من الناس من يرحلون من هذه الدنيا.. ولكنهم يخلفون ورائهم صورة وتاريخ وذكرى تدق في عالم النسيان وهم بذلك راحلون ولكنهم مقيمون بأعمالهم وتاريخهم، ومن هؤلاء كان فقيدنا الراحل المغفور له بإذن الله جعفر محمد علي ينتمي إلى شرق السودان موطناً ولكنه ينتمي أصلاً وعملاً للسودان كله.. فقد كان عليه الرحمة والرضوان عرفته أميناً صادقاً للمال وزيراً للمالية بولاية الجزيرة هذه بداية معرفتي به ، والتقيت به وكأنه يعرفني وأعرفه من زمان طويل وهو رجل صبوح بشوش في لقاءه بالناس.. وتمضي الأيام وسيرها وكنت لا أدري أين هو وفجأة جئت زائراً وضيفاً على أبن عمي عمر قرين مدير الشركة العربية للكمبيوتر ووجدت جعفر من سكان ذلك الحي وكان لقاءً طيباً بل وظللت التقي به في كل أوقات الصلاة بمسجد الحي ذلك المسجد جمع خبرة الناس وكلهم يتبارون في خدمة هذا المسجد وعلمت أن المرحوم جعفر لم يكن من رواده المداومين فقط وإنما رئيس اللجنة العليا لتطوير المسجد وكان شبه متفرغ لهذا المسجد ليلاً ونهاراً إلى جانب عمله عضواً بالمجلس الوطني ورئيس لجنة الخدمات وقد كان يؤدي أدواره في صمت وسبحان الله جئت من الدامر قبل وفاته بيوم واحد وسألت عنه اصدقاءه عمر قرين وعبد الوهاب بالمسمجد أين هو أود لقاءه للسلام قالوا إنه ذهب في رحلة للخارج إستشفاء ورجعت للدامر قائلاً اخطروني بعد حضوره فإذا به في صباح اليوم لحضوري للدامر يخاطبني الإبن عمر قرين ناعياً وباكياً فقد جعفر الذي توفى بدولة الهندي والهمني الله أن أقول إنا لله وإنا إليه راجعون عليك الرحمة والرضوان يا جعفر ، وقد ظل مقعدك ومجلسك في مسجد المنشية خالياً وافتقدك أصحاب اخوان المسجد والحي هكذا هو الراحل المقيم جعفر محمد علي الذي أحدثكم عنه في هذه السطور ذكرى وتقديراً ووفاءً لشخصه الكريم وهو الراحل المقيم بإذن الله. وقد حدثني الإبن عمر قرين عنه قائلاً انه علم ابناؤه منذ عمر الخامسة أن يرتادوا المسجد فكانوا وبفضل ذلك التوجيه يعتبروا من ما تم المسجد حتى بعد أن كبرت سنهم وهكذا كما يقول عمر قرين وعبد الوهاب واخوانه بالمسجد انهم افتقدوا علماً بارزاً وشخصاً مهماً بالحي والمسجد في هذا فإنني أتقدم بعزائي الخالص نيابة عن أهلي وقبيلتي بنهر عطبرةوالدامر عزائي لأهله بالشرق وعزائي للمهندس ابراهيم محمود وزير الداخلية الذي ينتمي إليه اسرياً واصلاً وسلام على جعفر في الخالدين ونسأل الله له الرحمة والمغفرة والرضوان وسنكون بإذن الله في مجمع العزاء بمنزله لنلتقي بأهله وبالمهندس ابراهيم محمود نسأل الله للجميع الصبر والسلوان.. ودمتم في حفظ الله ورعايته