الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    ((المدرسة الرومانية الأجمل والأكمل))    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا خير فينا إن لم نقلها..
بقلم: عثمان بوب
نشر في الوطن يوم 10 - 12 - 2012

الشعب السوداني العظيم يمتاز بالكثير من الصفات والسمات ويتفوق على شعوب العالم في ساحات الكرم الحاتمي والفزع والنفير وروح الجماعة التي تظهر في ملاحم العون الذاتي والجهد الشعبي، وقد تم إستثمار تلك الخصائص في إنجاز العديد من المشروعات مثل شق الترع وبناء الجسور والفصول المكملة لمراحل السلم التعليمي، و قد تجلى الجهد الشعبي إبان حملة محاربة العطش وخلال عمليات الفزع عند بناء الشفخانات و المراكز الصحية ورصف الطرق، وفي حياتنا اليومية نعايش يومياً صوراً للتكافل والمساندة التي تقدم لدعم الأسر المتعففة، وفي بعض الأحياء ظللنا نشاهد بعض المواقف التي تحكي أصالة الشعب السوداني ، فهنالك مجموعة من النساء يجمعن كميات من السلع الإستهلاكية لتقديمها لأسرة فقيرة في الحي أو لأرملة تربي عدداً من الأيتام. وفي مشهد آخر كانت جمعيات النساء في الأحياء تجمع السكر كباية كباية لتقديمها لأسرة متعففة ودائماً تكون الحصيلة من السكر مقدرة، وقد شاهدت في أحياء أخرى مجموعة من النساء يجمعن الرغيف قطعة قطعة، وقد وضعن جوالا فارغاً عند مدخل المخبز ليضع فيه كل فاعل خير قطعة واحدة ، وفي مركز قطر بالحلة الجديدة والذي يديره المهندس السر التوم شاهدت الدارسات يجهزن الخبائز لتوزع بالمجان للأطفال الأيتام..
ويا سيادتو إن هذه المفاهيم البسيطة هي التي يقوم عليها جوهر الحكم المحلي ويسميها بالمشاركة الشعبية، ومن مميزات المشاريع التي تنبع من المواطنين أنهم يحافظون عليها ويدافعون عنها وهي دائماً قليلة التكاليف، ولكن بكل أسف رغم هذه التجارب تبقى مجالس الحكم المحلي في المحليات خارج الخدمة بأمر الحاكم وقد يكون السبب هو الخوف من المساءلة و المحاسبة، وأخونا محمد أحمد يقول من الذي قتل روح الفزع والنفير وروح الجهد الشعبي حتى أخذت المحليات تظهر في صورة المقاول المنفذ للكبيرة والصغيرة والمواطن يبقى ضمن الفراجة.
وأخونا محمد أحمد بسأل : لماذا لا تستنفروا الشباب؟
وهل فقدتم العشم فيهم رغم كلمات الشاعر محمد المكى إبراهيم «من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر؟ » و الشباب برد بقوة «جيلى أنا جيل العطاء المستجيش ضراوة و مصادمة».
ويا سيادتو إن الشباب هم ثورة ربيع التنمية والتعمير في المجتمعات المحلية، وأخونا محمد أحمد يقول: إن آخر عهده بالجهد الشعبي والنفير كان قبل ثلاثين عاماً ، ولكن الحقيقة المؤكدة أن في الشعب السوداني خير كتير ، ولو رجعنا لملاحم زاد المجاهد تطمئن وتزداد يقيناً ، ويكفي أن التلاميذ يجمعون زاد المجاهد بصلة بصلة ، وكذلك الأسر وهي تقدم دعمها في شكل ملابس أو سلع تموينية وأنا لن أنسى منظر النساء في حي المايقوما وهن يعملن في عواسة الحلومر في أكثر من ثلاثين صاجاً ليسهموا في زاد المجاهد ، وأثناء حملة محاربة العطش في العام 1969م أذكر روعة ذلك المشهد والمتمثل في جبال من جلود الأضاحي التي نجح المعلمون في جمعها لدعم حملة محاربة العطش ، وفي ذلك العام إتخذت المدارس الأولية مراكزاً لجمع الجلود حتى أن كميات الجلود التي جمعت فاقت طاقة المدبغة مما اضطر سعادة الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر رحمة الله عليه لمناشدة الشباب أثناء مباراة للهلال والمريخ بإستاد الخرطوم ليسهموا في تصنيف الجلود بالمدبغة ولأن روح الشباب في ذلك العام كانت عالية فقد توجهوا راجلين نحو المدبغة وعملوا حتى مطلع الفجر وهكذا كان الفزع والنفير، فظهرت الروح الكامنة في نفوس السودانيين.
