سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مليون دولار للرئيس نميري بدار المال الإسلامي أصل الحكاية علي عبد الله يعقوب : الأموال التي تسلمها الصادق والميرغني والترابي لا علاقة لها بالأسهم
هذه هي قصة تأسيس بيت المال الإسلامي والقذافي تسبب في إفشال هذا المشروع الضخم
على خلفية ما أثارته «الوطن» حول وجود أسهم باسم الرئيس الأسبق جعفر نميري بدار المال الإسلامي والتي يُقال إنها تقدر بنحو مليون دولار كان الأمير محمد الفيصل قد منحها للعديد من القيادات والرموز السياسية إبان زيارته للبلاد والتي شهدت إفتتاح بنك فيصل الإسلامي. للوقوف على حقيقة الأمر أجرت «الوطن» حواراً ساخناً مع الأُستاذ علي عبد الله يعقوب القيادي الإسلامي المعروف، وكان الحوار لأسباب عديدة أبرزها أن علي عبد الله يعقوب أحد مؤسسي دار المال الإسلامي بجانب أنه مدير مكتب الأمير محمد الفيصل، بل كان لشيخ علي عبدالله يعقوب الدور البارز في تلك الزيارة التاريخية والتي شهدت تأسيس وإنشاء بنك فيصل الإسلامي الذي يُعد يعقوب أحد مؤسسيه. و«الوطن» التي طرحت أسئلة محددة قد خرجت بالعديد من المعلومات والإفادات حول بعض القضايا إبان فترة الرئيس الأسبق نميري عليه رحمة الله ..! وحتى لا نفسد اللقاء نترك القارئ مع تفاصيل الحوار التي جاءت علي النحو التالي: ٭ عم علي تتجاذب المجالس الحديث حول أسهم خاصة بالنميري كان قد أعلن عنها سمو الأمير محمد الفيصل إبان زيارته التاريخية للسودان والتي شهدت تدشين بنك فيصل الإسلامي.. ما تعليقك؟ - أولاً نشكر الصحيفة لأنها فتحت هذه النافذة التي ربما لم يسمع بها أحد من قبل.. وحقيقة الأمر أنني اتحدث في هذا الأمر لسببين : السبب الأول: أنني مدير مكتب سمو الأمير محمد الفيصل، والسبب الثاني: أنني أحد أعضاء أو يمكنك أن تقول مؤسسي دار المال الإسلامي .. والحقيقة فيما يتعلق بالحديث الذي نشرته «الوطن» هو أن سمو الأمير محمد الفيصل عندما انشأ دار المال الإسلامي إقترح أن يمنح بعض القيادات السياسية وبعض الرموز العربية الإسلامية أسهماً وأبرز هؤلاء السلطان زايد رئيس دولة الإمارات والرئيس جعفر نميري والسيد الصادق المهدي والدكتور حسن الترابي .. كل هؤلاء تم منحهم أسهم اسميه دون دفع قيمة مالية محددة. ٭ يُقال إن بعض هؤلاء قد استلموا أرباحاً من خلال تلك الأسهم..!؟ هذا لم يحدث على الإطلاق والمؤسف أن دار المال الإسلامي أُصيبت بخسائر مالية فادحة في بوابة نشأتها خاصة أنها كانت تعمل في مجال الذهب وكانت الخسارة قد بلغت 05 مليون دولار، وكذلك ان الدار كانت قد مولت البترول في السودان بمبلغ 61 مليون دولار ولم يتم دفع المبلغ، كل هذه العوامل كانت سبباً في تراجع اسهم الدار. ٭ ولكن وحسب المعلومات أن السيد الصادق المهدي قد إستلم نصيبه وكذلك الميرغني وآخرون..؟ - الذي أعرفه أن السيد الصادق المهدي كان قد طلب النميري عندما شيد جامعة النيلين استلم مبلغ مائة الف دولار وكذلك السيد محمد عثمان الميرغني.. ٭ هل هذه المبالغ لها علاقة بالأسهم المزعومة؟ لا .. كل مافي الأمر أن هذه المبالغ كان المتبرع بها هو سمو الأمير محمد الفيصل ولا علاقة لها بأموال الدار. ٭ بنك فيصل الإسلامي يقال إن الرئيس نميري كان قد صادق عليه بمجهودات شخصية ومراسلات عديدة بين الرئيس والأمير محمد الفيصل؟ الحقيقة التي لا يعرفها البعض ان الرئيس نميري عندما أطاح بالشيوعيين بعد انقلاب هاشم العطا قد سافر لأداء «حجة الشكر» بعد القضاء على مجموعة هاشم العطا.. وهذه الزيارات قد فتحت علاقات جديدة بين الأمير فيصل والنميري وأذكر أن الأمير فيصل كان قد إستقبل النميري إستقبالاً كريماً، وأذكر وأنني كنت شاهد عيان على تلك الأحداث أن السعودية قد قامت بتوزيع الحلوى بالطائرات وأقامت أكبر احتفال تشهده المنطقة وأذكر أنني كنت ضمن مجموعة من المعارضين منهم الشريف حسين الهندي وعمر نور الدائم، فكانت فرصة للقاء نميري ولكن لم تتم المقابلة التي تبناها فيما بعد الأمير محمد الفيصل، واذكر جيداً وبحكم علاقتي به عندما زار الأمير محمد الفيصل كوّن لجنة من خلال زيارته الى الدمازين في رحلة صيد، وأذكر أنه قال بأن السودان سيصبح سلة غذاء العرب، وذلك بعد أن وقف على موارد السودان بنفسه، فقرر إنشاء مشروع الدمازين بمساحة تقدر بنحو نصف مليون فدان وشرع في تنفيذ المشروع الذي كوَّن له لجنة برئاسة الدكتور السماني عبد الله يعقوب وآخرين، ثم جاء بعد ذلك فكرة إنشاء البنك لتمويل المشروع وأذكر أن الرئيس نميري قد سلمته خطاباً من الأمير فوافق على الفور شريطة تقديم دراسة جدوى. ٭ لكن المعلوم أن الأمير محمد الفيصل قد زار دارفور في فترة من الفترات؟ - هذا صحيح وكانت الزيارة تلبية لدعوة بعث بها الإمام الهادي واذكر جيداً أن الأمير في تلك الزيارة قد قال بعد أن شاهد الخيول والرجال، قال لو كنت أملك هؤلاء الرجال والخيول لكنت حررت فلسطين من قبضة اليهود. ٭ وماذا بشأن البنك وهل يعاني من مشاكل؟ نحمد الله أن ارباح البنك في تصاعد وبجانب البنك تم إنشاء شركة التأمينات الإسلامية كأول شركة في العالم، والبنك والشركة استوعبا آلاف الموظفين والعاملين وبالتالي فتحت نوافذ لملايين الأُسر، بل أن البنك ظل يوزع سنوياً مبلغ 4 مليارات من الجنيهات لإنشاء الخلاوي والمساجد بجانب العديد من الكفالات المتعلقة بالأيتام بجانب مبالغ كبيرة تذهب للمسلمين الجنوبيين، هذا فضلاً عن توزيع مبالغ لطلاب المدارس والمساكين والفقراء. ٭ ألا توافقني الرأي بأن مسألة استقطاب الأموال من السعودية قد تراجعت؟ هذا لم يحدث فهنالك مشاريع استثمارية عديدة في مجالات متفرقة يمكن ان تسهم في دفع عجلة التنمية والإقتصاد ولا أبوحك سراً إن قلت لك بأن السعودية ظلت تساهم وتشارك بإستمرار في كل أزمات السودان خاصة الإقتصادية الحالية، وأحسب هذا ليس بغريب على الأشقاء السعوديين، واذكر إبان فترة النميري كانت البلاد في ضائقة مالية كبرى بسبب أزمة الوقود خلال حقبة الشريف التهامي، وأذكر أيضاً أنني سافرت الى مصر وقابلت الأمير محمد الفيصل وشرحت له الموقف فما كان منه إلاّ وأن وجه بتكوين محفظة مالية استطاعت أن تغطي حاجة البلاد من البترول لفترة ثلاثة أشهر، وكذلك كان للأمير محمد الفيصل افكار إقتصادية كبرى حيث كان يخطط لإنشاء المثلث الإقتصادي من السعودية ومصر والسودان، وأعتقد ان هذا المشروع كان بمقدوره ان يحقق التنمية لولا تدخل القذافي الذي أجهض المشروع من خلال سبه للسعودية داخل مسجد الخليفة بأم درمان.