هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    علماء يكشفون سبب فيضانات الإمارات وسلطنة عمان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في صالون الراحل سيدأحمد خليفة«1»
صالون غير إعتيادي: قضيتان وطرب الفريق دانيال كودي يكشف تفاصيل مبادرته للسلام بجنوب كردفان والنيل الأزرق النخلي والتجاني حاج موسى يحاكمون اللجنة بنصوصهم في الهواء الطلق
نشر في الوطن يوم 13 - 05 - 2012

كان صالون الرّاحل سيدأحمد خليفة بالأمس ، غير اعتيادياً ، حيث اتسم با لخفة ، والإنسياب المرح ، رغم الواقع المثقل والمثخن با لجراحات والنوازف، حيث كان فحواه قضيتان ، وطرب» طرب تماهي فيه الحضور مع الكلمة والحرف المموسق ، والأشعار الندية ، والأُغنيات الطروب.. القضية الاولى ، كانت هي السبب المفتاحي للخفة ، والإمتاع والمؤانسة ، أَلا وهي قضية الشعراء الذين حجبت لجنة النصوص بالمصنفات الفنية والادبية قصائدهم ، من أَعين الناس والقراء، وقضت بعدم جوازها للتغني والغرض . ولا نقول إنَّ السبب كان«الغرض» سيما ان الشعراء الذين رفضت نصوصهم ، ولم تتم إجازتها من فحول الشعراء في تاريخ الاغنية الحديثة ، ولهم باع طويل في ذلك المضمار، وهم بلا ترتيب : «مدني النخلي، والسِّر عثمان الطيب ، ومصطفى ود المأمور، والتجاني حاج موسى ، ود«دار السلام» ، الذي شدا، وأطرب ، وتحدَّث وأحال نهار الخرطوم القائظ ، هذه الايام إلى متكأً ، وسيماً ووضيئاً ، ممتطياً صهوة الكلام ، الذي بني منه قصوراً من الاشواق، وأرسل عبره تحاياه ونجواه، إلى «دار السلام» التي أصبحت مجازاً ، أُماً لكل أهل السودان ، وكذلك فعل رفاقه من الشعراء. اللجنة التي حجبت النصوص كان المفترض أن يحضر منها ممثلين، ولعل الحلنقي كان على موعد معنا للمشاركة، والايضاح ،ولكن حال بينه والحضور ظرف نتمناه أن يكون خيراً، مع إنَّنا كنا نعوِّل على توضيحه ، لأن هذه النصوص المحجوبة ، والتي أطلق سراحها الصالون ، وجدت إجماع عندما شنَّفت آذان الجميع واستغرب الكل ، لإيقافها ، وغالب الشعراء المتضررين شحَّ أَنفسهم وعرضوا، بضاعتهم متسائلين.. عن الاسباب التي لم يحاطوا بها . ولولا بعض من ثقة في القائمين علي أمر اللجنة من شعراء لهم وزنهم وحسهم ، لأطلقنا لنظرية المؤآمرة العنان بما يسد أُفق البصر والبصيرة. والقضية الثانية والتي لم تخلو من تداخل مع الاولى على الأقل من ناحية التأثير الثقافي ، والموروث الشعبي، في إيجاد سُبل السلام ، والتعايش السلمي ، كانت هي قضية جنوب كردفان والنيل الأزرق ، متمثلة في مبادرة الفريق دانيال كودي«الحركة الشعبية تيار السلام» التي قدمها لرئيس الجمهورية كمبادرة تسعى لحقن دماء أهل السودان وإرساء السلام والاستقرار، تم عرض المبادرة والنقاش حول فلاحها في المسعى النبيل ، الذي قدمت من أجله كما أسلفت . الجزء الأول من الصالون، كان هو قضيّة الشعراء ، ولجنة النصوص .