وأخونا محمد أحمد يسأل : أين ذهبت تلك الهمة والنشاط وروح المشاركة ومن المسئول عن إعادة تلك الروح ومتى نشهد المعسكرات الشبابية التي كنا نسمع بها في الولاية وفي الأقاليم ، وبصراحة لقد كانت فترة مايو زاخرة بالبرامج الخاصة بالطلائع والشباب وكانت المعسكرات تمثل عنصر الجذب للشباب لأن المتفوقين في المعسكرات كانت أمامهم فرص المشاركة في المعسكرات الولائية والقومية وبعدها المشاركة في المعسكرات الدولية، وأذكر أن معسكرات الشباب قد نجحت في تشييد بيوت الشباب في معظم الولايات وبعد العام 1989م قام الشباب بتشييد عدد من المساجد في الوزارات والمؤسسات، وقد تمكن الشباب من إعادة تأهيل عدد من المرافق، كما شاركوا في عمليات جنى القطن ، والشباب هم من شيد مركز شباب أمدرمان بقيادة الشاب آنذاك صلاح حسن وقاموا برصف طريق العودة والشباب هم الذين أسهموا في مشروع تسمين الماشية مع المهندس مرتضى أحمد إبراهيم والشباب هم بناة مركز صحي أورتشي وفي بداية عهد الإنقاذ كانت اللجنة العليا لإصحاح البيئة بقيادة عضو مجلس قيادة الثورة دومينك كاسيانو وكانت تلك اللجنة العليا تشرف على النظافة في ولاية الخرطوم وتوظف طاقات الشباب في الحملات كما كانت تشجع روح التطوع وتعمل على تفعيل دور الشباب.
ويا سيادتو إن روح الفزع والنفير هي صفات أصيلة تميز المواطن السوداني، ولكن السؤال: من الذي يستطيع فك الشفرة والوصول لكلمة السر في المجتمعات المحلية حتى تخرج الطاقات من القمقم ، وأخونا محمد أحمد يقول إن المجموعات التي ظلت تشجع الفرق الأجنبية عندما تقابل فرقنا الوطنية وهؤلاء يحتاجون لجرعات إضافية حتى يستعيدوا روح التربية الوطنية وليت مجلس الشباب والرياضة يفيق من غفوله ويركز على جوانب التربية والتنشئة وللذكرى و التاريخ أهدي الصورة التي تجمع الرئيس الأسبق نميري والأستاذ أحمد عبد الحليم و الأستاذ عبد اللطيف عبد الرحمن رحمة الله عليهم والأستاذ مهدي مصطفى الهادي أمد الله في أيامه والصورة لكل المتعاملين مع قطاعات الأطفال والشباب لأنها توثيق لمشاركة القيادات الرفيعة في أحد إحتفالات الطلائع والإشارة تؤكد الإهتمام والعناية بتربية الأطفال والدليل الواضح الإستعانة بخدمات مربي الأجيال عبد اللطيف عبد الرحمن والذي إنتقل من وزارة التربية والتعليم ليتولى منصب مدير الشباب بوزارة الشباب والرياضة في العام 1970م.
