الخروج عن النص مصطلح فني درج علي استخدامه في النصوص الدرامية المسرحية ويوصف المسرح بأبي الفنون لخصوصية عنصر المباشرة والتلقائية والارتجال، ولا وسائط فيه بين الفكرة المرسلة والمتلقي الذي لايبعد الا بضع أمتار عن خشبته ،الرسائل عبر المسرح كما هو معلوم يجسدها شكلاً شخصوص بشرية تتحرك وترقص بقصد في اطار لقوي يعرف بلغة الجسد ،وتضحك وأحياناً تبكي هذه الشخوص وتفعل اكثر من ذلك لإرسال اشارات ودلالات عميقة لمحتوي النص، واستكمالا للشكل تصطف المؤثرات الضوئية و الصوتية و الديكور واللون وكل ذلك لخلق بيئة الحدث المراد أيصاله للمشاهد، بجانب النص المسرحي نفسه الذي يشكل المضمون، هذا الجهد الفني قد يذهب ادراج الرياح ويفقد رسالته إذا ماخرج أحد المؤديين علي المسرح عن النص، وزج باشيائه الذاتية في القرن النص في غمرة نشوة الأعجاب بمن قبل المشاهدين واشاداتهم به وبذلك تاتي مهنية المؤدي في إللالتزام بالنص حرفاً وروحاً حتي لايحدث خلل في هيكلة الخطة المعدة وتشويش المعاني الرسالية ويفسد العمل برمته . ظاهرة الخروج عن النص في المسرح السياسي مجازاً كثيراً ومتعددة الأشكال والألوان وغالباً ماتكون كارثة ووبال علي البناء الوطني والسياسي والاقتصادي علي حداً سواء الصراع السوداني الشمالي – الجنوبي ومطالب الجنوبيين وخروجهم عن السلطة المركزية في الشمال منذ ماقبل الاستقلال بحجج الظلم الواقع عليهم والتميز العرقي و الديني من وجهة نظرهم هذه الحجج دفعتهم باستمرار عبر خمس عقود حتي نالوا مبتغاهم في نهاية المطاف، في المرحلة الحاسمة من مسيرة تمردهم عن السلطة المركزية (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وبقيادتها وايدولوجياتها الجنوبية ؟؟؟؟ القائمة علي ادعاء التميز العرقي والديني كما ذكرنا سالفاً ، خرجت عن النص مجموعة شمالية لتكون الزراع الشمالي للحركة الشعبية ذات الصبغة والثقافة المعاكسة لمكونات الشمالية العرقية والثقافية والاجتماعية هذه المجموعة ظلت في الهامش تشكل عملياً منعة وزخم لتوجه الجنوب دون ان تجد لها ممسكاً قوياً ضمن ما تنادي به الأفكار الجنوبية وحين ما نال الجنوبيون المراد وحدث الانفصال زج بها فعلياً خارج ما كان يسمي بالسودان الجديد لان بعد الانفصال ما عاد هنالك سودان واحد يراد تجديده ، ماحدث سابقاً في النيل الأزرق و يحدث حالياً في جنوب كرفان من كوارث لا يمكن ان تحدث لو التزم هؤلاء بالنص الوطني القائم علي ثوابت وحدة التراب، وحدة الدين، وحدة الثقافة .ولو أن هذه المجموعة الشمالية استبصرت بشي من العقل خفايا الوسائل والغايات لفكرة الحركة الشعبية لتاكد لها أن الأمر لايتعلق بالسودان الواحد بل بجزء منه فقط. الآن حصص الحق وانكشف ( المغطي ومغرق شطة) وسقطت ورقة التوت من يد مجموعة الحركة الشعبية قطاع الشمال بعد إن إعتذر رئيس دولة الجنوب سلفاكير للرئيس اوباما في مابدر منه من كذب عندما حذره الامركان من دعم الحركة الشعبية قطاع الشمال وظل يدعمها في الخفاء ، إعتذر الرجل، ومايقرأ بعد هذه الإعتذار الداوي أن الجنوب قد تخلي فعلياً عن مجموعة الشمال في حركته الشعبية ، ولما لا ويقول المنطق تسقط الوسائل تباعاً عند بلوغ الغايات،إذن علي مجموعة الشمال في الحركة الشعبية أن ( تِتِلَم) وتعود للنص، ومحادثات أديس أبابا الجانبية بقيادة كمال عبيد تشكل فرصة ذهبية للإرتماء في حضن الوطن فيا عرمان والحلو والبقية هل من عودة ؟؟ [email protected]