حيث افترع الحديث الأُستاذ عادل سيدأحمد رئيس التحرير، بالبداية المعتادة، قراءة الفاتحة ، والتَّرحُم علي روح الاستاذ ، بمشاركة جميع الحاضرين وبعدها ، تحدَّث قائلاً:« نسعد في هذا الصالون أن يكون بيننا الشعراء الكبار هؤلاء، والأُدباء ، الذين امتعوا الشعب السوداني ، بأَدبهم الرفيع ، وبكلماتهم المعبرة وأثروا وجدانه ، وذكر أن والده الرّاحل الاستاذ سيد أحمد خليفة ، كان شديد الإهتمام بالشعر والشعراء.. وأضف : «أنه لا انفصام بين الشعراء وأهل الاعلام، مؤكداً أنه لولا الاعلام لما وجد الشعراء منفذاً يعبرون منه إلى الناس والمتلقين. وأردف :أن الصالون قدّم من خلال الفترة السابقة ، برامج متعددة لقضايا مختلفة ، وقال : كنَّا حريصين كل الحرص أن يكون صالون الرّاحل سيدأحمد خليفة ، مساحة للحوار الهادف ، والموضوعي في قضايا شتي ، وذكر أنه قد استضاف الصالون، وشرَّفهُ من قبل أدباء، ورياضيون ، وأردف : لذلك خرجنا من دائرة أن يكون الصالون منبراً سياسياً محضاً. وقال الاستاذ عادل إنِّنا لاحظنا أن الحضور دائماً ما يستمتعون بأي برنامج غير سياسي ، رغم أن السياسة هي من تدير حياة الناس. وأضاف : أنَّ الصالون اليوم سيناقش قضيتين ، أرجو أن نناقشهما بموضوعية ، وهدوء ، حتي نخرج منهما بكلمة طيبة ، وحلول ، والكلمة الطيبة هي من أهداف هذا الصالون، لأنَّها صدقة ، وسيكون الجزء الاول قضيّة الشعراء الذين هم بيننا ، والجزء الثاني من الصالون مبادرة الفريق دانيال كودي ، ثُمَّ بعد ذلك ، نقل الاستاذ عادل المايكفرون ، للاستاذ جمال عنقرة ، مستشار التحرير الذي درج على إدارة دفَّة الحوار وتنظيم ، وتوزيع الادوار وفرص النقاش في الصالون ، الاستاذ جمال تحدَّث بعد أن حمد اللّه ، وقال : سنبدأ بقضيّة الشعراء المهمة هذه ، والتي تمت إثارتها في وسائل الاعلام خلال الايام الماضية واستغرب لتكبيل هذه النصوص قائلاً: هذا الأمر تم في وقت حرر فيه الاقتصاد ، وحُررت فيه المعاملات ، والعملات وحُرر فيه الانسان ، ونحن في الصحافة نسعى لحريات أوسع وأكبر، ومن بينها ماحدث من تطورات. يُنقل القيد الصحفي من مجلس الصحافة إلى الاتحاد العام للصحفيين السودانيين ، وهو يؤكد اضطلاع الصحفيين بشؤنهم وتدبير أمورهم بأنفسهم وصولاً إلى حريَّاتهم المنشودة، وتحديد المعايير التي تدير مهنتهم.. واضاف الاستاذ جمال نبدا الاستماع لتفاصيل هذه القضية بداية بالنصوص التي رفضت لهؤلاء الشعراء وضربة البداية مع الاستاذ التجاني حاج موسى ليحدَّثنا ويقرأ النص الممنوع.
٭ حديث التجاني حاج موسى
كانت انطلاقة حديث الاستاذ الشاعر التجاني حاج موسى بالشكر لاتاحة الفرصة له في الصالون وقال إنه يشرفني أن أكون في هذه الدار التي شيدها أخانا الأكبر سيدأحمد خليفة ، وقال :إنه من الجميل أن أبناء الراحل المقيم سيدأحمد خليفة ، قد ساروا في نفس الطريق الذي سار فيه ، حتي وافته المنية وقال: «الموضوع الذي نحن بصدده ويخصنا شخصي، والاستاذ النخلي ، والسر عثمان الطيب وآخرين. أولاً أقول للتاريخ : أنا لم أقدّم النص الذي تم رفضه من اللجنة ، حتى تتم اجازته ، بل قدمته احدى الفنانات بعد ان اخذت القصيدة من الدكتور الموسيقار أخي يوسف حسن الصديق ، وهو للذين لا يعرفون يوسف موسيقي متلزم بقضايا وثقافة الطفل ونال الجائزة الذهبية للمهرجان الثقافي العربي الذي عقدت فعالياته بالأردن عام 1997م، بقصيدة«بدري صحيت من نومي» ومن هي من كلمات الشاعر الاستاذ إسحق الحلنقي ، ولي مسيرة كبيرة جمعتني مع يوسف حسن الصديق ، كان قوامها أكثر من«80» عمل للأطفال أشهرها«شوفوا دينتنا الجميلة» ومتشكرين ومقدرين.. القصيدة المرفوضة كانت عبارة عن شعار لمسلسل إذاعي أُذيع في الثمانينات بعنوان«التاتيبة والبيّارة» وكان يناقش قضايا العطش والجفاف ، والتصحُّر وطلبوا من شخصي ان اكتب قصيدة المقدمة واختاروا الدكتور يوسف ،لتحلينها والفنان الراحل المقيم خليل إسماعيل ، ليؤديها وقد كانت اغنية موفقة خاصة اذا وضعنا في الاعتبار الموسيقي، المتخصص والفنان المميز ، المؤدي خليل إسماعيل، وأنا لا احفظ القصيدة بيد أنني اذكر أن النص يتحدث بلسان بنت من غرب السودان ويقول:
يا ماشيْ لي ألمِي
لو ألمِي ما كفَّاك
بسقِيكَ من دمَّي
هاك شِيْل قِليبِي معاك
وأضاف التجاني هذه الاغنية مسجلة الآن بالاذاعة وقد اجازتها لجنة برئاسة الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب والآن عندما عرض النص علي هذه اللجنة من قبل الفنانة التي ارادت ان تغنيه تم رفضه ، واذا قرأَتمُ النص لن تجدوا فيه ما يسئ ، للنظام العام أو الادآب ، أو يدعو للفتنة ،أو يدعوإلى ا لحرب ، وبالطبع لايوجد فيه أي عَيب من عيوب النظم.
