطق دارفور كان آخرها الورشة التي شهدتها اليومين الماضيين برعاية اليوناميد والاتحاد الافريقي والتي تغيب عنها عبد الواحد نور ومني أركو مناوي. شارك في الورشه أكثر من عشرين شخصاً من أعضاء العدل والمساواة جناح بشر وتحدثت الورشة حول وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، وتعتبر الورشة منتدى للمشاركين لتبادل وجهات النظر وتعزيز فهمهم في الأحكام الأساسية لوثيقة الدوحة للسلام مع التركيز على طرق ترتيب الترتيبات الأمنية النهائية، فيما يتعلق بتسريع السلام والتسريح وإعادة الدمج. إن أكبر خطأ ارتكبته الحركات الدارفورية هو تحالفها مع قطاع الشمال. الوثيقة التي طرحها الرئيس البشير تعتبر فرصة لتنادي كافة القوى السياسية السلمية والمسلحة لكي تشارك في ادارة الدولة خاصة وأن عملية الانتخابات لا يفصلنا عنها سواء عاماً واحداً. وعلى الحكومة الآن أن تقوم بتنفيذ برنامجها الذي أعلنته خلال الملتقيات والمؤتمرات وخلال وثيقة الإصلاح، وما نرجوه هو أن يكون الطاقم الوزاري الجديد امتداداً للطاقم القديم ليس هذا فحسب وأن يأتي بالجديد الذي يقر العين ويمسح جراحات الوطن كذلك ما نرجوه أن يكون هذا الطاقم تعبيراً عن هذا البرنامج والتوقعات المرجوة أن يتجاوز ماهو مقترح ومعلن فمثلا لقاء وزير الدفاع في البرلمان مؤخراً أكد فيه أن الجبهة الثورية وبقية الحركات المسلحة ستصبح من الماضي قريباً بمعنى انه سيتم دحرها والقضاء عليها في القريب العاجل. الآن خلافات كثيرة تعيشها المعارضة التي أصبحت تتخبط الآن بعد أن فقدت بوصلة اتجاهاتها، فالتباين الواضح بين القوى الرئيسية في المعارضة قد يفضي لجسم سياسي يعارض نتيجة لسيطرة المؤتمر الشعبي والشيوعي. أحزابنا السياسية الآن قد شاخت وهرمت فهي مطالبة بان يصل قمة هرمها دماءً جديدة شبابية حارة أن المعارضة فشلت في قيادة التظاهرات الأخيرة بعد أن بدأت شعبية لكنها تراجعت بعد أن تولت القيادات السياسية قيادتها وطوبي لمن هم وصلوا ال70و80 ومازالوا يتعاطون السياسة رفقاء بناء ورفقة بأنفسكم.