الدكتور عبد الحليم المتعافي وزير الزراعة الاتحادي، وفي آخر لقاء بيننا قال لي: إن مكتبه مفتوح لأية استفسارات، وذكر أنه ليس هناك سقف محدد لمن يريد أن يعرف كل المعلومات المتعلقة بوزارة الزراعة وكل أقسامها من تقاوي ومبيدات وآليات ومشاريع زراعية، إلى آخر المعلومات المتعلقة بوزارة الزراعة التي لديها إمبراطورية من المكاتب في كل ولايات السودان، بالإضافة إلى وزارات الزراعة الولائية. المتعافي كان صادقاً جداً، فلقد طلبت من مدير مكتبه «المهذب» مواعيد، وفي خلال يوم والثاني تم اللقاء الذي ننشره اليوم في داخل هذا العدد، أتمنى أن يجيب على تساؤلاتنا، نحن وغيرنا، وعموماً أبواب الوزارة مفتوحة كما ذكر المتعافي، انطباعاتي عن اللقاء آثرت أن أكتبها خارجاً؛ لأنها شأن يتعلق بي أنا وحدي، ومن حق القراء علي نشرها لهم؛ لأنها ملكهم، وهذه الصحيفة هي منبرهم الحر الذي يعبر عنهم وعن آرائهم. ٭ هذه هي المرة الأولى، ولا أتمنى أن تكون الأخيرة التي أدخل فيها وزارة الزراعة، رغم الكم الهائل من المقالات والكتابات عنها في الفترة السابقة، والتي أتمنى أن لا تتوقف «سلباً أو إيجاباً».. وجدت الوزارة في حالة محاولة «تعديلية» وصيانة وتغيير أثاث، وكان هذا سؤالي للدكتور المتعافي. ٭ دخلنا مكتب المتعافي وهو عبارة عن «قاطوع» صغير غاية في التواضع، لا يشبه الحديث عن الصرف البذخي الحكومي الذي أصبح سُنّة غير حميدة عند بعض الوزراء، ووجدناه «يادوب قايم من الصلاة». ٭ سألنا المتعافي: تشربوا شنو.. فقلت له نحن: طلبنا «كركدي غير محور وراثياً».. فضحك الدكتور وقال: هم عندهم كركدي؟!، وفي تواضع جم اتجه نحو الثلاجة وأعطانا عصير«راني» ومياه معدنية، نسيت أن أسأله عن هل هي مشتروات من نثريات الوزارة، أم نثريات مكتب الوزير، أم من جيبه الخاص؟. ٭ بداية الحوار كانت عن القطن «المحور وراثياً» الذي لاحظت أن المتعافي متحمس له بصورة غير عادية، ومدافعاً عنه ولا يقبل الحديث عن فشله؛ لأن لديه الأدلة والبراهين من صور ومستندات وعينات من القطن المحور، جميعها تجعلك تستمع فقط، فليس هناك سكة للهجوم على القطن المحور وراثياً. ٭ المتعافي أعطاني عينة من «القطن المحور» فطلبت منه كيساً؛ لأحمله فيه، فأعطاني كيس هدايا محترم جداً وبداخله « بن برازيلي».. وقال: شيل الكيس ومعه البن، أنا ما بشرب قهوة.. وزاد: إن البن هدية من واحد برازيلي، فمازحته وقلت له: عيني في عينك برازيلي ولا برازيلية؟ وكنت أقصد الخبيرة البرازيلية التي دقينا فيها الطار مع الخبير الإيراني أبو ثلاثمائة ألف دولار في العام. ٭ المتعافي مغرم جداً بقصة حكاها له «أخوي عادل».. وهي عندما كنت في القاهرة أرسلت خبراً إيجابياً من هناك فوجده محرر السهرة فأخذه وذهب إلى عادل: يا أستاذ في مصيبة.. عادل قال ليه «الأجهزة اتعطلت؟».. قال: لا، شوف الخبر دا عن المتعافي خبر إيجابي يا أستاذ، ويتعارض مع سياسات الصحيفة، فضحك عادل وقال له : «منو القال ليك سياسة الجريدة أن لا ننشر خبراً إيجابياً عن المتعافي؟».. فأمر عادل المحرر بالنشر، وذهب المحرر ونشر الخبر على مضض، وتشمر من أحد الأخوان وقال له : خليك شاهد عادل قال: انشروه، ويوسف بعد يجي من القاهرة حايسأل، وتبقى لي مشكلة وقطع عيش، وهو لا يدري أن الذي أرسل الخبر هو يوسف نفسه بشحمه ولحمه. سنواصل