٭ مدني النخلي نص وآسف
الاستاذ مدني النخلي تحدث يأسف عن رفض النصوص التي تخصه والاخرين ، وقال أنا حقيقة ، اتمني أن يتحدَّث لنا الأخ التجاني حاج موسى أكثر ، عن« تمرحل »اجازة النصوص والمعايير الفنية خاصة وأن التجاني رئيسا للجنة المصنفات الادبية والفنية ، اما بخصوص النصوص التي تم رفضها لي هي أربعة نصوص من ضمن ثمانية في «البوم» للفنان خالد محجوب«الصحافة» وقام بتقديمها بعد استيفاء الموسيقي والالحان ، ورفضت الاعمال الاربعة بحجج غريبة، أحد الاعمال بعنوان«عظمة هواي»، والسبب في هذا النص «كلمة عظمة»وطلب مني اعادة تقييم وتغيير وانا رفضت باعتبار ان النص متماسك وليس هناك داعي ، والنص الثاني بعنوان«عشم بابكر» واعتقد ان كلمة بابكر تُخِيف الكثيرين لانو«باكر» ما موجود في حياتنا.
ومطلع هذا النص يقول:
في عينيك عشم بابكر
ما انتي العمر كلو
والشمس الوشاحة ورود
وزغرودة بتدخل الناس
خبر زمنا بجي وموعود
وبقية النصوص لا مجال لاستعراضها ولكنها كلها نصوص غنائية أنا ذهلت للفهم الذي ترسخ عند رئيس اللجنة بان هذه الاعمال تنحو منحى السياسة ، في حين أن هناك نصوص اخطر منها تمشي طليقة بين الناس.
٭ السر عثمان الطيب قبض القصيدة وموات«كوكادام»
تحدث السر عثمان الطيب الشاعر المرهف ،و ترحَّم على الراحل سيدأحمد خليفة ، والشاعر محمد الحسن سالم حميد ، وبعد الشكر على اتاحة الفرصة قال: ان هذا النص الذي تم رفضه وعدم اجازته من قبل اللجنة هو كتب في اجواء اتفاق الميرغني-قرنق 1988م«اتفاق كوكادام» ولكي لا نظلم هذه اللجنة فاللجان كلها تتشابه ، فقد أعطي للجنة بالاذاعة ، قبل ذلك ، وتعرض للكثير من التخريب ، ولكن عموماً ، هذا النص ظل حياً ، وحتي أمس الاول كنا نغني فيه ، ويقول في النص:
عقيدتي وديني اسلامي
يا شُول ليْك مسِيحِيتَك
وتراب سودانا لينا سوا
تعال شان جرحنا الدَّامي
نحدْ نزفوا نكُوس ليْه دوَا
تملِّي عدونا متربِّص
يصيد المتلي والمتلك
نفق دُولارُو شرَّك لي
بَنيَّتَك لقمة قانص لك
يعاين فيها يتمادت
يجلجل ضَحْكتُو ويَشْمَت
وللنص بقية.
