الحماسة الشديدة الرسمية التي قوبل بها اتفاق أديس بين الحكومة والحركة الشعبية.. حماس «ملغوم».. ولئن لم تستثمره الحكومة - وتطوره - جيدا،ً فإنه سيوقعنا في عواطف حسن النوايا والثقة المفرطة، التي جعلت الشمال يوقع على نيفاشا. ٭٭٭ بيد أن ثمة تشابهاً بين اتفاقيتي نيفاشا وأديس : أعطينا الجنوب «حلم الانفصال».. ومررنا لهم «فترة انتقالية» مكلفة جداً.. حيث صرفنا على كوادرهم من ميزانية التنمية والصحة.. فتدربت كوادر الحركة الشعبية على شؤون الحكم والدبلوماسية والأمن والدفاع..!. ٭٭٭ لقد كان من الممكن، مقابل «خيار الانفصال والتدريب في ظل الانتقالية»، أن نضع شروطاً - نقابل بها تطلعاتهم للانفصال: - ترسيم الحدود فوراً، بما يضمن للشمال حقوقه. - اعتماد أبيي، باعتبارها جزءً من الشمال. - عدم قبول أي فكرة حول جنوب كردفان والنيل الأزرق، باعتبارهما لصالح الشمال. ٭٭٭ كان بالإمكان أن يسير التفاوض - اَنذاك - على نهج «الشروط مقابل الانفصال». ٭٭٭ المدهش في الأمر أننا بعد مضي أكثر من 7 سنوات، ورغم تلقين القوات المسلحة السودانية لقوات الحركة الشعبية الغازية، درساً مفيداً وهزيمة نكراء بهجليج.. كان بالإمكان استثمار فرصة الحوار في أديس لتوجية التفاوض وفق «الشروط مقابل المصالح». فالجنوب، هو صاحب المصلحة الكبرى في ضخ النفط. ٭٭٭ ولكن.. مفاوضينا مااستغلوا الفرصة الأُولى«الشروط مقابل الانفصال»، في ظل مفاوضات نيفاشا. ٭٭٭ ومن عجب أنهم ما استثمروا الثانية «الشروط مقابل ضخ البترول»، في ظل مفاوضات أديس أبابا. ٭٭٭ صدقوني: الحركة الشعبية دخلت اتفاق أديس هذا بنية «الانتقال».. فهم والأمريكان يعملون سراً لتحويل «أنابيب النفط» من شمال السودان إلى أراضي إفريقية أُخرى. ٭٭٭ معقول: لم نتعلم نحن من انتقال «الانفصال» ذو الست سنوات، إلى انتقال «النفط»، والذي في سقفه الأعلى ربما لايتجاوز الخمس سنوات..!. ٭٭٭ الفرصة اتت للشمال مرة ومرتين..!. ولكن «المؤتمر الوطني» وحده يتحمل نتيجة فرص «الشروط الضائعة». رئيس التحرير [email protected] 0912364904