سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدولة المدنية.. والمؤتمر الشعبي في طريق كمال اتاتورك «2» المؤتمر الشعبي «إسقاط النظام .. والثمن إسقاط الإسلام»
Mob: 0123904554
Email :[email protected]
وبهذا يكون المؤتمر الشعبي - وفق رؤية ونظرية «أخونا» كمال «اتاتورك»، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي - قد وقع في براثن العلمانيين والعلمانية، وهذا السؤال يطرح نفسه، ماذا عن قيادات هذا الحزب؟ .. وماذا عن قواعده التي التزمت الصمت وليست لديها ردة فعل قوية؟ .. خصوصاً في شأن ما يتعلق بالشريعة الإسلامية، والتي نحسب أن هناك قطاعاً واسعاً من منسوبي المؤتمر الشعبي قد قاتلوا وجاهدوا وهتفوا بأعلى أصواتهم «لا بديل لشرع الله، ولا ولاء لغير الله» بل واحتفلوا مع الشيخ الترابي، الذي كان يغني «بالكلمات» في أعراس الشهيد، ويحكي لهم حكايات عن الشهداء والجنة والحور العين. الآن الترابي يحاول التجارة « بالعلمانية»، بعد فشله الذريع في التجارة «بالدين»، ولكن قواعد المؤتمر الشعبي، وبعض قياداته الورعة التقية، أمثال الشيخ محمد الأمين خليفة، وعبدالله حسن أحمد، وآخرين، قطعاً ضد العلمانية، والدولة المدنية، والدولة الوظيفية، وأغلبية قواعد الشعبي ملتزمة، ولا تعرف أسلوب «الجرجرة» الذي يتبعه «الاتاتوركيون» الجدد، وجميعهم تم استقطابهم بمبدأ التمسك بالدين والشريعة كقانون سمائي نزيه ومنزه عن الأخطاء الدنيوية. الآن يتحدث بعض النافذين في المؤتمر الوطني عن المهزلة الحقيقية التي وصل إليها المؤتمر الشعبي، ولعبه بمشاعر الإسلاميين، وتنازله عن المبادئ السامية التي كان يدعو إليها، وهناك تيار داخل المؤتمر الوطني يدعو الإسلاميين الحقيقيين إلى أن يقولوا كلمتهم الآن بعد أن ثبت أن المؤتمر الشعبي قد تحول إلى حزب علماني «اتاتوركي عديل»، بقيادة الشيخ الترابي وأمينه السياسي«كمال اتاتورك»، كما أسماه «أهله» في الوطني، بعد تحالفه وحبه الشديد للأستاذ فاروق أبو عيسى والأستاذة مريم الصادق المهدي، والذين نجحوا وانتصروا لقضيتهم، وجعلوا الأستاذ كمال عمر إسلامي «نص كم»، بمباركة الشيخ الترابي، الذي تجعله مرارته مع المؤتمر الوطني يتحالف مع«إبليس» ضده. أكثر ما يؤرق الإسلاميين في المؤتمر الوطني، والبعض داخل المؤتمر الشعبي، دماء الشهداء، والتي فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها وهم يقاتلون دفاعاً عن الشريعة الإسلامية، ويعتبرون أن حديث كمال عمر مهزلة، ويسألون الناجي عبدالله - المجاهد الكبير - عن موقفه، وهل نسي هو الآخر إخوانه الشهداء وسط هذا الزحام؟، وهل نسي أن أعداء الأمس من الشيوعيين والعلمانيين هم حلفاء اليوم؟. وهناك من يتحسر ويسأل الشيخ يسن عمر الإمام، الذي ذهب ابنه أبودجانة مقاتلاً ومستشهدا في سبيل الدين والوطن. وأخيراً هناك دعوة ومطالب و«تفاهمات» من الإسلاميين النافذين في المؤتمر الوطني والشعبي، لإبعاد «كمال اتاتورك»، باعتباره نسخة سودانية من اتاتورك الذي دمر الدولة العثمانية، وقضى على قيمها، ويعتقدون أن كمال اتاتورك «السوداني» يريد أن يقصم ظهر الحركة الإسلامية بعلمانيته الصريحة، ولكن هناك من يتصدى له، باعتبار أن ذلك نوع من الجهاد، ويعتبرون أن كل من يذهب معهم في هذا الاتجاه سيكون مأثوماً ومجرماً في دينه ووطنه، وأن من يتحالف مع العلمانيين، والذين يدعون إلى الدولة العلمانية، في سبيل إسقاط النظام، يعد متآمراً على الإسلام والمسلمين، وبائعاً لدماء الشهداء الذين يقاتلون دفاعاً عن الوطن في مناطق العمليات والجبهات المختلفة.