٭ مبادرة كودي
الجزء الثاني كما ذكرت عاليه ، كان عن مبادرة الفريق دانيال كودي ، الذي بدأ بعرض نقاط المبادرة ، قائلا: قدمت المبادرة للاخ رئيس الجمهورية ، وجلست معه لاكثر من «ساعة ونصف » ،ناقشناها باستفاضة ، وكذلك تناولنا الحديث عن الوضع السياسي الراهن ، في السودان بصورة عامة،والمناطق الملتهبة على وجه الخصوص ، ومبادرتي هذه جاءت استكمالاً ، للمبادرة التي قبلها ، حيث أن المبادرة السابقة ، لم تعد تستوفي كل أسباب الحلول ، لانه قد حدثت مستجدات كثيرة في المبادرة السابقة كنا نتخوف من الحرب بين الدولتين والان هناك حرب فعلية على ارض الواقع قد حدثت اضافة الى مترتبات أُخري على وضع إعلان الحرب الذي نعايشه وكذلك الجديد قرار مجلس الامن وخارطة الطريق للحل التي فرضها علي الدولتين في غضون وقت .
وجيز ونريد أن نعلَّق على ما ورد في المادة«16» من قرار مجلس الامن ، بخصوص المنطقتين«الذي يشدد فيه المجلس علي ضرورة الحوار القائم على احترام الوحدة والتنوع والرجوع الى الاتفاق الاطاري ، الذي وقِّع في اديس ابابا بخصوص المنطقتين ، وهذا الامر يعود في الاساس بالمسؤلية الى حكومة السودان ، والحركة الشعبية لقطاع الشمال ، وضرورة الشراكة السياسية ، بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والمؤتمر الوطني ، والوضع الآن هو ان الدولتين وافقتا من حيث المبدأ على وقف العدائيات ووقف دعم حاملي السلاح من الجانبين ، واعتقد ان الالتزام بقرارات مجلس الامن والاتحاد الافريقي يقود الى ضرورة ان تتحلى الدولتين بالارادة للوصول الى حلول سياسية.
الامر الآخر والمهم هو ضرورة الفصل بين الفرقتين التاسعة والعاشرة الموجودتين بالاراضي السودانية ، ومكونتين بالاساس من ابناء جنوب كردفان والنيل الازرق يجب الفصل بين هاتين الفرقتين والجيش الشعبي لجنوب السودان ، الذي يموِّل الفرقتين ، وتنتميان له اداريا ، واذا كنا نريد ان نحل هذه المشكلة ، لابد ان يكون هناك فك ارتباط.
والواقع انه اذا التزم الجنوب بعدم دعمهم ، ستكون هناك مشكلة في بقائهم ، وامدادهم ،وانعدام الدعم اللوجستي وغيره ، مما يجعلهم تحت ضغط يقود الى الحلول السلميَّة لانه حينها يصبح لا مفر امامهم ، ولا جهة ينفذون اليها ، او تدعمهم.
٭ عبدالرحمن أبو مدين وللمنطقة الاخرى حديث
وكان الاستاذ عبدالرحمن ابو مدين رئيس المؤتمر الوطني بولاية النيل الازرق ايضا حاضرا ، وتحدَّث عن القضية خاصة وان النيل الازرق ايضا جزء من الازمة، ابو مدين شكر اسرة الصالون وترحم علي الراحل سيداحمد وقال ان هذا العمل صدقة جارية ثم اضاف قائلا: اننا نؤكد ان الهدف الاساسي الذي نسعى له دوما هو السلام الذي هو اسم من اسماء الله وايات الكتاب الكريم تدعو له «وان جنحوا للسلم فاجنح لها» وتعلمون ان اول ما فعلته ثورة الانقاذ منذ مجيئها كان هو مؤتمر السلام الذي دعيت له كل العقول النيرة بمختلف انتمائها من كل اهل السودان وكذلك المبادرات الكثرية التي كانت في اثيوبيا وابوجا ونيفاشا ومشاكوس وانجمينا ومصر كل ذلك كان بحثا عن السلام واقول بعد التامين علي اهمية مبادرة دانيال كودي انني كنت مشاركا في تنفيذ اتفاقية السلام اقول انه نحن تعاملنا منذ البداية بروح الاتفاق وليس نصوصه ونفذنا مايلينا بنسبة عالية واخواننا سراج رمضان الحاضرين معنا الان وغيرهم شهود علي الروح الطيبة التي كان منذ التفاوض وحتي التنفيذ وعمل المشورة الشعبية والشراكة قبل وبعد الانفصال واذكر انه في المفاوضات كان هناك روح عالية وتناغم حتي ان الوسيط الكيني «لازارس سيمبويا» كان قول من هو رئيس الوفد مالك عقار ام ابو مدين ثم جئنا بعد الاتفاق وبدانا في التطبيق ورسم الهياكل وكان العمل يسير بصورة طيبة واقول انني قصدت بكل الذي قلت انه لو اننا التزمنا بتنفيذ اتفاق السلام بالروح الطيبة التي بداناه بها لما احتجنا لكل هذه المبادرات.
