صلاح حمادة هذا من قامات الكركاتير الحقيقة من غير زيف ارجو ان نكون بقدر ماكان في العطاء لهموم الناس وفنه الموجه للغلابة والكادحين.لا انسي ابدا اجمل واروع الضحكات التي منحنا لها صلاح حماد الذي زاملته في الحرية قرابه العام وقبل مغادرتي للسودان كنت اجلس معه امام الاضواء وهو يناول قهوته المعهوده بين انامله أكتب لك مقالاً عن ذكرياتي وصلاح حمادة وعبدالوهاب ابو راما الذي رحل ونحن نعمل في الحرية وكان قد اضعفة المرض ورقد طريح الفراش في مستشفي الخرطوم فكان صلاح يذهب اليه كل يوم ويبقي عنده وعندما نعجز نحن عن المشي سهواً يذكرنا به وعندما رحل رأيت كم هو مرهف صلاح ودموعه تسبقه وهو ينعي عبد الوهاب ابو راما.كان أهلاً للوفاء هو حي فل نوف له وهو ميت ، رحم الله صلاح حمادة -- الدقداق والصادق المهدي قالوا إنه كان يبدأ يومه بالبحث عن كاريكاتير عز الدين - قبله أزهري كان يبدأ يومه بها - بعده كان الترابي يبدأ يومه بها - والناس.. كل الناس.. إلى درجة أن الرسام عز الدين كان هو صاحب أعلى مرتب في السودان - وعز الدين كانت رسوماته ترصد الحياة.. والبحث عن القروش.. وتخبط الحكومات في البحث هذا - وأيام الصادق المهدي عز الدين يرسم وفي الرسم سيدة بيت تمسك (بفأر) تشمه وهي تقول في ابتهاج : أم م م.. بصل.. - والفأر ينظر بعيون منططة - كان البصل قد اختفى - والفأر له رائحة البصل -وكل شيء اختفى - وأيام النميري المرحوم جعفر بخيت يجتهد تماماً في إصلاح الاقتصاد.. وما يحدث يرسمه عز الدين وفي الكاريكاتير.. كنتين وكأن عاصفة استوائية قد ضربته.. وقرد يجلس على منضدة الكنتين -والكلمات تقول - عملتها كيف يا بخيت؟؟ - والسودانيون يسمون القرد .. (بخيت) من عمود الدقداق تلاتة – للكاتب إسحاق أحمد فضل الله – الأربعاء الماضى – صحيفة الإنتباهة -- الزول صلاح حمادة رحم الله صلاح حمادة ويكفيني فخرا بأنني كنت في يوم من الأيام صديق له، فكان صلاح حمادة بحق صديق صادق صدوق. له فلسفته الخاصة التي لا تنفصل عن الشارع، ولا عن مرتاديه، هكذا كان صلاح لا ينظر إلى أعلى لابتغاء مرضاة الصفوة، وإذا نظر إلى الأعلى فإنه يفرد لنظره حدود لا تقاس بالمحسوس المرئي ، ولكن تقاس بالعمق المتبحر في ملكوت الله يتخطى المعقول بشروده، ويحلق في سماء التفكير اللا منطقي ليعود إلى الأرض بكاريكاتير منطقي لا تشوبه شائبة هكذا كان صلاح حمادة . فإذا تحدثت عن التواضع فلا نجد مثالا يحتذى به إلا صلاح حمادة ، وإذا ذكرت الأخلاق أيضا لا نجد إلا صلاح حمادة ليكون عنوانا لها، وإذا.. وإذا، فلا حصر لمكارمه فهو ابن البلد العاشق لترابه فلا يحب أن ينفصل عنه فكثيرا ما تجده لا ينتعل الحذاء ولا يرتدي الغالي ولا النفيس ولكنه بتواضع شديد يضع عظمته الإنسانية الراقية في لباس رقيق الحال ليس فقرا ولكن حبا .