أخرجوا ما زاد من زاد وملبس وأغطية ..فهذا وقت الفزع * من مناظر اليومين الماضيين والفيلم الذي لم يبدأ بعد، وضح أننا حكومة ومجتمعاً لم نكن على استعداد كامل للخريف الذي كانت كل المؤشرات المعلومة عنه تشير الى أنه لن يأتِ كالمواسم التي سبقته قريباً. ورغم توفر هذه المعلومات وما تغير على الأرض من بناء للسدود في بلادنا وجوارها، إلا أننا ظللننا حكومة ومجتمعاً ننتظر الواقعة! * طوال الفترة الماضية كنا نسير بلا استعداد عملي لمجابهة الخريف وأن كثُر الاستعداد له بالكلام، بل والأدهى والأمر أن بناء المنشآت العامة والمباني الخاصة ورمي النفايات وترك مخلفات البناء في مجاري السيل وداخل المصارف وعلى الطرقات العامة، استمر وكأن الخريف القادم بعد مائة عام وليس على بعد ايام! *قد لايبدو عند البعض الوقت للجدل والبحث عن المسؤول وأنه وقت الفزع والإغاثة وهو موقف صحيح، ولكن ما لم تتم نظرياً ومنذ الآن بعض الخطوات للمحاسبة كما أسلفت أمس وسن تشريعات وقوانين واتخاذ اجراءات فيمن تسبب في انحراف مياه السيول والأمطار وخروجها عن مواعينها الطبيعية لتقتل وتهدم وتكسر، فإننا سوف نهدر وقتاً مهماً يتوفر فيه احساس وقتي قد ينتهي مع الزمن، ونحن شعب ضعيف الذاكرة وناسياً للمناسبات المؤسفة والسعيدة معاً! *من الصعب طبعاً إنجاز أخطاء عقود في أيام او شهور وحتى سنين معدودات، ولكن على الأقل يمكننا وضع حد للتجاوزات ومحاسبة المسؤولين عن هذا الوضع المأساوي الخطير، ويجب أن تكون لدينا قوانين وإجراءات وآليات واضحة في مسائل البناء والتشييد ورمي النفايات، إضافة الى عقوبات صارمة في وجه المخالفين، وهذا ما يمكن إنجازه في هذه المرحلة ومستقبلاً نرجو مراجعة كل بناء قائم وطريق مار على اسس هندسية صحيحة وأن تكون هناك إرادة للسلطات ومقبولية عند الناس لإزالة كل عائق امام سير الماء الطبيعي سواء أكان مطراً منهمراً او سيلاً من منحدر. *مع ذلك وقبله وبعده هو وقت الفزع والإغاثة والمروءة ولابد من تكاثف الجهد الرسمي مع الشعبي بلا تصنيف سياسي او بحث عن انجاز حزبي لإدراك المتضررين سكناً عاجلاً ولو مؤقتاً وغطاءً من البرد وغذاء يكفيهم حاجتهم ولاشك أن لدى الناس كثير من فائض الحاجة والذي جاء أوان الفضل به *إن قطعة مشمع ملقاة بالمخزن وملابس تتكدس بها دواليب الخشب، وطعام زائد عن الحاجة بالمطابخ والثلاجات إن لم تخرج هذه الأشياء الآن لمن يحتاج حق على من يبقيها حتى تفسد لعنة وغضب من الله شديد. على الطريق الثالث: ليس من العيب إعلان السودان منطقة كوارث وطلب الدعم الدولي قبل أن يتفاقم الوضع أكثر لا قدر الله.