نواصل
--
من شرفة الصالون
٭ شهد الصالون أمس ، وعلى الهواء، قصة بعنوان «نصوص مرفوضة» كان أبطالها الشعراء: التجاني حاج موسى، ومدني النخلي ، وود المأمور.. والسِّر عثمان الطيب ، والقصائد التي رفضت قصائد قديمة ،كُتِبَت منذ سنوات.. القصة كانت شيِّقة تسيَّدها البطل ، وغاب عَنْها الخائن.. الذى كان يمكن أنْ يُضفي على القصة إِثارة كاملة الدسم.. «إنْ شاء اللّه ، تكونوا عِرفتوا الخائن»..!
٭ الكومندان ،أو الفريق أو الأُستاذ دانيال كودي ، شارك للمرة الثانية ، في صالون الرّاحل سيدأحمد خليفة.. وطرح مبادرة قيمة، لإيقاف نزيف الحرب ، وزرع السلام ، لمواطني جنوب كردفان، والنيل الازرق.
٭ رمضان يس ، معتمد الرئاسة ، وسكرتير عام حزب الحركة القومية ، شارك في الصالون ، وتحدَّث بصراحة وقال: إنَّ الفريق دانيال، كان قائده، ويُحبُّ أكل «البَامية»،وأَنه يتعبَهم جداً، وهم يبحثون عن «البامية» من أجله.
٭ سراج علي حامد وزير الدولة بالأوقاف ، شارك في الصالون وطالب بأن يكون الجميع على قلب رجل واحد، ضد قرارات مجلس الأمن.
٭ الشاعر التجاني حاج موسى قال: إنَّ قصيدته التي رفضتها لجنة النَّصوص ،أدَّاها الدّكتور يوسف حسن الصديق . وقال التجاني إن رفض القصائد من قبل اللجان، ليس جديداً، وأَنه شخصياً ضِد اللجان، في العمل الابداعي. وذكر أنه قبل سنوات عدة ،رفضت اللجنة، برئا سة محمد سعيد العبادي ، قصيدة ، سعد الدَّين إبراهيم«حكاية عن حبيبتي» . وقِيل إنَّ العبادي قال: «عليَّ الطلاق ،أنا ما اجيز» .
هذا النص الذي يقول فيه:
الحمامات الحزينة قامت أدَّتا برتقانة..
في حمامة في الدنيا تشيل برتقانة..
٭ الاستاذ عبدالدافع الخطيب الامين العام لوزارة الاعلام شارك في الجزء الأول من الصالون ، وقدّم مداخلة حول إجازة النصوص . الوطن تكشََّفت لها علاقة« مصاهرة » بين الكاتب الصحفي أبوبكر الزومة ،وعبدالدّافع الخطيب إذ أن دكتور حامد،« شقيق» الزومة ، وعبدالدافع«عدلاء» والزومة، منتشري.. وليست ضايقي..
٭ السَّماني الوسيلة شارك في الصالون، ووضح أن زمالة دراسة كانت تربطه، بالشاعر التجاني حاج موسى، وهما من منطقة واحدة ،التجاني قال :إن«دار السلام» والدته «خالة» السّماني.
٭ أبَّشر رفاي ، طَالَب بإقامة صالون خاص ليناقش مسار مشروع الحل النهائى لمشكلة السودان، وطَالَب با لحديث عن المسكوت عنه.
٭ جمال عنقرة ،أَدارَ الصالون بدقة ، وتنظيم شعراً وسيا سية، وغناء، ومنح أجمل الاوقات للحاضرين ،الذين خرجوا سعداء ، ويلهجون بالدعاء للرّاحل سيدأحمد خليفة .والأُمنيَّات ،لأبنائه الذَّين وقفوا على راحة الجميع ضيافة، وترحيباً ، ومشاركةً ، في الحوار.
٭ الفنان الطِّيب مدثر، قدّم فا صلاً ، غنائياً ، بقامة الصالون ، أَمْتَع الحضور، واَنتَزع التصفيق إعجاباً وتقديراً.
٭ الكاريكاتيرست سامي المك الذي زامل الراحل سيد أحمد خليفة في عدد من الصحف قدم صورة تذكارية التقطها بنفسه للراحل وقال انه جزء من الوفاء والعرفان الذي يستحقه سيد أحمد خليفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.