في هذا الجزء من إدارة الإستراتيجية، نتحدث عن الرسالة وأهميتها وصياغتها وانها تمثل كلية المنشأة لمدى زمني محدد وطويل لنميز المنشأة عن رصيفاتها وقد نطلق على الرسالة أحياناً أغراضها وفلسفتها او معتقداتها او مبادئها، ويعتبر رجال الإستراتيجية أن أهم مواصفاتها صياغة للرسالة الآتي: أولاً: تحديد الوضع الراهن للمنشأة، والحالة التي يجب أن تكون عليها مستقبلاً. ثانياً: يجب أن يكون التحديد مميزاً يكفي لنفرق بها عن رصيفاتها. ثالثاً: تساعد في تقويم كل الأنشطة الآنية والمرتقبة. رابعاً: أن تكون مفهومة وواضحة على كافة أقسامها ووحداتها عموماً أن الرسالة المصاغة جيداً هي التي تخلق شعوراً عاماً يقود ويحرك كافة الأطراف المتعاملة مع المنشأة او المنظمة وأن التقييم الجيد للرسالة يعتبر ضرورياً وحيوياً لكل مراحل إدارة الإستراتيجية، الرسالة الفعالة هي التي تتحدى الزمن لابد أن نفرق بين الرسالة والرؤيا، لقد تحدثنا عن الرسالة Mission وقلنا لابد أن تصاغ بكلمات تعبر عن النتائج الكبرى التي تسعى المنظمة لتحقيقها والتي تدل على مبرر وجودها ومن المهم ان تكون ملهمة تعبر عن الفلسفة العامة للمنظمة من خلال الخدمات التي تقدمها للمجتمع ويحاسبها عليها.. في حين أن علماء الإستراتيجية عرفوا الرؤياء VISION بأنها حلم الإدارة والقيادة من تحقيق طموحات مستقبلية وانها تمثل درجة البصيرة والتفاؤل بالمستقبل والقدرة على أن يعيش الجميع حقيقة الرؤيا وأن يعملوا على تحقيقها ولابد من تحليل البيئة الخارجية التي تتضمن المراجعة الخارجية تجميع وتحليل كافة المعلومات بالنواحي السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والقانونية والتكنلوجية والجغرافية والتنافسية للتعرف على أهم الفرص والتهديدات التي تواجه المنظمة، والشىء الوحيد الثابت في البيئة هو أن كل شىء يتغير لذلك فإن الذي يتجاهل البيئة، لا نقول عنه ثابت في مكانه، وبالرغم من أنه لم يطرد من الحلبة إلا أنه سيتلقى ضربات موجعة تفقده توازنه فيصبح محتاجاً الى وقت طويل من الجهد لإستعادة زمام المبادرة كما أنه لابد أن تمر عليه المراجعة الخارجية الفاعلة بخمس خطوات هي: 1 اختيار المتغيرات البيئية الرئيسية 2 إختيار المصادر الرئيسية للمعلومات البيئية. 3 استعمال ادوات واساليب التنبؤ. 4 التنافس. 5 تكوين مصفوفة تقويم العوامل الخارجية. ولابد من تحليل عوامل البيئة الداخلية لكي نتعرف على تقويم جوانب القوة والضعف التنظيمية. وسوف أتناول في البيئة الداخلية الإدارة التي تمثل الهيكل الذي غالباً ما يقوم على ركنين اساسيين هما: أ التقييم الى وظائف وإدارات وأقسام ب التنسيق بين الإدارات والأقسام تعودنا في السودان أن نعاني من ضعف ملحوظ في التنسيق والتكامل بين «الأجزاء» بحيث تسير جميعها نحو الواحد ثم يأتي بعد ذلك التخطيط الذي يعتبر من الأنشطة التي تكشف الكثير من التداخلات بين الوظائف وسوف اتناول مركز تحديد وتحليل نقاط القوة والضعف من الناحية الإدارية ونبدأ بوظيفة المدير التي تمثل «التخطيط التنظيم الدافعية العمالة الرقابة». إن مثل هذه المراجعة الداخلية يجب أن تكون دورية ومستمرة لمرجعة لكل النقاط ضعفاً وقوة والعلاج اول بأول وحينما يعتقد المرء أنه قد بلغ القمة فإنه يكون قد بدأ يخطط فعلياً فلا نهاية للنجاح ولا كمال لبشر. لاحقاً بإذن الله سوف أتناول الأهداف واختيار الإستراتيجيات وخاصة البدل الإستراتيجي المناسب وتطبيق الإستراتيجية لتكون مدخلاً علمياً لدراسة ومراجعة الإستراتيجية في محلية الخرطوم للربع الأول من العام الأول من الخمس سنوات الأولى. والله ولي التوفيق..