لا أريد أن أتحدث عن التجربة المريرة التي عايشها أطفال قناة طيور الجنة الأردنية، فقد تناولت جميع الصحف الفشل الذريع الذي مُني به الحفل من سوء تخطيط وإدارة، كاد أن يقود إلى كارثة كبيرة... وخوف الأطفال الأردنيين وهلعهم لدرجة أنهم لم يستطيعوا أن يواصلوا غناءهم، ولا أستعجب إعجاب أطفالنا بالقناة الأردنية الناجحة التي لم ولن يجدوا لها مثيلاً في قنواتنا المحلية الفاشلة في جذب اهتماماتهم الصغيرة، فالمملكة الأردنية الهاشمية دولة ناجحة بكل المقاييس، فقد أدهشتني وأذهلتني حقاً.. وحقيقة عند زيارتي لها مع والدتي مستشفية بأحد مستشفيات الأردن بالطبيعة الجميلة، وبمبانيها ذات اللون الأبيض، وشوارعها النظيفة المنظمة، وسلسلة الفنادق العالمية الضخمة والفخمة ومستشفيات غاية في النظافة والنظام، بها أحدث الأجهزة الطبية الحديثة، وكم هائل من الأطباء والإستشاريين والجراحين والممرضين على درجة عالية من المهنية والخبرة، يهتمون بأدق تفاصيل العلاج، بدءاً من التشخيص والتطبيب، وحتى نوعية غذاء المريض، كلاً على حسب حالته المرضية... حتى أسواقها ومولاتها التي تجد بها كل ما تحتاجه، ابتداءً من الصناعات والمنتوجات المحلية الجميلة، حتى الماركات العالمية... وتجد أفضل المعاملة الكريمة من المواطنين الأردنيين في كل مكان بسلوك إنساني يفوق الحداثة والتطور... وذلك كل بمجهودها في الاهتمام الكبير بتنمية وتطوير الموارد البشرية في تعليمها وتثقيفها، فالمناهج الأردنية فعلاً تسعى على قدم لتمليك العلوم الحديثة بشتى أنواعها... ومن المدهش حقاً أن بالقرب من مستشفى الأردن الذي تلقت فيه والدتي العلاج يوجد مبنى باسم وزارة التنمية السياسية، يهتم بتوجيه طاقات الشباب وإشراكهم في عملية التنمية ونشر الثقافة السياسية؛ لتعزيز المشاركه في العمل الحزبي الإيجابي والانتخابات النيابية...... وددت أن يكون هنالك مساحات كبيرة؛ حتى أستطيع أن أصف تلك الدهشة والإعجاب بالتجربة الأردنية... فلا عجب أن ينجح أطفال الأردن ويصبحوا أبطالاً في مخيلة أبنائنا ويتدافعون لرؤيتهم، لكن لم تكن تعلم طيور الجنة الأردنية أن طيور الظلام والنسور ستقودهم إلى جهنم التي يحرق فيها العلم ويعبر بها المورد البشري منذ الطفولة.....