ويا سيادتو لقد أعاد التاريخ نفسه عندما شاهدنا تجربة جسدت روح المشاركة الشعبية والتي إفتقدناها طويلاً والأنموذج الذي عايشناه كان بمدرسة الإنتصار بالإمتداد بعد أن أفلحت الحاجة زينب مكي صادق في إقتلاعها من فك التمساح محققة إنتصاراً في الإنتصار، المدرسة بعد أن تم تجفيفها وتحولت لمكب للنفايات وفي مرحلة لاحقة إتخذتها محلية الخرطوم مستودعاً لتخزين المهملات والمصادرات وأنقاض المدارس الأخرى وطيلة الفترة السابقة لم تيأس الحاجة زينب مكي صادق صاحبة رمز التركتر الذي دخلت به مجلس تشريعي ولاية الخرطوم في دورة سابقة فقد أقسمت الا تجفف مدرسة بنات في منطقتها وهي التي كانت تمثل المرأة في المجالس التشريعية وفي يوم الجمعة 30 نوفمبر كانت ملحمة الإنتصار حيث تدافع خمسون من شباب الهلال الأحمر فرع الخرطوم ومجموعة من فتيات الإمتداد و أعداد من نساء الحي اللائي كانت لهن إسهامات واضحة في تقديم الوجبات والخدمات للمتطوعين واللوحة الرائعة التي نالت الاعجاب في المعسكر كانت لتلك المرأة المسنة بائعة الشاي والتي أعلنت تبرعها بتقديم الشاي والقهوة بالمجان طيلة فترة عمل المعسكر والحاجة سعاد البية بائعة الشاي قدمت أقصى ما تستطيع بعد أن إستقطعت قيمة السكر والشاي من اللحم الحي ولو كنت أملك وساماً للإنجاز لقلدته لبائعة الشاي الحاجة سعاد البيه ووسام من الطبقه الأولى المميزة للحاجة زينب مكي صادق التي لا زالت تشحن الشباب بجرعات الفزع والنفير.
وقد شاهدت عدداً من الفتيات يعملن في طلاء الأبواب و الشبابيك بفصول مدرسة الإنتصار وكان الشباب يقوم بأعمال البناء والصيانات وطلاء الجير وعدد من الرجال كبار السن كانوا يقومون بإزالة بعض الأنقاض وبصراحة، لقد أعادت الحاجة زينب مكي صادق الثقه في النفوس وقدمت لوحة من تضافر الجهود إفتقدناها لسنوات وأرجو أن أنقل إشادة خاصة بالشيخ صلاح جلال الذي ظل جالساً يتابع ويحث الخيرين للمساهمة في المعسكر بتقديم المواد وأعلم أن الهيئة الشعبية لتطوير وسط الخرطوم قد سبق أن أسهمت بدعم في شكل مواد عينية وستقوم الهيئة الشعبية ببعض الإتصالات لإنجاح عمليات المساندة لجهود الحاجة زينب حتى تكتمل لوحة الإنتصار ، وأرجو أن تدخل محلية الخرطوم لساحة الإنتصار بتقديم الدعم في مجال الإجلاس والكتاب وتوفير الردميات وتراب البحر والأشجار والإشادة والتقدير لكتيبة الشباب في الهلال الأحمر فرع الخرطوم ، وبرافو للحاجة زينب مكي صادق التي حققت الإنتصار في الزمن الصعب.
ويا سيادتو الخلق ضايقى ...
في المقال السابق أشرت لموضوع الوحدات الشبابية والتي تعمل محلية الخرطوم لإخراجها للساحة بعد أن كلفت منسق اللجان الشعبية بالمحلية بمهمة تكوينها وقد تساءلت عن جدوى تلك الوحدات الشبابية طالما أن الأحياء تعج بالمنظمات القائمة ، و السؤال الذي طرحتة في ذلك المقال : لماذا لم تقدم المنظمات الكثيرة العديد في الساحة أي عمل ملموس؟
وهل العلاج هو المزيد من التنظيمات أم الأفضل تحسين دور المنظمات القائمة بتقديم الدعم لها، ولكن يبدو أن محلية الخرطوم تعشق المسميات الجديدة ويبدو أنها قد وصلت لقناعة بأن تكوين الأجسام الجديدة أسهل من عمليات والرعاية والتنشيط وآخر الأنباء تقول إن محلية الخرطوم قد أخرجت توأم هذه المرة جسمين جديدين دفعة واحدة الأول هو آلية التدخل السريع وهي المسئولة عن معالجة حالات التردي في إصحاح البيئة وتراكم النفايات في الشوارع الرئيسية مثل شارع الجمهورية وأفريقيا وشارع النيل ، هذه الآلية يقودها الإداري المقتدر والمميز السنوسي سلمان أحمد وهو من أصحاب الخبرات السابقين بمحلية الخرطوم ، ولكن السؤال: ماهي مبررات قيام وحدة التدخل السريع طالما أن هنالك شركات للنظافة مكلفة بموجب عقود وهنالك هيئة نظافة في محلية الخرطوم وهي مسئولة عن متابعة نصوص العقود ومدى تنفيذها وإذا طبقت بنود العقود فلن يكون هنالك داعي لأي تدخل سريع يكلف المحلية أعباء مالية فوق طاقتها.
ونعلم أن محلية الخرطوم ظلت تقدم الكثير من معينات العمل لبعض الشركات ومنها الآليات، ولكن رغم ذلك تراجع الأداء و عجزت هيئة النظافة عن القيام بمهامها وحال الشارع يؤكد ذلك.
ويا سيادتو إن في ولاية الخرطوم هيئة إشرافية للنظافة وفي عدد من مناطق المحلية شركات للنظافة وفي المحلية هيئة للنظافة وبالرغم من المسميات الكثيرة كونت المحلية آلية جديدة بإسم التدخل السريع ويعمل معها ثلاثمائة عامل تدفع لهم محلية الخرطوم خمسمائة ألف جنيه شهرياً ووحدة التدخل السريع تعمل معها أربعة آليات قدمتها الهيئة الإشرافية بالولاية ، وكل ذلك التدخل السريع لنظافة الشوارع السيادية المحدودة العدد لتبقى كل أحياء المحلية في حالة لا تحسد عليها ولعل الصورة تعكس حالة التردي.
ويا سيادتو إن هنالك آلية توأم للتدخل السريع في محلية الخرطوم وهي تعمل تحت رعاية سعادة المعتمد عمر نمر ويقودها من الجهاز التنفيذي عثمان جادان وهو رجل معروف بإنجاز المهام الصعبة وتمتاز الآلية الجديدة بأنها تستعين بعدد ستين من أعضاء الإتحاد الوطني للشباب السوداني وبفضل جهود الآلية الجديدة أمكن إزالة العديد من المخالفات والظواهر السالبة وقد تجلت جهود الآلية في شوارع عبيد ختم وشارع كنانة والمركز الإسلامي وفي سوق العزبات شرق المركز الإسلامي الأفريقي ، وهذا السوق تحديداً لم تفلح أية قوة في إقتحامه وإعادة تنظيمه وقد كتب النجاح لقوة التدخل السريع التي يقودها عثمان جادان ، وأخونا محمد أحمد يقول : والله مشاركة الشباب فكرة ممتازة وأن أي صرف على توظيف طاقات الشباب ما خسارة ، لأنه يعتبر مكسباً ونوعاً من التربية الوطنية ، وأرجو أن يتضاعف عدد الشباب في مثل تلك الوحدات أو آليات التدخل السريع ويمكن تقديم أشكال من الحوافز مثل المعدات الرياضية أو تخصيص فرص في الرحلات التعريفية أو السياحية داخل وخارج السودان ، وأخونا محمد أحمد يسأل : متى يتم التدخل السريع في الأحياء الشعبية والتي تراكمت فيها النفايات ؟
وكمثال للتردي: أرجو زيارة مربع تسعة في جبرة للوقوف على الحال.
ويا سيادتو إن شركات النظافة في حالة تشبه الإضراب غير المعلن وقد قمت بعملية تقصي لبعض الأسباب فعلمت أن الشركات قد فشلت في تحصيل الرسوم المنزلية ، بالرغم من أنها قليلة ولا تواكب الزيادات التي طرأت على أسعار الوقود وقطع الغيار ومرتبات العاملين.
