الخيانة صفةٌ موجود في الكثير من التعامل بين الناس، ولكن تتشكَّل الخيانة وتأخذ ألواناً مختلفة، فهنالك خيانة تغفر ، وتوجد خيانة سطحية وبعضها لها مبررات وظروف دعت إلى ذلك، بالإضافة إلى خيانة الصديق و التي تؤلم وتقضي أحياناً على العلاقات الجميلة والحميمة بين الأصدقاء، ولكن تكون خيانة الأخ مهما كان موقعها أقسى فهنالك إخوة يخونون بعضهم سواء في الميراث أو الأسرار العائلية أو حتى بسرقة حبيب أو زوج أو غيرها من الخيانات التي تحدث بين الإخوة وتقصم الظهر فتولِّد أحقاداً وغضباً وكرهاً أعمى يقضي على أجمل الصلات والعلاقات التي وُجدت في الأرض.. ولكن ماهو الإحساس الذي تخلقه خيانة الأخ؟ وهل يمكن أن تغتفر ؟! وهل خيانة الأخ يمكن أن تكون عواصف تُذيب الجليد؟ ٭ سامية صلاح تقول: هي فعلاً أقسى وأصعب نوع من الأشكال المتعدِّدة التي عرفت للخيانة فيمكن أن أخاصم من حولي من جيران ومعارف وغيرهم إذا خانوني ويمكن أن أسامح البعض على خيانتهم لي وأيضاً أستطيع أن أترك من أحببت إذا أحسست منه خيانة بالإضافة إلى أن أهجر زوجي أو أطلقه إذا خانني ولكن كيف أفسِّر خيانة أخي أو أختي وكيف أتحملها ولا أظن أنني يمكن أن أستطيع تجاوز خيانة أقرب الناس إلي ومن يهمني أمرهم ودمي يجري في دمائهم فإذا هم خانوني فماذا تبقى لي؟!! فالأخ أو الأخت هم النصف الآخر لشخصين فخيانته لي سوف تتعبني وتشعرني بأنَّ هنالك شيئاً خطأ في معنى الأخوة بيننا غير الإحساس الفطري الذي أوجده اللَّه بين الإخوة عندما خلقهم ولكن حتى وإن غفرت أو تناسيت خيانة الأخ تظل بعض الأشياء العالقة في العلاقة الأخوية ويصبح هنالك شرخ بيننا. ٭ الطاهر علي يؤكَّد أنَّ كل ما يحدث الآن من تطوُّر في الحياة يؤثِّر على العلاقات بين الناس عموماً لذلك لا نستغرب أن يخون الأخ أخاه في هذا الزمن ويمكن أن يصدر منه كل شيء، ولكن خيانة الأخ أو الأخت لأخيه تحدث شروخاً في العلاقة الأسرية ومهما حدث من تصالح بين الإخوة وغفروا لبعض تلك الخيانة لكن تظل هنالك بعض الأشياء العالقة التي لا تُنسى، وتدفن في الأعماق جروحاً تظل باقية. ٭ الأستاذة آمال عبد اللطيف باحثة اجتماعية تضيف: الأسلوب الذي يتربَّى عليه الإنسان والظروف التي يعيشها لها أثر قوي على سلوكه والبعض يتمسك بالمبادىء والقيم ونجد الكثير من الناس يخونون الأخ والأم والأب دون أن يشعروا بتأنيب الضمير أو التردُّد فيما يفعلون ولا يحسون أنَّ خيانتهم للأخ مثلاً خطأ أو غير مقبولة في المجتمع لذا نجد أنَّ الذي يخون أقرب الناس إليه إنسان غير سوي يفتقر إلى الكثير من الإيجابيات والمفاهيم التي نجدها في الدين والتقاليد الاجتماعية الموروثة.