لم يذكر القرآن الكريم حقوق اليتامى عبثاً، بل أن التعدي على حقوقهم نزلت فيه آيات تدل على خطورة ذلك الأمر، ولكن هل فكر كل من أكل مال يتيم أن عقابه عند الله عسير؟، وعلى الرغم من أن اليتيم يحتاج إلى الرعاية والاهتمام بعد وفاة والديه، إلا أن أغلب الأقرباء يأكلون حق اليتيم دون وجه حق، بل يفترون ويزورون الأوراق، وأحيانا يقتلون اليتيم ليرثوا حقه، حتى صار مال اليتيم مستساغاً بكل سهولة لهم، ودون أن يرمش لهم جفن. ولكن، ألا يدركون أن الله يمهل ولا يهمل..؟! وأن أموال اليتامى .. نار في أفئدة الأقرباء عبدالفتاح خالد يقول: لم يعد هنالك من يخاف من عقاب الله، فكم من عم أكل أموال أبناء أخيه اليتامى، وكم من خال وعمه وخاله وغيرهم ممن ينتمون إلى شجرة العائلة ظلموا اليتامى وأكلوا أموالهم واعتدوا على حقوقهم جهاراً نهاراً وبطرق ملتوية وبتزوير ورشاوى، حتى يصلوا إلى ما يريدون، ولكن هل ينفع مال اليتيم أحد؟، وهل ترتاح البطون التي أكلت مال اليتيم؟، أم تحس بتلك النيران التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ألا يحسون بنيران تشتعل في بطونهم؟، ولكن ماتت ضمائر أولئك المقربين، الذين يأكلون أموال اليتامى ومن يقربوا لهم دون وجه حق. سلمى عبدالله تؤكد: ضعف الإيمان، وعدم وجود رحمة في قلوب الناس، هي من الأشياء التي تدفع البشر إلى أكل مال اليتيم والتعدي على حقوقه دون رحمة، حتى أنه لم يعد هنالك من يرحم اليتامى ويحافظ على حقوقهم، وما ندر أن تجد أقارب يحافظون على أموال أبناء أخيهم أو أختهم أو ما شابه ممن تركهم آباؤهم أو أمهاتهم وماتاوا أمانة عند أهاليهم، فكم من عم جار على حقوق أبناء أخيه اليتامى دون رحمة منه. الشيخ محمود رحمه الله «إمام مسجد» يضيف: للأسف، إن الظلم والتعدي على حقوق اليتامى أصبح من أقرب الأقربين إلى أولئك اليتامى الذين لا حول لهم ولا قوة، ولكن ضعف الإيمان والطمع جعل الأقارب يلهثون وراء الحرام ومال اليتيم دون وجه حق ولا خوف من الله الذي قال:(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً كانما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً).