كالعادة وبحكم المهنة اتصفح تقريباً كل الصحف السودانية وبشغف عالي بحثاً عن الجديد من الاخبار والمنوعات والاصدارات الجديدة ومتابعة مايتعلق بعملي اليومي وملاحقة للعديد من الاحداث التي حولنا. هذه العادة الجميلة ارتبط بها لسنوات خلت واصبحت هواية يومية. ولم يختصر البحث عن العناوين الجديدة والاخبار فقط بل يمتد الي سموات اخرى في المجالات ذات الصلة بالمهنة بحثاً عن الجديداومتابعة لموضوعات سابقة وفي كل مرة يزداد يقيني بأهمية الكلمة المكتوبة في الصحافة باعتبارها واحدة من ادوات التواصل الجماهيرى والصحافة بمختلف أصداراتها السياسية والاجتماعية والثقافية و الخدمية والرياضية تبحر فى العديد من المجالات ولكثرتها يعتقد المرء المرء بان هناك تداخل فى المصادر والمراجع الأخبارية ، والصفحات الأولى منها تتشابه فى العناوين لاهمية الخبر ، وليس الصحف السودانية بمعزل عن الصحافة العالمية أوالعربية وكبريات الصحف تتلاقى دوماً فى اخبار الصفحات الاولى والتى تعتبرعناوين وهمية والمتابع للصحف السودانية يلحظ هذا وعندها يتردد فى الاخذ باي صحيفة لمتابعة الخبر أو العنوان طالما كانت الاخبار مصادرها واحدة ، حيث يلعب التحرير والفن الصحفى والتصميم والالوان والصور ووضعها حسب أهميتها للخبر وكذلك الخطوط العريضة (مانشيتات) أدواراً تتميز بها العديد من الصحف عن بعضها البعض وبالرغم أنها قد تحمل أقوالاً وتصريحات منقولة بالنص. والصحافة مهنة لا تعرف النقل والتقليد وتعتمد أغلبية الصحف على كتاب الأعمدة والساسة والمفكرين والذين يناقشون العديد من الموضوعات المحددة من زوايا مختلفة تؤدى كل منها رسالتها المطلوبة ، لا أحد يستطيع أن يصدر شهادة ما بأن ذلك الموضوع حكراً على إصدارة معينة ولكن قد تكون هنالك خصوصية فى التناول ومهنية فى تلقي وكيفية التعامل مع الاخبار والصحافة الفنية اوالرياضية أيضاً لا تخلو من هذا المنوال ولكن صحف الدعاية والإعلان لها طريقة تختلف عن تلك وكذلك المجلات المتخصصة فى المجالات المختلفة . وتناول أخبار العالم عبر الشبكات التواصلية أو المراسلين تساهم كثيراً فى تجديد دم الصحيفة وتسعى دوماً لتقديم الجديد باستضافة شخصيات عالمية أو قومية أو محلية مشهورة فى مجالات متعددة ، الصحافة السودانية تتابع وتركز على القارئ المحلى وهو الهدف الاول اذ التوسع المعلوماتى أضعف من منافستها الخارجية ونادراً ما تجد صحيفة سودانية فى الخارج على مكتبات عامة ، ولعل التقنيات الحديثة والحوسبة والتطور الذى طال مصادر تناول الاخبار قد سارع فى انتشار المعلومة واصبحت الصحافة أداة توثيقية فقط للعديد من الاحداث ولا نبعد قليلاً وعند تصفحك لاى موقع اخبارى مثلاً تجد المستجدات بين الدقيقة والاخرى ونجد المتابعات والمداخلات والتعليقات المتجددة لتلك الاحداث قد تبدلت وتغيرت وعندما نطالع الصحيفة فى اليوم التالى قد تجد هنالك العديد من المتغيرات والتطورات لتلك الاحداث قد تبدلت وتغيرت ولكن يظل هو الخبر الصحفى الاول هو الاصل فى المعلومة ومهما ازدادت مساحة المعلومات والمتغيرات . وفى السودان تحتاج الى صحافة ذات سمة متفردة وصورة واضحة تخدم قضايانا المتعددة وتتوسع فى مد حبال التواصل بيننا باختلاف ما نملك من افكار واراء ومشروعات مختلفة ، صحافة تخدم قضايا المواطن وتسلط الضوء على بؤر الخلل وتستصقي الحقائق من مصادرها وتساعد على طرح الحلول ، نحتاج الى صحافة فاعلة تغوص فى اعماق المجتمع بكل مكوناته وتبرز نشاطاته وهمومه اليومية ، صحافة تذهب الى اصقاع السودان المختلفة عبر شبكة تمتلك ناصية المعرفة بالبحث فى مكنون تلك المناطق ، صحافة هى مراة عاكسة لنشاطات المجتمع ومواكبة لعصر المعرفة والتطور التكنولوجي .