ويا سيادتو إن أصحاب الشركات يقولون إن المواطنين أحجموا عن دفع الرسوم ويقولون لو قدمت لنا محلية الخرطوم ما تقدمه لفرق التدخل السريع فإن الحال سيتغير وأصحاب الشركات يقولون إنهم لن يسلكوا طريق المحاكم لإسترداد الرسوم لأنه طريق طويل ولأن ظروف البلد لا تحتمل المزيد من إثارة روح العكننة قبل أن تترك شركات النظافة الجمل بما حمل ، أرجو أن يتم تدارك الأمر بالدراسة والمعالجة.
وياسيادتو إن عقود شركات النظافة تنص على الآتي :
* القيام بأعمال النظافة والتخلص من النفايات الصلبة.
* توفير الآليات والحاويات والأدوات الخاصة بأعمال النظافة وتلتزم بنقل نفايات المساكن ثلاث مرات أسبوعياً ، ونقل نفايات الأسواق بعد كل عملية نظافة يومياً بورديتين ونظافة ونقل نفايات مصارف الأمطار يومياً ونظافة الساحات والميادين ، نظافة ونقل نفايات الشوارع وكنس الأتربة من الشوارع الرئيسية والفرعية عبر برنامج يتم إعتماده من طرف المحلية و التخلص من قطع الأشجار وإزالة الحشائش والأوراق المتساقطة بالشوارع.
وأخونا محمد أحمد يسأل : ماهو الداعي لتكوين آلية للتدخل السريع والصرف على ثلثمائة عامل تدفع لهم محلية الخرطوم خمسمائة ألف جنيه شهرياً ، وإذا كان سبب قصور الشركات هو فشلها في تحصيل الرسوم على قلتها ، فلماذا لا تفكر محلية الخرطوم في إيجاد المعالجات أو أن تدفع المحلية للشركات أجراً شهرياً نظير استخدامها لآلياتها وللعمالة التي تستعين بها و في هذه الحالة تقوم المحلية بتحصيل الرسوم بالكيفية التي تراها وأمامها خيار الإستعانة باللجان الشعبية أو الشباب بعد أن تخصص لهم نسبة من العائد.
ويا سيادتو إن الأحياء موعودة بكارثة في مجال إصحاح البيئة وطبعاً التدخل السريع لنظافة الشوارع الرئيسية لن يسكت الأصوات إذا إرتفعت مستنكرة لتردي أعمال النظافة، وكمدخل للمعالجة ، أقترح عقد ورشة عمل بمقر هيئة النظافة لدراسة ما وصل إليه حال إصحاح البيئة، وأرجو أن يتم التوصل لوضع رؤية واضحة لمستقبل أعمال النظافة والتفاكر في كيفية تلبية إحتياجاتها ومقابلة منصرفاتها وتحديد الرسوم المناسبة وكيفية تحصيلها.
وأخونا محمد أحمد يقول : لا يعقل أن نتفرج على شركات النظافة وهي تتكبد الخسائر في وقت تدفع فيه محلية الخرطوم خمسمائة ألف جنيه لنظافة عدد محدود من الشوارع الرئيسية.
ويا سيادتو أرجو إستعجال النظر في حال الشركات والتعرف على أسباب تدني الأداء ، والسؤال : لماذا تراجع أداء هيئة النظافة نفسها وقبل أن تخرج الشركات وتترك فراغاً يثير سخط المواطنين ؟ نأمل في دراسة أبعاد المشكلة ، وإذا كانت آلية التدخل السريع التي يقودها عثمان جادان قد أفلحت في إستقطاب الشباب ، فلماذا لا تستعين آلية التدخل السريع التي يقودها السنوسى سلمان أحمد باللجان الشعبية و المنظمات في الأحياء على أن تقدم لهم حوافز في شكل خدمات مثل الإضاءة و التشجير وتنجيل الميادين وملاعب الخماسيات وخلق منافسة بين أكثر الأحياء إستجابة لنداء الآلية ، ويمكن إثارة روح المشاركة والتنافس بين الأحياء.
ويا سيادتو إن أي صرف على الشباب المشارك في العمل العام لا يعتبر خسارة ، لأن ذلك يحقق الخدمة المميزة والتربية الوطنية والصرف على الشباب يعتبر نوعاً من الإستثمار لصياغة الإنسان الجديد.
والله يسوي الفيها خير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.